بعد التخلي عن خطيبته قبل يومين من الزفاف، كرس ماسيميليانو أليغري حياته لكرة القدم. وبعد نحو 25 عاما، يجد مدرب يوفنتوس الايطالي نفسه قريبا من ايصال الفريق مجددا الى ربع نهائي دوري أبطال اوروبا، واحتمال اتخاذ قرار قد يغير حياته مرة أخرى.

كان أليغري في مسيرته الكروية لاعب وسط موهوبا على رغم انه لم يبلغ المراتب المتقدمة في الدوري الايطالي، الا ان مسيرته كمدرب تتخذ منحى مختلفا. وهذا الموسم، يتصدر حامل اللقب نادي "السيدة العجوز" الدوري الايطالي، وبلغ نصف نهائي الكأس المحلية حيث تقدم ذهابا على نابولي 3-1، ويقترب من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، اذ يستضيف الثلاثاء بورتو البرتغالي في اياب الدور ثمن النهائي، مع أفضلية لكونه فاز عليه ذهابا 2-صفر.

ولا تنقص أليغري (49 عاما) الخبرة الأوروبية، اذ سبق له ان قاد يوفنتوس الى نهائي دوري الأبطال في 2015 خلال موسمه الأول معه (خسر امام برشلونة الاسباني 1-3)، وذلك بعدما قاد ميلان الى ثمن نهائي المسابقة القارية في 2012 (أقصي على يد برشلونة ايضا).

وبعدما رأى "انتفاضة" الفريق الكاتالوني امام باريس سان جرمان الفرنسي (خسر ذهابا صفر-4 وفاز ايابا 6-1)، أبدى أليغري اقتناعه بأفضلية النادي الكاتالوني في البطولة القارية.

وقال "برشلونة هو المرشح لاحراز لقب دوري أبطال أوروبا، الى جانب باين ميونيخ (الالماني) وريال مدريد (الاسباني)".

اضاف "الأهم ان (مواجهة ثمن النهائي بين سان جرمان وبرشلونة) أظهرت انه على رغم تمتعنا بأفضلية هدفين، الا ان الأمر لم يحسم".

أحرز أليغري ثلاثة القاب في الدوري المحلي مع ميلان (2011) ويوفنتوس (2015 و2016)، ويتجه لاحراز ثنائية ثانية تواليا في الدوري المحلي والكأس المحلية.

وعلى صعيد مستقبله الكروي، يبدو ان مسيرة أليغري ستقوده الى أرسنال الانكليزي خلفا للفرنسي أرسين فينغر الذي لم يتضح بعد مصيره مع النادي اللندني، علما ان عقده معه ينتهي هذا الموسم.

وقد يساهم عشق أليغري للبحر وسباقات الخيل وكرة القدم، في إغرائه للقدوم الى انكلترا.

أيا يكن المسار الذي سيختاره المدرب المولود في ليفورنو، لن ينسى حزيران/يونيو 1992، حينما أقدم على خطوة غيرت حياته جذريا.

فقبل يومين من الموعد المقرر لزواجه من خطيبته اريكا، بدل أليغري رأيه، في خطوة أوضحها بعد أعوام بالقول "اتخذت القرار بعدما عذبني لأشهر (...) كان ثمة عائق كبير أمامي، وفي حالات مماثلة تجد نفسك أمام خيار من اثنين: محاولة تخطيه أو العودة أدراجك".

اضاف "عدت أدراجي، واختفيت لبعض الوقت".

كان أليغري لاعبا موهوبا ساهم في صعود ناديه بيسكارا الى الدرجة الأولى. وكتبت صحيفة ايطالية بعد قراره العاطفي المفاجىء، ان أليغري "راوغ الجميع".

حتى الكاهن الذي كان سيعقد المراسم، اعتقد ان القرار الذي أبلغه به والد أليغري كان "مزحة"، بعدما كانت الكنيسة قد ازدانت بالورود.

وعلى رغم ان الخطوة لم ترق لعائلة إريكا، الا ان ابتعاد أليغري عن الحياة الزوجية والانصراف الكامل الى كرة القدم، أتى بثماره.

أمضى أليغري مسيرته مع أندية مغمورة مثل بيسكارا وبيروجيا، وتنقل مرارا بين الدرجتين الأولى والثانية، الا انه لم يفقد ايمانه بموهبته التي ساعده في اظهارها جسده النحيل والمرن.

حظي خلال مسيرته كلاعب (1984-2003) بتقدير المدرب جوفاني غاليوني الذي أشرف عليه في بيسكارا.

ويقول غاليوني ان أليغري "كان يمشي على رؤوس أصابعه، لكنه تمكن سريعا من قيادة غرفة تبديل الملابس (...) انضم الينا لاعب رائع كان شديد التركيز ومحترما جدا".

في الموسم الذي تلا إلغاءه الزواج، سجل أليغري 12 هدفا في 32 مباراة مع بيسكارا، وهو كان أفضل مواسمه في الدرجة الأولى.

وبعد مهام تدريب في ثلاثة أندية صغيرة، قاد أليغري ساسوولو الى الدرجة الثانية في موسم 2007-2008، ثم رحل الى كالياري، قبل ان ينتقل عام 2010 الى ميلان، ويساهم في احرازه لقب الدوري الايطالي في الموسم الاول، بعد انتظار سبعة أعوام.

وضمت تشكيلة اليغري التي أقصيت من دوري أبطال أوروبا 2012 امام برشلونة، نجوما من طينة السويدي زلاتان ابراهيموفيتش والبرازيلي تياغو سيلفا. الا ان النادي تخلى عن عدد منهم الموسم التالي، ففقد أليغري عماد تشكيلة النادي الذي تراجع مستواه، وأقيل في يناير 2014 بعد خسارة مذلة على ملعبه امام ناديه السابق ساسوولو 3-4 في مباراة تقدم خلالها ميلان 3-صفر.

وفي حين ينظر ميلان الى النجاح الذي يحققه أليغري مع "السيدة العجوز"، يتطلع المدرب نفسه بثقة الى ربع النهائي الأوروبي الذي بات في متناول اليد، وتقام قرعته الجمعة في نيون بسويسرا.