إذا كان كل من شاهد مباراة اتحاد طنجة والوداد البيضاوي التي اختتمت مباريات الدورة 23 للبطولة الإحترافية، قد أدهشه العرض القوي والرائع لفريق اتحاد طنجة الذي كان مهيئا على كافة المستويات لتقديم مباراة كبيرة، فإن من شاهد هذه المباراة استغرب للأداء الضعيف لفريق الوداد الذي لم يكن كالعادة متماسكا لا دفاعيا ولا هجوميا، فقد فشل في تقديم الأداء الجماعي المعروف عنه، واتسم تدبيره التكتيكي للمباراة بكثير من الرعونة، وجاءت اختيارات المدرب طوشاك غير متطابقة تماما مع ظروف المباراة ما أفرز حالة من القلق الكبير على فريق سيكون بعد أقل من أسبوع في مواجهة القوي والعنيد والشرس مازيمبي الكونغولي عن إياب الدور ثمن نهائي عصبة أبطال إفريقيا.
مؤكد لو أننا احتكمنا لما كان قبل مباراة الذهاب بين الوداد ومازيمبي في مراكش، عندما حضر الفرسان الحمر لهذه المباراة القوية وهم منهزمون أمام حسنية أكادير بمراكش بهدفين لهدف، وعطفا على الأداء الرائع الذي قدمه فرسان الوداد أمام مازيمبي واستحقوا عليه الفوز بهدفين نظيفين، فإن المنطقي أن لا نتشاءم كثيرا بهزيمة الوداد أمام اتحاد طنجة بثلاثية نظيفة، على اعتبار أن الإطار التقني للفريق الأحمر بمقدوره أن يمسح من فكر اللاعبين تداعيات الهزيمة السلبية، ليتوجه بهم بالكامل إلى مباراة لومومباشي التي تحتاج منهم إلى تركيز ذهني عالي ينزههم عن الأخطاء الدفاعية الفردية والجماعية والتي إن أعيد ارتكابها في مباراة مثل هذه ستكون العواقب بلا شك وخيمة.