ونحن نستجوب البطل محمد حموت مباشرة بعد نهاية نزاله أمام الكوبي راميريز روبيسي عن ثمن نهائي منافسات الملاكمة الأولمبية لوزن أقل من 56 كلغ، والذي أهل الملاكم الكوبي للدور ربع النهائي وقضى بذلك على أحلام حموت بدا الأخير متأثرا للغاية وحزينا على أن حلم مطاردة ميدالية أولمبية تكسر عند صخرة ثمن النهاية بقرارات تحكيمية لم يستصغها محمد حموت، الذي قال تحت تأثير الحزن بأنه يتجه إلى إعتزال الملاكمة، يقول حموت:
«عندما أعيد شريط المباراة التي خضتها أمام راميريز والتي كانت مثالية على كافة المستويات واستطعت أن أحقق فيها تفوقا على فترات قبل أن أفاجأ بقرار الحكام القاضي بإعلان الملاكم الكوبي متأهلا للدور ربع النهائي، أشعر بحزن عميق وغصة كبيرة في الحلق تدفعني لأن أفكر جديا في إعتزال رياضة الملاكمة.
لا أظن أن هناك عدالة مطلقة في منافسات الملاكمة، وبالضرورة ليس كل من يفوز في النزالات هو الأفضل، والدليل تقدمه مباراتي أمام الملاكم الكوبي الذي أجدت كثيرا بفضل تعليمات مدربي في التعامل معه بخاصة لما بدأت في تطبيق تقنية التلاحم جسد لجسد، حيث تفوقت عليه كثيرا في توجيه الضربات المتتالية التي أنهكته بدنيا، بدليل أنه حاول خلال الجولة الثانية والثالثة مجاراتي بعد أن سجل تفوقا نسبيا في الجولة الأولى، إلا أنني تفاجأت في النهاية لقرار الحكام بمنحه التفوق، فقد سجل أحد الحكام أنني كنت أفضل منه فمنحني التفوق، في حين منح الحكمان الآخران التفوق للكوبي راميريز وهذا تناقض كبير.
عموما أنا أقرر اعتزال الملاكمة من حيث المبدإ، ولكنني مع ذلك سأشتشير الوالدين والطاقم التقني قبل أن أعلن عن القرار النهائي».
محمد حموت وجه بالمناسبة شكره الكبير لوالديه وللطاقم التقني وللجامعة الملكية المغربية للملاكمة وجدد الإعتذار للمغاربة لكونه عجز عن تحقيق ما جاء من أجله إلى ريو دي جانيرو، أي الصعود إلى منصة التتويج.
يذكر أن الملاكم محمد حموت الذي خاض الألعاب الأولمبية في مشواره الرياضي يبلغ من العمر 22 سنة فهو مزداد يوم 11 دجنبر 1993، وكان قد توج بطلا لإفريقيا سنة 2015 خلال الدورة 17 لبطولة إفريقيا للملاكمة المنظمة بالدار البيضاء في شهر غشت من ذات السنة بعد أن فاز في نهائي وزن 56 كلغ على التونسي بليل محمدي.