نشتغل بإستقلالية تامة ورئيس الجامعة لا يتدخل في شؤوننا
الأندية الوطنية ستستفيد من منتخب الهواة

في هذا الحوار نقف مع السيد جمال السنوسي رئيس العصبة الوطنية لكرة القدم هواة عند أهم الخطوط العريضة التي يشتغل عليها المكتب المديري للنهوض بهذه الممارسة لمستوى أفضل بعد سنوات من المعاناة وقلة الإمكانيات، مؤكدا بأن جهازه يشتغل بشكل مستقل عن الجامعة في المجال الإداري وأن رئيس الجامعة فوزي لقجع ليست له أي تدخلات في شؤون العصبة في إنتظار الإستقلالية المادية، واعتبر السنوسي الدعم المادي هو الورش الثاني بعد الملاعب، لذلك ستعمل العصبة على توقيع شراكات مرتقبة مع قطاعات مواطنة لتأهيل الأندية الوطنية. 
- المنتخب: بعد مرحلة التأسيس، دخلتم مرحلة ترجمة الأوراش، هل وجدتم المناخ ملائما لتفعيل الأفكار الجديدة التي بشرتم بها أسرة الهواة؟
السنوسي: أولا لا بد من التأكيد على أن تشكيل العصبة الإحترافية جاء بعد تجارب سابقة عرفتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، من خلال اللجان التي كانت تشتغل داخل الجامعة، أو من خلال المجموعة الوطنية للهواة التي أصبحت فيما بعد الرابطة الوطنية لكرة القدم هواة، بدون أن ننسى اللجنة السابقة التي كان يترأسها السيد البشير مصدق، وحاليا السيد إسماعيل الزيتوني، وهي مناسبة أود أن أحيي فيها عائلة كرة القدم هواة الذين أعتبرهم مناضلين بالنظر للظروف والإمكانيات التي كانوا وما زالو يشتغلون فيها، صحيح إن هؤلاء وضعوا أمامنا الأسس التي إشتغلنا عليها، لكن بمعية السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والمكتب المديري للعصبة الوطنية لكرة القدم هواة وضعنا برنامجا حداثيا يتماشى مع العصر ومع التحولات التي تعرفها منظومة الكرة الوطنية التي تبقى جزءا من التحولات التي تعرفها الكرة العالمية.
- المنتخب: هل نعتبر هذه الوقفة إعتراف لجيل أسس النواة الأولى للممارسة داخل الهواة؟ أم فرصة للتأكيد على أن المرحلة تطلبت وضع فلسفة جديدة لهذه المنافسة؟
السنوسي: عندما قلت لك بأننا وضعنا تصوراتنا بناءا على مسيرة نضالية لعدد من الأشخاص الذين عانوا كثيرا بسبب غياب الإمكانيات والظروف والأجواء، بحيث لم يكن هناك أي دعم مادي، فهذا في اعتقادي إعتراف بجيل سبقنا في الممارسة بل تكريم لهم، لهذا كان لا بد من وضع الأسس المثينة للإعتراف بهذا الجيل من خلال تشكيل العصبة الإحترافية، الذي جاء كخيار للإرتقاء بالممارسة داخل بطولة الهواة، وكتتويج لنضالات رجالات حملوا على عاتقهم الدفاع عن المكاسب وكلنا أمل بأن تكون العصبة الإحترافية هي بيت كل الممارسين حتى نعمل جميعا على ترجمة الأوراش التي وعدنا فيها عندما تقلدنا مسؤولية تسيير وتدبير العصبة الوطنية لكرة القدم هواة، بحكم أننا جئنا ببرنامج يتلاءم مع الزمان والمكان، يؤكد على أحقية الهواة بكل الإمكانيات.
- المنتخب: تكرسون صورة جديدة عن الهواة، من خلال الأوراش العاجلة، وأيضا إشتغالكم على دفتر تحملات جديد، ما هي دلالات هذا التحول السريع؟
السنوسي: العديد من الفرق والرؤساء ركبوا معنا القطار السريع، وهذا التحدي ما هو إلا بداية للتأكيد على أن عائلة كرة القدم هواة لها لغة واحدة، نحن نسعى بأن تكون هناك موارد مالية قارة، ولهذا الغرض وجهنا رسالة إلى السيد وزير الداخلية والمدير العام للجماعات المحلية للإستفادة من منحة مستقلة عن الجماعات المحلية لكون الهواة هم القاعدة، كما أنه ستكون لنا لقاءات مع رؤساء الجهات بالمملكة، والهدف واحد هو دعم فرق الهواة التي لا حول لها ولا قوة، برغم الدور الكبير الذي تقوم به من أجل تنشيط البطولة لكون كرة القدم أصبحت اليوم رافدا إقتصاديا واجتماعيا، يساهم في التنمية وتطوير المجتمع.
- المنتخب: بمجرد ما تسلمت رئاسة عصبة الهواة إنطلقتم في تسليم الملاعب للأندية، هل نعتبر هذا الورش تحميسا لهذه الأندية لتطوير منتوجها والقطع مع ملاعب إعتبرناها كالمقابر؟
السنوسي: تتذكرون أن ملاعب الهواة كانت مزرية تصلح لأي شيء إلا لممارسة كرة القدم، الحمد لله تصادف مجيئنا مع عملية تسليم الملاعب للأندية من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ولجنة البنيات التحتية التي يترأسها عبد المالك أبرون، والواقع أن الملاعب التي تم تسليمها للأندية إعتبرناها مكسبا تاريخيا لنا في الهواة، بعد معاناة كبيرة غالبا ما كانت لا تساعد على تقديم مباريات جيدة ولا تساهم في تطوير المستوى، والحمد لله تمت مراعاة الخريطة العامة للمملكة، وهناك مشروع جديد يهم الملاعب تشتغل عليه الجامعة كورش وضعته ضمن الأولويات.
وهنا أفتح قوسا لأقول بأن العصبة الوطنية لكرة القدم هواة قررت خلال الموسم الكروي القادم إلزام الأندية بالتعاقد مع مدربين مكونين على أعلى مستوى، ويتوفرون على رخصة «باء»، ثم الفئات الصغرى التي ستكون العمود الفقري لهذه الأندية، والتي يجب أن تخضع لتأطير عالي حتى تحمل المشعل في المستقبل.
- المنتخب: بعد الملاعب، ما هو الورش الثاني والمستعجل الذي تعتبرونه من ضمن الأولويات؟
السنوسي: بعد الملاعب يبقى الورش الثاني الذي نشتغل عليه هو الجانب المادي الذي يبقى الهاجس الكبير الذي يؤرق جل الأندية الوطنية، لذلك فنحن نبحث عن موارد جديدة بغض النظر عن دعم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وهنا أحيي الأندية التي إجتهدت ووقعت شراكات مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وحصلوا على حافلات من النوع الجيد، وسنعمل مع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ووزارة  الداخلية لتوفير وسيلة النقل لكافة الأندية خاصة وأن الكثير منها تتنقل لمناطق نائية وتعاني واكتشفنا ذلك من خلال الزيارات التي قمنا بها لعدد من المناطق المغربية.
- المنتخب: كانت هناك ملفات تخص بعض الأندية التي لها مشاكل داخلية، هل وقفتم عندها لحلها؟
السنوسي: المخطط الذي وضعناه لا يرتبط فقط بالتسيير اليومي أو برمجة المباريات، والمصادقة على المباريات، بل إيجاد الطرق السليمة للممارسة، فعلا كانت بعض المشاكل الداخلية لبعض الفرق وتمكنا ولله الحمد من حلها، أول المشكل كان يخص إتحاد تاونات وكان في طريقه للإندثار، والفريق اليوم يصارع على الصعود، وفريق وفاق بوزنيقة وآخر الملف كان هو الإتحاد البيضاوي، وهناك ملف آخر يتعلق بإتحاد تواركة والإتحاد القاسمي سنعمل على التدخل لحل مشاكلهما، والإتفاق المراكشي وسنعمل على أن يكون التوافق بين الجميع.
- المنتخب: هل العصبة الوطنية لكرة القدم هواة لها كامل الإستقلالية في تدبير شؤونها؟
السنوسي: إستقلالية الأجهزة منصوص عليها في القانون، وحتى أكون معك واضحا فعلى المستوى الإداري فالعصبة لها كامل الإستقلالية، وهذا أمر محمود جدا، وليس هناك أي تدخل من طرف رئيس الجامعة الذي نلجأ إليه كلما دعت الضرورة لذلك خصوصا في القضايا الكبرى، وسنوقع إتفاقية الإطار مع الجامعة بخصوص الإستقلالية المالية.
- المنتخب: هل تغيرت الرؤية لديك عندما تحولت من مسؤول على فريق إلى مسؤول عن الفرق؟
السنوسي: بكل تأكيد، فالمسؤولية داخل النادي تكون معروفة ولكن عندما تتحول إلى مسؤول على الفرق فالرؤية تختلف، إذ يجب أن تكون موضوعيا ومحايدا، والحمد لله من خلال التجربة التي راكمتها فكانت من خلال الإستفادة من أسماء كبيرة كعبد الله بنحساين داخل سطاد ومحمد مفيد داخل عصبة الغرب وغيرها، المهم أن ننجح جميعا في هذه التجربة الجديدة ونرى أندية الهواة في المستوى المطلوب.
- المنتخب: أقدمتم على تشكيل منتخب وطني للهواة، ما دلالة هذه الخطوة؟
السنوسي: هي خطوة جريئة ومشجعة على تأهيل لاعبي بطولة الهواة لتقديم مستويات جيدة، وتطوير أدائهم تحت إشراف المدرب المامي السملالي، والغرض هو المشاركة في ألعاب الأبيض المتوسط والألعاب العربية ثم الفرنكفونية، وتصب هذه الخطوة أيضا في دعم أندية البطولة الإحترافية وأندية القسم الثاني بلاعبين موهوبين يمكن أن يقدموا الإضافة المطلوبة.