واصل الدفاع الحسني الجديدي انحداره وحافظ على نسقه التنازلي داخل البطولة الوطنية الاحترافية اتصالات المغرب ، عقب عودته بهزيمة ثقيلة من بركان أمام فارس الليمون بثلاثة أهداف لواحد ، هاته الخسارة السادسة له في منافسات هذا الموسم ، كشفت مرة أخرى عديد العيوب والنقائص التقنية داخل المجموعة الدكالية على مستوى الخطوط الثلاث بسب الأداء غير المستقر لبعض العناصر ، فضلا عن استمرار الأنانية لدى بعض نجوم الفريق الذين مازالوا يفتقدون إلى النضج الكروي وحرموا الفرسان من نقاط ثمينة في مباريات كثيرة بسبب ميلهم إلى اللعب الفردي ناسين أو متناسين أن كرة القدم لعبة جماعية، لكن يبقى خط الدفاع الذي كان نقطة الضوء الوحيدة في مرحلة الذهاب داخل الفريق الجديدي ، الحلقة الأضعف بشهادة الكثير من المتتبعين والتقنيين ، حيث بدا واضحا من خلال المباراتين الأخيرتين أن قدوم المهدي بلعروصي لم يفد شيئا النادي ، وهو أمر كان منتظرا لابتعاده لفترة طويلة عن المنافسة بسبب خلافه مع فريقه السابق المغرب الفاسي ، شأنه في ذلك شأن زميله محمد أمين بامعمر والرجاوي حمزة مصدق الذين انتدبهم الدفاع في الميركاطو الشتوي الأخير بتوصية من المدرب سلامي الذي أخطأ التقدير بانتدابه للاعبين عاطلين يلزمهم وقت طويل لاستعادة تنافسيتهم وجاهزيتهم ، وسيكون أمام المدرب المقبل الذي سيتم الاعلان عنه في يوم الاثنين أو الثلاثاء على أبعد تقدير ، عدة تحديات لتصحيح الوضع وإيجاد التوليفة البشرية المناسبة التي قد تعيد لفارس دكالة هيبته ومناعته. والأكيد أن المرحلة الدقيقة والعصيبة التي يمر منها الفريق الجديدي الذي أدمن الهزائم وفقد بوصلته في البطولة ، تتطلب من مكتبه المسير الذي أقدم قبل أسبوع على مغامرة غير محسومة النتائج بانفصاله عن جمال سلامي وسط البطولة قبل الحسم في خليفته ، التحلي بمزيد من الحكمة والرزانة وتغليب المصلحة العامة للنادي في مسألة اختيار الربان الجديد ، بعيدا عن منطق جبر الخواطر لإرضاء جهات معينة تضغط بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة وتستعين ب " الحياحة " و"أبواق المدينة " لتنصيب مدربين عاطلين وفاشلين على رأس الادارة التقنية للدفاع الذي يبحث عن مجده الضائع ويسعى جاهدا في واحد من أسوإ مواسمه إلى الإنعتاق من لهيب مؤخرة الترتيب والزحف نحو المراكز التي تؤمن بقاءه بقسم الأضواء ، وهو رهان لا يمكن تحقيقه بدون تعبئة جماهيرية كبيرة لأنصار الفريق الجديدي المدعوين إلى نبذ كل الخلافات الهامشية ، والالتفاف حول الدفاع أو "المهيبلية " كما يحلو لهم تسميتها ، والعودة إلى مكانهم الطبيعي بمدرجات "شميشة " ، نزولا عند رغبة اللاعبين الذين اشتكوا غير ما مرة من غياب الدفء الجماهيري خلال مبارياتهم بملعب العبدي بعدما أقدم الفصيلين المساندين للنادي مع بداية هذا الموسم على احتلال "الفيراجين " الشرقي والغربي وترك المدرجات المكشوفة للجماهير الزائرة .