قبل انطلاق مرحلة الإياب كان الرجاء البيضاوي يتواجد ضمن أندية أسفل الترتيب، ولم تكن تفصله عن الصف الأخير سوى خمس نقط، لكن بعد مرور أربع دورات فقط على انطلاق رحلة الإياب توفق نسور الرجاء في تسلق الدرجات بسرعة صاروخية ليتمركزوا في الصف الرابع إلى جوار ثلاثة من الأندية التي لفتت إليها الأنظار في مرحلة الذهاب بتحقيقها لمجموعة من النتائج الإيجابية ويتعلق الأمر بالمغرب التطواني، حسنية أكادير والنهضة البركانية.
تعادل و ثلاثة انتصارات متتالية كانت كافية لأشبال المدرب رشيد الطوسي لتأكيد تجاوزهم لمرحلة الشك واستعادتهم لثقتهم في مؤهلاتهم، بل إنهم أعلنوا التحدي المبكر، فالقطار الأخضر قادم بكل قوة نحو المنافسة على اللقب، فما أن انطلق النصف الثاني من البطولة حتى أخرج النسور مخالبهم وأبدوا عزمهم الإنطلاق نحو الإنقضاض على فرائسهم واستغلال كل قواهم الفنية و التكتيكية لربح مزيد من النقط التي ستمكنهم و لا شك من تقليص الفارق الذي يفصلهم عن المقدمة التي يتواجد بها المتزعم الوداد ومطارده المباشر الفتح الرباطي.
الموسم الحالي يذكر الرجاويين بالفترة التي أشرف فيها فوزي البنزرتي على قيادة الفريق الأخضر بعد العودة من الموندياليتو، حيث حصد النسور حينها الأخضر واليابس وقدموا مستويات كبيرة في كل المباريات ما مكنهم من تذويب فارق النقط الكبير الذي كان يفصلهم عن المتزعم المغرب التطواني، إنه السيناريو الذي ينتظر أن يتكرر مع المدرب رشيد الطوسي بعدما نجح هذا الأخير في إعادة التوازن للمجموعة الرجاوية التي باتت تجمع بين الأداء الهجومي الراقي وكذا النتائج الإيجابية، وهي المعادلة الصعبة التحقيق، لكن الطاقم التقني توفق في مهمته وتجاوز كل الصعوبات والعراقيل التي اعترضت طريقه في البداية، كما استغل بشكل جيد مرحلة توقف البطولة لتطوير المؤهلات البدنية للاعبيه.
وبفضل كل الجهود التي بذلت هاهو الرجاء يتصالح مع ذاته ومع النتائج الإيجابية ليزحف في صمت وبكل ثبات نحو المقدمة مخلفا وراءه ضحايا بداية بالكوكب المراكشي مرورا بالمولودية الوجدية ثم النادي القنيطري، تسعة أهداف سجلها هجوم الفريق دون أن تقبل شباكه أي هدف في ثلاث مباريات تبقى حصيلة مهمة،و بفضل هذه النتائج عاد الإرتياح لقلوب الأنصار والعشاق بعد طول معاناة، كما كبرت الطموحات والآمال ليصبح الهدف هو استعادة اللقب الذي ضاع عن الفريق في الموسمين الأخيرين، لكن الأكيد أن المهمة لن تكون سهلة في ظل صعوبة المباريات المتبقية في مشوار البطولة، ووجود فارق مهم يفصل الرجاء عن الغريم الودادي، فتذويب هذا الفارق يتطلب وضع الأرجل في الأرض وعدم الإغترار بهذه الإنتصارات وبذل مزيد من الجهد للبحث عن النقط كاملة في كل المباريات المتبقية، والبداية ستكون بالمواجهة القادمة أمام نمور فاس يوم الأحد القادم بالملعب الكبير للعاصمة العلمية، فهل سيفعلها النسور بقيادة مدربهم الطوسي الذي سيكون في مواجهة مفتوحة مع فريقه السابق؟