فترة عصيبة تلك التي يمر منها أولمبيك أسفي هذا الموسم، بعدما وجد نفسه ضمن الأندية المهددة بالنزول للدرجة الثانية، ويبدو أن المرحلة القادمة ستكون عبارة عن مباريات سد لا تحتمل أنصاف الحلول، والمطلوب فيها أن يسجل الفريق المسفيوي نتائج إيجابية تضمن له البقاء في حظيرة القسم الأول.
وراهن المكتب المسير لأولمبيك أسفي على التغيير التقني علَه يساعد الفريق على المصالحة مع الإنتصارات ويضمن أيضا له البقاء، بعد أن فكَ الارتباط بالمدرب عزيز العامري واستنجد بهشام الدميعي الذي تنتظره من دون شك مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة.

العامري وضريبة التغيير
أدى المدرب عزيز العامري ثمن النتائج غير المستقرة غاليا كما ذهب أيضا ضحية فريق لم يعد يعترف بالاستقرار التقني، حيث دخل على غرار مجموعة من الأندية دوامة التغييرات التقنية التي بدأت تعرف بالخطوة العادية في عُرف مسؤولي الفريق، لذلك لم ينتظروا لحظة عندما دقت ساعة التغيير التقني، فتحمل العامري وزر النتائج غير المستقرة التي سجلها الفريق منذ انطلاق الموسم، ووجدوا أنه المسؤول الأول على وضعية الفريق، رغم حنكته وكفاءته، وضربوا بعرض الحائط ما سجله من إنجازات سابقة خاصة مع المغرب التطواني، علما أن مجموعة من العوامل ساهمت هي الأخرى في الصورة المتواضعة التي وقَع عليها القرش المسفيوي أهمها غياب الملعب وكثرة السفر والإستقبال في عدة ملاعب.

هل المهمة الصعبة؟    
إرتبط إسم هشام الدميعي كثيرا بالكوكب المراكشي وعاش معه لحظات جيدة كلاعب ثم كمدرب، فكان أن ساهم في صعوده ووقع معه على مواسم متألقة بدليل أن فارس النخيل يشارك اليوم في كأس الكونفدرالية الإفريقية بفضل الدميعي، والأكيد أن هذه التجربة كانت مفيدة له خاصة أنه يعتبر من الجيل الجديد والتواق إلى ترك بصمته في خارطة المدربين المغاربة، خاصة أن بدايته كانت ناجحة مع فريقه الأم، على أن المغامرة الجديدة تعتبر من دون شك إحدى التحديات الصعبة في مشوار الدميعي الذي سبق أن كانت له تجربة مع نهضة بركان، لكن هذه المغامرة الجديدة مع الأولمبيك تبقى مليئة بالصعاب والألغام وتتطلب الكثير من الجهد التقني والذهني للنجاح فيها، ذلك أن مهمة الدميعي تبقى واحدة لا ثاني لها وهي إنقاذ القرش من النزول للدرجة الثانية، والأكيد أن الدميعي سيركز على مجموعة من النقاط لإعادة التوازن للقرش.

معنويات مهزوزة
يمر لاعبو أولمبيك أسفي من أزمة ثقة بسبب النتائج السلبية التي سجلها الفريق، وزاد أيضا الضغط عليهم نظرا للوضعية الحرجة في الترتيب وكذا الإنتقادات اللاذعة التي تعرضوا لها من طرف الجمهور الغاضب من تراجع مستواهم، ما أفقدهم الثقة وزعزع أيضا معنوياتهم، وسيكون الدميعي مطالبا بالتركيز أيضا على الجانب النفسي في المرحلة القادمة للرفع من معنوياتهم وإخراجهم من نفق  الضغط الذي أثر نفسيا عليهم، خاصة أنه كلما ساءت النتائج كلما زاد الضغط عليهم، بدليل أن أولمبيك أسفي خسر في ثلاث مباريات متتالية دون احتساب مواجهة حسنية أكادير.

خطوط غير متوازنة
من نقاط الضعف التي يشكو منها أولمبيك أسفي هي جبهة الدفاع، التي تعتبر من بين الأضعف في البطولة، وسيكون على الدميعي إصلاح هذه الجبهة وإعادة توازنها، حيث دخل مرمى الفريق الأسفي 21 هدفا، وهو رقم يؤكد بجلاء أن الأولمبيك يعاني كثيرا، لذلك سيكون على الطاقم التقني الإشتغال في هذا الجانب.
وليس الدفاع هو وحده ما يعتبر من نقاط ضعف الفريق، بل أيضا الهجوم الذي لا يوازي  طموحات هذا الفريق الساعي لإنقاذ نفسه من براتن النزول، حيث يعتبر ثالث أضعف هجوم في البطولة بتسجيله 16 هدفا دون احتساب مباراة حسنية أكادير. 

هاجس الإنضباط
عاش أولمبيك أسفي هذا الموسم انفلاتات من طرف لاعبيه، وغاب الانضباط عليهم، بدليل أن منهم من دخل في خلاف مع المدرب السابق عزيز العامري كالمهدي النملي والحارس حمزة حمودي، وزادت أيضا المشاكل بعد اعتقال ثلاثة لاعبين في الأربعاء الأخير وهم في حالة سكر.
ويدرك الدميعي أنه مطالب أيضا بالاشتغال على جانب الانضباط المطلوب داخل فريقه، وكذا وضع الصرامة في مجموعته كشرط للنجاح في مهمته، خاصة أن الفريق عانى هذا الموسم من المشاكل الداخلية التي كانت من بين أسباب تراجع نتائجه السلبية، ناهيك أن علاقة العامري مع بعض اللاعبين لم تكن جيدة. 

تفادي النزول
هو الهدف الأسمى الذي جاء من أجله المدرب هشام الدميعي، إذ استنجد به المكتب المسير للفريق المسفيوي للمصالحة مع النتائج الإيجابية وضمان البقاء في الدرجة الأولى، خاصة أنه وإلى غاية الدورة 22 فإن  نقطة واحدة هي التي تفصله عن المركز ما قبل الأخير المؤدي للدرجة الثانية.
والأكيد أن مهمة الدميعي لن تكون سهلة لكنها ليست مستحيلة أمام رغبته في وضع بصمته بالفريق وتلميع أيضا إسمه، خاصة أن مكونات أولمبيك أسفي تعول عليه ليسجل ما سجله من نتائج إيجابية مع فريقه السابق الكوكب المراكشي، فهل سينجح الدميعي في إنقاذ أولمبيك أسفي من كارثة النزول؟