الصحراء مغربية رغم كيد الكائدين وزيف المضللين
لن نتنازل عن ذرة واحدة من رمال صحرائنا المجيدة
المغاربة متوحدون في الذود عن مقدسات الوطن
أبدع المغاربة اليوم الأحد ملحمة شعبية جديدة وهم يوقعون بأحرف المجد والشمم والفخر، في التحام قل نظيره على مسيرة مليونية حاشدة جابت شوارع العاصمة الرباط وقالت للأمين العام الأممي ولكل من له ذرة شك واحدة في مغربية الصحراء، أن المغاربة يقفون مرابطين وصامدين خلف جلالة الملك محمد السادس من أجل أن تظل الصحراء المغربية محصنة وآمنة في كنف الوطن، مستعدون لبذل الغالي والنفيس من أجل أن لا تمتد يد طامعة لتنال ذرة واحدة من رمال هذه الربوع المجيدة التي سار المغاربة بالآلاف قبل 41 سنة من أجل استرجاعها من يد المحتل وعمروها لمدة أربعة عقود إلى أن أصبحت ذررا معمارية وتحفا هندسية وثغورا تحمي الوطن.
وما فتئ المغاربة يعبرون بكل تلقائية كلما تحرك طامع أو انتصب حاسد أو زاغ مسؤؤل عن جادة الصواب، عن رفضهم المطلق للمناورات وللإنزلاقات ولمخططات التدليس، فما إحتاجوا أبدا لمن يدفعهم مثل الشلالات الهادرة للتعبير عن الرفض المطلق لكل محاولة يائسة للنيل من مغربية الصحراء، إنهم يندفعون بكامل تلقائية للتعبير بكل الصيغ الحضارية عن ردة فعل طبيعية إزاء ما يمثل لهم تهديدا باللفظ أو بالفعل أو بالتآمر الوقح على وحدة الوطن، لقد أقسم المغاربة بروح المسيرة الخضراء على أن يظلوا جنودا مجندين من أجل أن تنعم الصحراء بالأمن والسلام والرخاء في حضن الوطن، فما أجمله وما أروعه من وطن.
إن صور التلاحم والتآزر والتوحد حول مقدسات البلاد التي صدرتها المسيرة المليونية أمس الأحد للعالم كله، تعبر مجددا عن عراقة وأصالة ونبل هذا الشعب الذي يتعلق بالوطن فيتصدى لكل من سولت له نفسه أن يمس شعرة واحدة منه، ويتعلق بملكه فيقف خلفه وقفة رجل واحد مستعد لكل التضحيات من أجل نصرة الوطن ويتعلق بكل ما كان له إرثا توارثه أبا عن جد فيهب لنصرته كلما تهدده خطر أو أحاط به حقد أو تدليس.
لقد ذابت الخلافات السياسية والفوارق الإجتماعية، لأن ما كان يجب أن يسمعه المغاربة للعالم كله ردا على مؤامرة يائسة من الأمين العام الأممي بان كيمون وردا على كل الأضاليل التي ينسجها أعداء الوحدة الترابية، هو أنهم حماة للوطن وجنود للبلاد وعيون ساهرة لا تنام، وأنهم على استعداد لإراقة آخر نقطة من دمهم حتى لا تضيع ذرة واحدة من رمال الصحراء.
مغاربة أتوا من كل المدن والثغور والمداشر استجابة لنداء الضمير الصاحي للوطن الذي يوجه الدعوة للإلتفاف وللتعبير عن الوحدة كلما شعر بخطر يهدد ثوابت ومقدسات البلاد، منهم من قضى الليل كاملا يطوي المسافات ليصل إلى العاصمة الرباط ومنهم من مشى كيلومترات على الأقدام ومنهم من بذل من التضحيات أجسمها، ليكون بين تلك الحشود البشرية التي حملت الأعلام الوطنية وصور قائد البلاد وتلحفت بالألوان الوطنية الزاهية ورفعت عشرات اللافتات التي تقول باختلاف التعبيرات كلاما صادرا من القلب لا تكلف فيه، تقول بأن المغاربة على كلمة سواء، لا مساومة في مغربية الصحراء ولا تساهل مع كل من يشكك في مغربية الصحراء.
إن ملحمية الفعل وروعة المشهد وعبقرية التعبير التي يتفرد بها المغاربة من وحي تاريخهم المجيد، تكمن فى أن الصورة الجميلة التي إقشعر لها البدن وارتجف لها اللسان وقد يعجز الإنسان عن وصفها، هي أن المغاربة الذين ساورا بالآلاف أمس الأحد في مسيرة تجديد العهد مع مقدسات الوطن، هم أبناء وحفدة المغاربة الذين إستجابوا قبل 41 سنة لنداء عاهل البلاد المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني وكانوا من بين صناع مسيرة الخلود والمجد، المسيرة التي سارت من كل جهات المملكة نحو الصحراء لاسترجاعها من المحتل وإعادتها لحضن الوطن لتتفيأ بظله وتنعم بأمانه وتنهل من الخير الذي عمه به الله سبحانه وتعالى.
مرحى بمسيرة الوطن ومرحى بكل التعابير المخترقة لجيوب الحاقدين ولفكر الضلاليين، التي تقول أننا مغاربة حتى الموت، ومرحى بما قاله أبناء بلادي لكل شكاك ونمام، من أن للصحراء المغربية ربا يحميها وملكا يذود عنها وشعبا أقسم على أن يسكنها سويداء القلب.
جعل الله كل أيامنا مسيرات سلمية وحضارية ونمائية نمشيها خلف عاهلنا المفدى، بهامات مرفوعة وبأياد ممدودة تجنح للسلم مع من يسالمها وتحارب كل من سولت له نفسه أن يعتدي على حرمات ومقدسات الوطن.