بالطريقة والنتيجة التي فاز بها الرجاء أمس الأحد على المولودية الوجدية والتي لا تختلف كثيرا عن الطريقة التي كان بها الفوز الأسبوع قبل الماضي على الكوكب بمراكش، يكون الفريق الأخضر قد قدم مؤشرا على أنه قادم لا محالة للعب دور البطولة في مسلسل السباق نحو لقب البطولة الإحترافية، وأكثر من ذلك أنه ماض لاستعادة نمط الأداء الجماعي الجميل الذي إقترن به على الدوام.
ويبدو أيضا أن مساحة الإطمئنان التي نالها المدرب رشيد الطوسي من رئيسه محمد بودريقة بخاصة بعد الفترة العصيبة التي ميزت آخر ثمان مباريات من مرحلة الذهاب التي تزامنت مع إشراف الطوسي على الفريق خلفا للهولندي رود كرول، والإستغلال الأمثل لفترة توقف البطولة لنحو شهر كامل إضافة للمساندة اللامشروطة للجماهير الخضراء، كلها عناصر غيرت الشيء الكثير في نتائج ونمط أداء الرجاء، لنكون بعد النقاط السبع التي تحصل عليها النسور الخضر من أصل تسع نقاط ممكنة في المباريات الثلاث الأولى لمرحلة الإياب، أمام فريق يمكن أن يكون رقما صعبا في معادلة التنافس على لقب البطولة برغم أن ما يفصل الرجاء عن المتصدر والغريم الوداد قد يصل يوم الثلاثاء إلى 12 نقطة في حال ما إذا فاز الوداد على الدفاع الجديدي.
وسيكون مهما أن يحافظ لاعبو الرجاء على التركيز الذهني الذي أهلهم بمساعدة الطاقم التقني على تجاوز مخلفات القهر النفسي الذي شكله تسجيل النسور الخضر لنتائج سلبية، لطالما أن هذا العنصر سيكون حاسما في إبقاء الرجاء على سكة الإنتصارات، بخاصة وأن هناك عملا تكتيكيا جيدا ينجز في العمق يواكبه تحضير نفسي على أعلى مستوى، ودليل ذلك أن الرجاء خاض المباريات الثلاث منذ بداية مرحلة الإياب بإيقاعات مرتفعة.