بينما كان ديربي الغريمين الوداد والرجاء يمثل لحظة فرح واحتفال تصدر كثيرا من صور الإبداع للعالم بفعل ما كان تشهده مدرجات مركب محمد الخامس بالدار البيضاء من تعبيرات فنية وجمالية غاية في الاتقان والروعة، تأتي النسخة 122 لهذا الديربي محمولة على أجنحة البؤس والبرودة بحكم عوامل كثيرة تسبتت فيها أعمال عنف وتشنجات وخروج عن النص.
ديربي وداد الأمة والرجاء العالمي تم ترحيله إلى مدينة طنجة بعد القرار الذي اتخذ بإغلاق مركب محمد الخامس للإستصلاح، وليت الأمر وقف عند هذا الحد بل تعداه إلى إجراء الديربي يوم الأحد القادم بداية من الساعة الثامنة مساء بمدرجات فارغة، وكأن الأمر أشبه ما يكون بصمت القبور، ولا ندري ما يستطيعه لاعبون محدودون إبداعيا وكرويا من تقديمه في ظل هذه الأجواء البئيسة.
ولم يكن كافيا أن يتعرض ديربي الإحتفال والفرح لكل هذه الغارات التي أفقدته سحره وجماله لينضاف إلى ذلك ما تداعى على هامش من حروب كلامية أطلق شرارتها رئيس نادي الرجاء محمد بودريقة خلال برنامج «الماتش» ليوم الأحد الماضي، عندما شكك في نزاهة ومصداقية الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وعندما رمى بكل السهام الحارقة إلى صدر الغريم الوداد ورئيسه ورئيس العصبة الوطنية لكرة القدم الإحترافية سعيد الناصيري، لنكون جميعا أمام أسبوع مشحون ومتوتر ومليء بالكثير من التجاوزات.
في النهاية لست أدري عن أي مستوى تقني يجب أن نتحدث، وعن أي أداء جماعي يمكن أن نحدس، وعن أي رونق وسحر يمكن أن نضفيه على ديربي مغتصب ومغتال وموؤود بسبق إصرار وترصد.