عندما يدعو رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم رؤساء الأندية الوطنية 32 التي تؤثث فضاء البطولتين الإحترافيتين الأولى والثانية، لاجتماع ينعقد اليوم الجمعة بمقر الجامعة، فلهذا الإجتماع غايات وسياقات، تبرزها الوضعية الحالية لكرة القدم الوطنية، من خلال أنديتها المحترفة، التي توصف بأنها القاطرة التي تجر باقي العربات.
وسنكون متفقين على أن السياقات مخيفة ومؤلمة، وأن الغايات معروفة أيضا، وهي إزاحة هذا الخوف والألم واتخاذ إجراء جريئة لإغاثة هذا الإحتراف الذي قلنا مرارا أنه يحتضر.
داخل مشهد تعلن فيه الأندية في عمومها، لا في استثناءاتها، عن صدع مالي كبير، يغلق في وجهها الميركاطو ويضعها تحت ذائلة خصم النقاط بسبب عدم تصفيتها لملفات محكومة من غرف النزاعات، وفي مشهد كروي يقول بأن القطار الإحترافي لم يبرح بعد محطته الأولى بسبب التعثرات الكبيرة، في تمثل الأحكام وبخاصة لعجز كبير في تسوية المديونيات للوصول لنقطة الصفر، وفي فضاء كروي مختنق بالعديد من الظواهر السلبية التي بقف اليوم على رأسها هذا النزوح الجماعي نحو البطولة الليبية التي ما زال سوقها مفتوحا، يكون لزاما أن يلتقي رؤساء الأندية لوضع النقاط على الحروف، ولتقديم كشف لحالة البؤس وعرض أسباب للمعطلات التي تخنق الأندية، فما عاد هناك مجال ولا طاقة للصبر على كل هذه العيوب التي تكشف عنها بطولتنا الإحترافية.
هو شبه تناظر في ظرفية بالغة الحساسية ووضعية كارثية، لا تليق أبدا ببلد مقبل على تنظيم كأس العالم، يحتاج لصراحة متناهية بل لتصارح جماعي وتطارح عاقل وحكيم لكل وجوه الأزمة، للوصول إلى حلول عملية توقف هذا التقهقر الكبير للمشروع الإحترافي.

إضافة تعليق جديد