يدخل نادي الرجاء الرياضي مرحلة مفصلية في تاريخه، عنوانها التحول الحقيقي نحو مرحلة متقدمة من الإحتراف، إذ تتزامن عودة جواد الزيات لرئاسة الفريق تزامنت مع انطلاقة مشروع "الشركة الرياضية" وتفعيل شراكة استراتيجية مع شركة "مرسى ماروك"، التي أصبحت المالك لـ60% من أسهم الشركة، في مقابل 40% للجمعية الرياضية. هذا التحول المؤسسي الجريء منح الرجاء دفعة مالية أولى بقيمة 8 مليارات سنتيم، من أصل 15 مليارا مبرمجة على ثلاث سنوات، وهو استثمار غير مسبوق في تاريخ الأندية الوطنية.
في سياق متصل، أطلق الرجاء مبادرة تاريخية لرفع عدد المنخرطين إلى 1000 منخرط ، عبر منصة رقمية جديدة تفتح المجال أمام أوسع تمثيلية ممكنة داخل برلمان النادي، في خطوة لقطع الطريق أمام التسيير النخبوي المحدود. جواد الزيات، في أحد تصريحاته، استغرب أن يكون ناد بملايين المشجعين ممثلا في الجمع العام بـ180 منخرطا فقط، حيث دعا إلى إصلاح عميق يعيد للجماهير دورها في صنع القرار.
على المستوى التقني، دخل الرجاء في معسكر إعدادي مغلق بمدينة أكادير، بعد نهاية المرحلة الأولى التي أقيمت بأكاديمية الفريق بالدار البيضاء. المعسكر يشرف عليه المدرب التونسي لسعد جردة الشابي وطاقمه، ويستمر لأسبوعين، تخللته مباريات ودية أبرزها مواجهة وداد تمارة التي انتهت بالتعادل بهدف لمثله. وتهدف هذه المرحلة إلى الوقوف على مدى جاهزية المجموعة، ودمج الوافدين الجدد في المنظومة التكتيكية.
وفي سياق التحضير للموسم القادم، عزز الرجاء صفوفه بعدد من التعاقدات التي تعكس طموحه الكبير للموسم المقبل. فقد نجح في استعادة المدافع الدولي بدر بانون قادما من قطر، كما ضم النيجيري موزيس أركوما من نادي الاتحاد المنستيري، ليمنح وسط الميدان الحيوية والخبرة الإفريقية. ومن جهة أخرى، عاد محمد المكعازي بعد تجربة لم تكتمل في نادي الوحدة السعودي، ليمنح العمق للوسط الدفاعي، بينما تعاقد الفريق مع الحارس الشاب خالد أكبيري العلوي، أحد أبرز نجوم كأس العرش رفقة أولمبيك آسفي، وأخيرا وليس بآخر بلال ولد الشيخ قادما من فولندام الهولندي.
المدرب الشابي أصر كذلك على ترقية طه قشقش، قائد شبان الرجاء، إلى الفريق الأول، ما يؤكد اعتماد المشروع الرجاوي على التكوين والتشبيب. وفي الجانب التقني، تم التعاقد مع المدير الرياضي الفرنسي سيباستيان سوماكال، صاحب الخبرة الواسعة في الكرة التونسية، لوضع تصور شامل لتكوين الفئات الصغرى، وتأمين خلف قوي للفريق الأول.
وإلى جانب الانتدابات الجديدة، عملت إدارة الرجاء على الحفاظ على الاستقرار داخل الفريق، عبر تجديد عقود عدد من الركائز التي تحظى بإجماع جماهيري، على رأسهم عبد الله خفيفي، صابر بوغرين، محمد بولكسوت، آدم النفاتي، ويوسف بلعمري. هذه الخطوة جاءت بطلب مباشر من المدرب الشابي، الذي يرى في هذا الخماسي عناصر ضرورية لخلق توازن داخل المجموعة.
هكذا يبدو الرجاء اليوم، وهو يدخل موسمه الجديد بثوب مختلف، وإدارة جديدة، وانتدابات نوعية، ومعسكر إعدادي مركز. لكن تبقى التحديات الكبرى بانتظار النسور، في مقدمتها العودة إلى منصات التتويج، واستعادة بريق الفريق قاريا بعد موسم خرج فيه خالي الوفاض.
المشروع واضح، والطموح مرتفع، والفيصل سيكون في أرضية الملعب.
إضافة تعليق جديد