دفاع متجدد ،كماشة في الوسط وهجوم متحرر 

أظهر المنتخب الوطني المغربي مناعة كبيرة في مواجهة الرأس الأخضر ببرايا ،بعدما خطف الأسود فوزا صغيرا بأجر كبير ،ليتصدروا بذلك مجموعتهم برصيد 9 نقاط ،بعد إسقاط القروش داخل ميدانهم وأمام جمهورهم .
كتيبة الفرنسي هيرفي رونار عرفت من أين تؤكل الكتف ،وسيطرت على مجريات مباراة تعاملت معها بذكاء كبير ،إنطلاقا من الحارس منير المحمدي الذي أظهر معدنه النفيس وتمكن من حماية عرينه من أهداف محققة في 3 مناسبات ،بعدما لعب بثقة في النفس وتدخل بنجاح في الوقت المطلوب لينال العلامة الكاملة بحضور نموذجي ،شأنه شأن الظهير الأيمن نبيل درار الذي صال وجال كما يحلو له وقدم أروع الإبداعات في جهته اليمنى رغم إكتفائه بالدور الدفاعي في الشوط الثاني تنفيدا لتعليمات مدربه ،لمساندة خط الدفاع حيث قدم غانم سايس مباراة لابأس به وهو الذي إلتجأ إليه ربان الأسود لتعويض غياب بنعطية الإضطراري ،وظهر عليه تناغم مع مروان داكوسطا الذي صاقر كثيرا مهاجمي الرأس الأخضر وتفوق في العديد من النزالات ،رغم تركه هامش الحرية للاعبي المنافس في بعض الكرات الهوائية ،التي لم يقم فيها بالتغطية بشكل مناسب ،أما عبد الحميد الكوثري فقد إكتفى بلعب دور دفاعي محض خاصة وأنه لم يعتد كثيرا اللعب على الأطراف ،وعوض أشرف لزعر صاحب التخصص .
وبالإنتقال للحضور المغربي في خط الوسط فقد تمكن كريم الأحمدي من تمشيط مناطقه واللعب بإقتدار من خلال الحد من فاعلية لاعبي الرأس الأخضر بقطع العديد من الكرات ،والتغطية على دفاع المنتخب المغربي ،شأنه شأن منير عوبادي الذي أحكم قبضته على كل الكرات ،وغطى كل الممرات ،بالرغم من سقوطه أحيانا في النرفزة خلال الإلتحمات التي يقودها ،وفي الجهة اليمنى أطل أستمة طنان كالفارس المغوار وفي أول متابعة للجمهور المغربي للاعب سانت إتيان تمكن من تقديم أوراق إعتماده كلاعب يجمع بين موهبة المرواغة والإختراق والتمريرات الملمترية ليكون أكبر ربح للمنتخب المغربي ،بمعية سفيان بوفال الذي تلاعب كثيرا بعناصر الرأس الأخضر وأظهر إمكانيات تقنية جد محترمة ،من خلال لمسة ساحرة في المراوغات والإختراقات ببرودة دم وتحكم في الأعصاب ،وإلى جانب هؤلاء ظهر مبارك بوصوفة بمثابة القائد الذي يلعب بتجربة ،ويزرع الثقة في أنفس الوجوه الجديدة التي ظهرت مرتاحة في اللعب إلى جانبه ،بالمقابل تمكن يوسف العرابي من إزعاج مدافعي الرأس الأخضر بعدما خلق ممرات للإنطلاق نحو مرمى المنافس ،وقدم سخاءا بدنيا محترما من خلال عودته في الكثير من الأحيان لمساندة خط الوسط ،وقيادة هجومات مرتدة .
عطاء الأسود ومردودهم التقني أمام القروش ،تبلور في قالب مجموعة لعبت بإنتظام في ظل المعطيات المتوفرة وجاهزية اللاعبين الذين دخلوا المباراة في برايا في إنتظار التأكيد خلال مباراة الإياب بمراكش يوم الثلاثاء ،حيث سيتفيد الفريق الوطني من دعم جماهيري كبير سيحج بكثافة لامحالة لدعمهم بالمدينة الحمراء .