مباشرة من قاعة نيلسون مانديلا الفخمة التي استضافت الجمع العام الإنتخابي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، والتي شهدت حدثين بارزين أولهما نزول عيسى حياتو من رئاسة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم التي عمر بها لمدة 29 سنة، وثانيهما عودة المغرب لعضوية المكتب التنفيذي لذات المؤسسة بعد غياب دام 15 سنة، أخذت «المنتخب» لبضع دقائق السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة وصانع الحدث الذي أسعد كل المغاربة، من كل الأشقاء الأفارقة الذين كانوا يباركون له فوزه الكاسح بعضوية المكتب التنفيذي للكاف، ليقدم لها وصفة النجاح، ويعمق الحديث عن حجم الإنتظارات بعد التغييرات الكبيرة التي طالت مؤسسة الكاف، وعن الخطوات التي ستعقب نيل المغرب لمقعد داخل اللجنة التنفيذية للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم.

- المنتخب: كسبت الرهان الصعب وحظيت بثقة كبيرة من عائلة كرة القدم الإفريقية، ونجحت في إعادة المغرب لعضوية تنفيذية الكاف، من الصعب أن تروض المشاعر؟
فوزي لقجع: الحمد لله أن الجهود التي بذلت منذ سنتين من قبل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم كللت بالنجاح، واستعاد المغرب موقعه الطبيعي داخل تنفيذية الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، أعتقد أننا صححنا وضعا غير مقبول بالمرة، فلا شيء كان يبرر غياب المغرب عن المكتب التنفيذي للكونفدرالية وهو صاحب مرجعية تاريخية بل أغلب اللحظات الجميلة في زمن الكرة الإفريقية كان المغرب من بين صانعيها، لست أنا من يقول ذلك بل تاريخ كرة القدم العالمية والإفريقية هو ما يقول ذلك.

- المنتخب: ما كانت وصفة هذا النجاح الذي تحقق بأديس أبابا؟ 
فوزي لقجع: النجاح هو نجاح مقاربة واستراتيجية كما أكدت على ذلك لمرات، لم تكن الغاية أن نحصل على مقعد داخل تنفيذية الكاف لإشباع غريزة مراكمة المناصب، ولكن كانت الغاية هي أن نبلور من داخل تنفيذية المؤسسة الوصية على كرة القدم الإفريقية مشروعا تقدميا وطموحا هدفه تطوير كرة القدم الإفريقية أفقيا وعموديا، ولعل إنفتاح الجامعة على الإتحادات والجامعات الوطنية بإفريقيا ودعوة رؤسائهم للمغرب حيث أطلعوا على المقاربة التي تبناها المغرب لتطوير شامل لكرة القدم، جعل الصورة واضحة لدى كل الأشقاء الأفارقة بلا مزيدات انتخابية، وما قمنا به كجامعة لم يكن في واقع الأمر سوى ترسيخ لسياسة الإنفتاح التي أرسى دعائمها صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله للنهوض بأفريقيا في جميع المجالات، قطعا لا يمكن لكرة القدم أن تبقى في منأى عن هذه الدينامية التي أتى بها جلالة الملك لتنمية إفريقيا بسواعد إفريقية وبفكر إفريقي.

- المنتخب: التواجد في تنفيذية الكاف كان أحد أضلاع إستراتيجيتك التي ضمنتها برنامج عملك يوم انتخبت رئيسا للجامعة، أليس كذلك؟
فوزي لقجع: بالطبع، فقد توصلت عند إجراء معاينة لحقائقنا الكروية، أن هناك حاجة لكي نشتغل بقوة على بلورة حضور وازن ومتطابق مع مرجعياتنا في المنظمات الكروية العربية والإفريقية والدولية، لم يكن مستساغا بالمرة أن يظل المغرب خارج مراكز القرار وهو الحامل لمرجعية ولتراكمات وصاحب برامج متقدمة! لذلك أنا سعيد بعودة المغرب المشروعة للمكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم وسعيد بكوننا كسبنا واحدا من الرهانات التي كانت في صلب الإستراتيجية التي قدمتها ليلة انتخابي رئيسا للجامعة، وأؤكد أننا نحمل للكونفدرالية ولكل الجامعات الشقيقة مشروعا متقدما لتنمية كرة القدم الإفريقية، والتي تحتاج فعلا إلى دفعة قوية بخاصة على مستوى التأهيل البنيوي واللوجيستيكي والتدبير الإحترافي لتصبح قوة منافسة في محيطها الدولي.

- المنتخب: هل أنت بصدد التأسيس لإرث جديد؟
فوزي لقجع: لو قصدت بذلك الأسلوب المعتمد في الإنفتاح على الهيئات والمؤسسات الوصية على كرة القدم إن عربيا أو قاريا أو عالميا، لقلت لك نعم، فهذا الذي نشتغل عليه يجب أن يتحول لإرث سأحاول من كل المواقع التي أتواجد فيها أن أستثمر فيه، وسيكون بالنسبة لمن سيأتي بعدي إرثا لا يمكن التفريط فيه، علينا أن نوسع دائرة حضور الكفاءات المغربية في الهيئات الكروية بخاصة الإفريقية، وقد كانت البداية بفوزنا بمقعد في تنفيذية الكاف، وسيتواصل ذلك بتيسير وصول الكثير من الأطر الوطنية الكفءة إلى مختلف اللجان المعاونة، في إطار مقاربة مؤسسية الغاية منها حماية المكتسبات الوطنية.

- المنتخب: وجودكم في تنفيذية الكاف يتزامن مع متغيرات كثيرة أفرزتها العملية الإنتخابية، وأهمها أن الكاف أصبح لها رئيس جديد؟
فوزي لقجع: بالطبع هناك اليوم مؤشرات على أن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم فتحت صفحة جديدة، ودورنا هو أن نعطي الأمل لشباب إفريقيا ليعمل ليل نهار من أجل تحقيق أحلامه. 
وكما أسلفت فإن للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم رؤية بخصوص تطوير كرة القدم سنتقاسمها مع كل الإتحادات والجامعات الوطنية من خلال المؤسسة القارية، كما أننا سنعمل على تطوير منظومة العمل من أجل أن تكون هناك آليات للإشتغال على الأوراش الكبرى وهي كثيرة، ما يتعلق بالموارد المالية وبالحقوق وبالمشروع الإحترافي وبالتطوير المضطرد للمنافسات القارية، وعلى وجه الخصوص الدفاع عن المصالح الكبرى لكرة القدم الإفريقية.

- المنتخب: هل كنت تتوقع الفوز بعضوية تنفيذية الكاف بذاك الفارق الشاسع؟
فوزي لقجع: ما كنت موقنا منه أن الرسالة التي أوصلتها لزملائي رؤساء الإتحادات والجامعات الوطنية الذين إلتقيت بهم، لم يكن فيها لا مزايدات ولا تسويقا للوهم، كنت صادقا معهم وبدأت بالفعل في إقران الأقوال بالأفعال، وسعيد جدا بأنهم وثقوا بي بالشكل الذي تترجمه حصيلة التصويت، لذلك أشكرهم من صميم القلب.

- المنتخب: البعض يقول أن مرحلة اليوم وغدا ستحجب للأبد صفحة الأمس التي لم يكن الأفارقة راضون عنها بالكامل؟
فوزي لقجع: الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم هي بيت كل الأفارقة وهي صوتهم والمدافع عن مصالحهم، وإن آمنا بأن التغيير هو أمر طبيعي، فإن التغيير سيكون شعاره التجديد في إطار الإستمرارية. كل الذين مروا بالكاف عملوا من أجل تطويرها، لذلك أفضل أن نتوجه للمستقبل، ولهذا المستقبل القريب الكثير من التحديات التي يجب علينا كأفارقة رفعها.

- المنتخب: هل صوت المغرب لحياتو أم لأحمد أحمد؟
فوزي لقجع: الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تعمل وفق إلتزامات وتوابث، لذلك أعتذر عن الكشف عن الإسم الذي صوتنا له.

- المنتخب: هل يمكن أن نطمع في مقعد داخل المجلس الإداري للفيفا؟
فوزي لقجع: هناك مخطط موضوع بدقة متناهية، الهدف منه أن يكون للمغرب موطئ قدم في كل المؤسسات الكروية القارية والعالمية، والغاية دائما هي أن نطابق الجامعة مع عمقها الكروي القاري والعالمي، أفضل أن نسير خطوة خطوة.

- المنتخب: لا بد وأنك أطلعت على ردود الفعل التي أعقبت فوزك بذاك الفارق الكبير عن الجزائري محمد راوراوة، لقد إعتبرك إينفانتينو رئيس الفيفا ربحا كبيرا للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم؟
فوزي لقجع: بالطبع أطلعت على هذه الردود، وأتمنى صادقا أن أقدم من موقعي الجديد إضافة للكونفدرالية، المؤسسة التي يتعلق بها كل الأفارقة الشغوفين بكرة القدم، وكما أكدت على ذلك من قبل الجامعة إلتزمت بالعمل المرتكز على الروح المؤسسية مع الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بما يساعد على تطوير منظومة عملها والإرتقاء بنظامها التدبيري من أجل تطوير كرة القدم الإفريقية، وعلى وجه الخصوص إرساء نظام إحترافي يحترم الخصوصيات الإفريقية.