عادت الكونفدرالية الإفريقية لتحدد اليوم الأحد المقبل كموعد لمباراة الإياب عن الدور التمهيدي لعصبة أبطال إفريقيا التي ستجمع الوداد البيضاوي وبطل النيجر جمارك نيامي، وكانت المباراة قد تأجلت بعد أن تعذر على الفريق الأحمر التنقل للعاصمة نيامي بسبب إضراب مراقبي الجو بمطار العاصمة، فهل سيكون هذا التأجيل في مصلحة الوداد أو ضده؟هذا ما سيتأكد يوم السبت المقبل، لكن العناصر الودادية مطالبة بالتعامل مع المباراة بكل حزم للحاق بأولمبيك خريبكة العائد بالفوز من خارج الديار والكوكب المراكشي الذي احتاج لضربات الحظ ليمر للدور الموالي بالرغم من امتياز الذهاب.
فماذا أعد المدرب طوشاك لهذه المباراة؟ وكيف يمكن للعناصر الودادية استغلال امتياز الذهاب لصالحها والعودة ببطاقة التأهل من العاصمة نيامي؟
التأجيل لن يحد من الطموحات
في ظل التأجيل الذي لحق هذه المباراة أمام الجمارك اضطر الفريق الأحمر لخوض غمار الدورة 18، حيث واجه الدفاع الحسني الجديدي بملعب العبدي قبل الإنتقال لعاصمة النيجر، ولم يكن من خيار أمام الفريق الأحمر سوى خوض هذه المباراة وانتظار قرار الكونفدرالية الإفريقية، حيث كان محتملا برمجتها يوم الأحد في نفس التوقيت، وهذا الإرتباك لن يحد من عزيمة العناصر الودادية التي سترحل لعاصمة النيجر تحت شعار انتزاع بطاقة التأهل واللحاق بأولمبيك خريبكة الممثل الثاني للمغرب في هذه المنافسة والكوكب المراكشي الذي حجز هو الآخر بطاقة العبور للدور القادم عن كأس الكونفدرالية الإفريقية.
تأكيد نتيجة الذهاب
الفوز في مباراة الذهاب بهدفين نظيفين لا يعني ضمان التأهل بنسبة كبيرة، صحيح أن الوداد حسم الشوط الأول لصالحه كما وضع الرجل الأولى في الدور القادم، لكن المباريات التي تجرى في الأدغال الإفريقية تتطلب عدم الإفراط في التفاؤل وتوخي الحذر، لذا وجب على العناصر الودادية أخذ العبرة من الكوكب المراكشي الذي كاد يغادر كأس الكونفدرالية الإفريقية بالرغم من ثلاثية الذهاب، وإذا كان عذر الفريق الأحمر حين واجه الجمارك بالدار البيضاء أن لاعبيه كانوا يفتقدون للتنافسية، فاليوم وبعدما خاض الفريق رابع مباراة فلا يمكن أن نلتمس لهم الأعذار، وبالتالي من الواجب عليهم تأكيد أحقيتهم بالفوز في الذهاب وتزكية هذه النتيجة، وبالتالي تقديم صورة طيبة تليق بسمعة الكرة المغربية.
الخصم سيلعب الكل للكل
إعترف مدرب الجمارك بقوة الوداد بعد مباراة الذهاب، لكنه لم ينزل يديه بل قال بالحرف بأن فريقه سيدافع عن كل حظوظه لتجاوز الفريق الأحمر، ويبدو بأن عناصر الجمارك ستراهن على ورقة الهجوم بدل الحيطة والحذر التي ظلت العنوان البارز لظهورها بمركب محمد الخامس، وهذا يعني بأن الخصم سيلعب الكل للكل من أجل تجاوز فارق الهدفين، إذ لم يعد لديه ما يخسره، ومن جهته أكد المدرب طوشاك احترامه للجمارك باعتباره بطل النيجر، وكما قال فالأندية البطلة لا تخسر كثيرا خاصة داخل القواعد، لكن الوداد يبقى مطالبا بتزكية نتيجة الذهاب وفرض شخصيته على الخصم داخل رقعة الميدان، فهذا هو السبيل الأمثل لإنتزاع التأهل، فلا يجب على العناصر الودادية منح الفرصة للخصم ليثق في مؤهلاته، فهذه هي الخطوة الأولى لكسب المباراة، فالكل يعود للجانب النفسي للاعبين.
البحث عن الهدف
يقال بأن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم، وإن كنا لسنا في الموقع الذي يسمح لنا بإسداء النصائح لمدرب كبير من حجم طوشاك لأهليته وللميزة التي يتمتع بها وهي إجادته قراءة الخصوم وحسن تدبيره للمباريات، فإننا على دراية تامة بأن مثل هذه المواجهات تبقى محيرة ويصعب اتخاذ القرار بخصوص الأسلوب الذي يمكن اتباعه، فهناك جزئيات بسيطة تغير مجرياتها لصالح هذا الفريق أو ذاك، لذلك يبقى من مصلحة الوداد عدم الركون للدفاع، ولعب ورقة الهجوم لإرباك الخصم وعدم منحه الفرصة لكي يثق في مؤهلاته، لأنه حينها قد يشكل الخطورة باعتبار توفره على مهاجمين يتميزون بالسرعة، ولعل ما يمكن أن يجنب الوداديين صداع الرأس بالعاصمة نيامي هو تسجيل الهدف وحينها سيكون على الجمارك تسجيل أربعة أهداف في مرمى الحارس لعروبي، وهذا صعب المنال في ظل الدفاع المتماسك للفريق الأحمر بقيادة مرتضى فال، وفريق الوداد يتوفر على كل المؤهلات ما يمكنه من انتزاع التأهل من ملعب سيني كونتشي لكن شريطة تحلي اللاعبين بروح المسؤولية، والتعاون فيما بينهم مع تجنب الأنانية واللعب الفردي الذي يتسبب في ضياع المجهود والكثير من الفرص.
العودة للواجهة القارية
كل أنظار الجماهير الودادية ستتجه يوم الأحد القادم للعاصمة نيامي لمتابعة الفريق الأحمر، فبعد النتائج الجيدة والإيجابية التي افتتح بها النصف الثاني من الموسم عادت الثقة لأنصار الوداد و عشاقه بعدما شكك العديدون في قدرة أشبال طوشاك على المنافسة بقوة في الواجهتين المحلية والقارية، لكن العناصر الودادية سترحل لعاصمة النيجر وهي مطمئنة على زعامتها للترتيب في ظل اتساع فارق النقط مع المطارد المباشر الفتح الرباطي بعد المباراة الأولى أمام الجمارك هناك من شكك في قدرة الوداد على المنافسة والظهور بنفس القوة على الواجهتين المحلية والقارية، ويمكن اعتبار مباراة الإياب أمام الجمارك خارج القواعد المحك الحقيقي للعناصر الودادية ومن خلالها سيكون الحكم على مدى جاهزيتها لدخول غمار هذه المنافسة القارية والذهاب فيها بعيدا فالأدغال الإفريقية هي المقياس الحقيقي الذي سيمكننا من التعرف على المستوى الذي بلغه الفريق الأحمر من حيث الجاهزية والنضج والقدرة على مواجهة الأندية الإفريقية القوية، ومعها بعض المشاكل التي قد يصادفها الفريق في هذه الأدغال من ظروف الإقامة والتداريب والأحوال المناخية والتحكيم وغير ذلك من الممارسات البعيدة عن القواعد الرياضية، وهذه فرصة جديدة تتاح أمام الجيل الحالي لربط الماضي بالحاضر وإعادة كتابة تاريخ جديد للفريق الأحمر على المستوى الإفريقي، فهل يفعلها أبناء طوشاك؟
البرنامج
الأحد 6 مارس 2016
إياب الدور التمهيدي لعصبة أبطال إفريقيا
بنيامي: ملعب سيني كونتشي: س15: الجمارك النيجر ـ الوداد البيضاوي