قبل 37 يوما بالتمام والكمال، كان وجع حاد يضرب مناصري الجيش وكل الذين عشقوا في هذا الفريق الأسطورة الخالدة في تاريخ كرة القدم الوطنية، فقد كانت خسارته بثلاثية نظيفة أمام الكوكب المراكشي إمتدادا لنتائجه الكارثية التي كانت تقربه شيئا فشيئا من المراتب الملتهبة والمفضية لجحيم القسم الوطني الثاني، بخاصة وأن الصحوة التي كان قد وقعها بعد البداية الكارثية بمقاومته للهزيمة لأحد عشر لقاء إنتهت على إيقاع هزائم مؤلمة.
كان إذا من الضروري أن تتحرك إدارة الجيش سريعا وتدعو لاجتماع خلية الأزمة، ومع أنه لم يكن من خيار آخر غير الإنفصال عن البرتغالي جوزي روماو، فقد كان لزاما البحث عن البديل التقني الذي يكون عارفا بخبايا البيت وله القدرة على تحويل الجمرة لثمرة، الحزن لحالة فرح، ووقع الإختيار على الإطار الشاب عبد الملك العزيز الذي رافق الجيل الذهبي للجيش في ثمانينات القرن الماضي لحصد ألقاب وطنية وقارية، وتناوب على تدريب عدد من الأندية الوطنية وكان دائم الحضور في البؤر التقنية الساخنة للجيش.
وأبدا لم يخيب العزيز ظن من وثقوا في قدراته، فقد تمكن في أقل من شهرين في إسكات الإعصار ووقف الصدع وضخ أوكسجين الحياة في شريان الفريق العسكري، تريدون دليلا على ذلك؟ هاكم إياه..
الجيش بالفوز الذي حققه اليوم بالقنيطرة على النادي القنيطري بثنائية يكون قد سجل منذ وصول المدرب عبد المالك العزيز خمسة إنتصارات من أصل ست مباريات جلس خلالها على دكة البدلاء بثوب القائد التقني، أي أنه حصل على 16 نقطة من أصل 18 نقطة ممكنة، أي أنه نجح في الحصول من 6 مباريات على معدل يفوق بكثير المعدل الذي تحصل عليه روماو الذي جمع 25 نقطة من 21 مباراة.
هذا الصعود الصاروخي للجيش منذ مجيء عبد المالك العزيز أعطى أمرين إثنين، أولهما أن الجيش الذي وصل إلى المركز الرابع ليتساوى مع الرجاء ب 41 نقطة في انتظار نتيجة الديربي البيضاوي، أصبح بمقدوره المنافسة قبل ثلاث دورات من نهاية البطولة الإحترافية على بطاقة خارجية، والثاني هو أن إدارة الجيش التي كانت قبل أسابيع تبحث بجدية عمن يكون خليفة لروماو على رأس العارضة التقنية، أيقنت أن عبد المالك العزيز يمكن أن يكون هو الربان المنتظر.