دخل الكوكب المراكشي في مشاكل ادارية وتدبيرية خلال المواسم الأخيرة، حيث أصبح يعيش أزمات مختلفة بسبب «التحيكم» وعزوف الجماهير وغياب المال، ذلك أنه أضحى خلال هذا الموسم يصارع من أجل البقاء ضمن بطولة المحترفين بعد أن كان قريبا في الموسمين الماضيين من اللقب، غير أن ذلك لم يظهر بشكل جلي على أداء فارس النخيل الذي دخل في دوامة من الهزائم والأزمات التي عجلت بالافتراق عن المدرب هشام الدميعي والتعاقد مع حسن بنعبيشة.
ويمكن تشريح أزمة الكوكب المراكشي على مستوى النتائج بتقديم مسببين اثنين، أولهما: أن الفريق ما زال استثناء داخل المنظومة الكروية المغربية على مستوى التسيير، حيث لا تعقد جموعه العامة إلا بعد شد وجذب وتدخل لسلطات الوصاية، حيث صار في عرف الفريق أن ترتبط جموعه العامة بالإنزال الذي تقوم به فئة متحكمة تعمل على تجييش مناصريها للتكم في المكاتب المسيرة، والدليل هو أن رئيس الكوكب الذي ترشح لعصبة الجنوب في مواجهة رئيسها عبد العزيز العلوي المودني، وهدد بالطعن في نتائج جمع العصبة العام واللجوء إلى القضاء سرعان ماتراجع بعد أن بعث رئيس المكتب المديري لنادي الكوكب المراكشي رسالة تهنئة تكيل المديح لرئيس عصبة الجنوب.
أما السبب الثاني لأزمة نتائج الفريق المراكشي فيتعلق بتعاقداته خلال السنوات الأخيرة، حيث «اعتمد الفريق على الانتدابات أكثر من التكوين الداخلي مما أفرغ مدرسة الفريق من محتواها في إنتاج لاعبي الغد، وهو ما أدخل الكوكب في تخبط أدائي مرتجل وهو ما يحاول فارس النخيل تجاوزه بعد أن ألحق حسن بنعبيشة العديد من فريق الأمل بالفريق الأول، زيادة على تولي مدرب أمل الكوكب كمال الصالحي مهمة مدرب مساعد لحسن بنعبيشة، وهو مؤشر على أن استراتيجية الكوكب ستعتمد على لاعبي الفريق وتجاوز الإتكالية التي وسمت هوية لاعبي الفريق.
إن المتتبع لحال فريق الكوكب يقف على درجة الغضب الجماهيري بعد أن لعب الأدوار الطلائعية خلال الموسمين الأخيرين، إلا أن مستواه اليوم أصبح يتهاوى مما استدعى التدخل العاجل لإنقاذ الفريق، وهو ما يقوم به حسن بنعبيشة الذي يسعى لمداواة الجراح قبل فوات الأوان بالرغم من صعوبة المهمة.