إثيوبيا تثأر وتجرد البطل من تاجه
تنطلق يوم 14 من يناير 2017 النسخة 31 لكأس إفريقيا للأمم والتي ستخلد الذكرى 60 لميلاد الكأس الإفريقية التي أصبحت اليوم عنوانا لإبراز الإبداع الكروي الإفريقي والتقريب بين الشعوب.
60 سنة من عمر منافسة مثيرة وجذابة سابقت الزمن وغالبت كل الإكراهات من أجل أن تبرز كواحدة من كبريات الأحداث الكروية العالمية، فلا عجب أن تصبح كأس إفريقيا للأمم بفعل ما مر عليها من نجوم وأساطير هي ثالث تظاهرة كروية من حيث العالمية وحجم المتابعة بعد كأس العالم، وبطولة أوروبا للأمم.
«المنتخب» الإلكترونية فتشت في ذاكرة التاريخ عن الميلادات وعن كل المراحل التي مرت منها الكأس القارية، لتقدم لكم بداية من اليوم القصة الكاملة لمونديال إفريقيا.
مصر تتنازل لإثيوبيا عن اللقب
حطت الكأس الرحال بأعالي إثيوبيا سنة 1962 بعد أول زيارتين للسودان ومصر لتكون الأميرة الإفريقية ضيفة شرف على أول بلد إفريقي من جنوب الصحراء، لكن الزيارة تأخرت لثلاث سنوات لأسباب تنظيمية وعوامل متعلقة بالعشوائية والتخبط وقلة التجربة رغم القرار القبلي الذي صُدر بشأن إقامة البطولة كل سنتين.
وشهدت النسخة الثالثة مشاركة 4 منتخبات لأول مرة وتعلق الأمر بحاملة اللقب مصر، إثيوبيا المستضيفة ثم تونس وأوغندا، فيما تم تسجيل غياب السودان، وقد لعبت المسابقة بنظام خروج المغلوب في تناقض لدور المجموعة الواحدة التي أعتُمدت فوق الأراضي المصرية في دورة 1959.
وبدأ التنافس يوم 14 يناير 1962 بإجراء مبارتي نصف النهاية، حيث بارزت الدولة المضيفة المنتخب التونسي وتفوقت عليه 4ـ2 من ثنائية لفاسالو وهدفين لكل من تيلدي ومانجستو فيما سجل لنسور قرطاج اللاعبان شريف منصف وميريشكو، ليعبر الإثيوبيون إلى المباراة النهائية، حيث وجدوا أنفسهم في مواجهة مصر ملكة النسختين الفارطتين.
وكان المصريون قد تأهلوا للمحطة الأخيرة بعد تجاوز صعب لمنتخب أوغندا المغمور 2ـ1 ببصمتي صالح سليم وبدوي عبد الفتاح أمام هدف وحيد للأوغندي جوناثان لم ينفع زملاءه في شيء ولم يمنع عنهم الهزيمة، ليحلق أبطال إفريقيا إلى النهاية، حيث بحثوا عن النجمة الثالثة على التوالي ودخول التاريخ القاري الفارغ بيد أن طموحهم أوقفه الإثيوبيون الذين فرملوا سرعة الفراعنة وجردوهم من تاجهم.
المضيف ثأر أشد الثأر من خصمه وصعقه برباعية قاسية بعد إنتهاء الوقت الأصلي للمباراة 2ـ2، وهي ذات الحصة التي كان قد إنهزم بها الفريق في دورتي 1957 و1959، لتتزين سماء أديس أبابا بنيزك إثيوبي خارق أسقط مصر في الحضيض وصعد على حسابها إلى منصة التتويج عن جدارة حاصدا أول الغيث ومستفيدا من عاملي الأرض والجمهور اللذين خدما مصالحه وأهدياه اللقب الغالي.
وحل نسور قرطاج في الصف الثالث في أول مشاركاتهم بعد إنتصارهم على أوغندا في لقاء الترتيب 3ـ0 من تسجيل الجديدي، شريف منصف، ميداب لتطوي البطولة الثالثة صفحتها في أمسية 21 يناير 1962 على وقع بطل جديد فرض نفسه ودوّن إسمه في قائمة المتوجين بحضور الإمبراطور هايلي سيلاسي، ونال الحذاء الذهبي للدورة الثالثة كل من المصري بدوي عبد الفتاح والإثيوبي واركو مانجستو برصيد 3 أهداف لكل منهما وكان المدرب اليوغوسلافي ميلوسيفيتش هو صانع ملحمة أديس أبابا.
الدورة الثالثة بالأرقام
كأس أمم إفريقيا (أديس أبابا 1962)
بطل الدورة: إثيوبيا
هدافها: المصري بدوي عبد الفتاح والإثيوبي ووركو منجيستو (3 أهداف).
شاركت لأول مرة أربعة دول وهي: إثيوبيا المضيفة، مصر حاملة اللقب، تونس، أوغندا وعادت البطولة لتُلعب بنظام خروج المغلوب.
نصف النهاية: تونس - إثيوبيا: 2ـ4
مصر - أوغندا: 2ـ1
فازت إثيوبيا في المباراة النهائية على مصر 4ـ2 بعد إنتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 2ـ2 وهي أول مقابلة في البطولة تمتد إلى الشوطين الإضافيين.
إمتلأت مدرجات ملعب هايلي سيلاسي بأكثر من 30 ألف متفرج حضورا قبل إنطلاق المباراة النهائية بساعات.
أختير الإثيوبي لوسيانو فاسالو كلاعب السنة بعد تألقه الباهر في البطولة وهو من أب إيطالي وأم إثيوبية ولُقب بدي ستيفانو الإثيوبي.