هذه المرة سيكون مطلوبا من الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، أن يخرج المخالب، إذا كان يملكها بالفعل، ليقبض على الأرواح الشريرة التي تعشش في وكر الكاف وتعيث فيها فسادا.
ما عاد ممكنا لموتسيبي أن يتخفى وراء الإبتسامات ولا حتى "الكلام المنمق"، والمعد سلفا ليملأ كأس المرارة بالمجاملات، إنه مدعو بعد الذي كانت النسخة 13 لكأس إفريقيا للأمم سيدات مسرحا له، من تعديات صارخة ومن قرائن تتبث أن الكاف واقعة للأسف تحت الأسر، والفساد بداخلها له ألف رأس، حتى أن الحكامة أينما ظهرت إلا وأعدمت.
ما حدث في النسخة المنتهية لكأس إفريقيا للأمم سيدات، لا يمكن أبدا أن يواجه بالصمت أو حتى برسائل الإستغفار والإعتذار، لابد من تحرك فعلي معلن يقول فيه موتسيبي لعائلة كرة القدم الإفريقية، أن لا وقت للتسامح مع ما هو محرم قانونا، ولا مكان بعد اليوم داخل العائلة الكروية الإفريقية لمن يتلاعب بمصير أجيال من الأفارقة، تجمعهم حول كرة القدم أحلام كثيرة.
عندما نستعيد شريط الأحداث، وما وقع في النسخة الأخيرة ل"كان سيدات إفريقيا"، نتساءل بصدق، عن مشروع الحكامة وتنظيف البيت واحترافية التدبير الذي وعد به موتسيبي وهو يحظى بإجماع الاتحادات الأهلية الإفريقية على مواصلة الرحلة على رأس الكاف في ولاية ثانية، لأن ما حدث خطير للغاية، ويؤكد أن الإصلاح لا يكون بإطلاق الشعارات وبإعلان المهادنة و"المسايسة"، والمسؤول بطبيعة الحال عن هذه الإنحرافات، رئيس الكاف موتسيبي ومن بعده "كاتبه العام الأبدي" فيرون موسينغو المسؤول عن كل التشريعات التنظيمية، وبالطبع رؤساء اللجان المعنية بالإنزلاقات الخطيرة.
وما يؤسف له، أن ما حرص عليه المغرب وهو يستضيف نسختين متتاليتين لكأس أمم إفريقيا سيدات، لإعطاء المسابقة القارية، الإشعاع الذي يرتقي بها عالميا، حتى ظهرت في تلك الصورة المبهجة والجميلة، قابله لغاية الأسف إسفاف كبير، بدأ بالترويج لمعلن محظور في المغرب، تطاول على سيادة المغرب بأن أظهر خريطتنا مبتورة، واستمر بهذايانات الفريق الجزائري وحتى إعلامه وهو يقتص من البطولة مكانها وروحها، وانتهى بالفضيحة التحكيمية، متمثلة في ضربة جزاء مشروعة، تكالبت غرفة الفار مع حكمة المباراة لحرمان منتخبنا الوطني منها في مباراة التتويج باللقب.
ولأن السكوت عن الحق شيطان أخرس، فإن الجامعة راسلت الكاف تطلب تفسيرا لما حدث، بل إنها مدعمة بالدلائل الدامغة، ستكشف عن خيوط مؤامرة دبرت بشكل بذيء، يسوِّد الصورة ويفضح الهشاشة ويعري على بؤر الفساد.
ولأن من حق المغرب، وقد أصاب ظلم كبير لبؤاته بحرمانهن من ضربة جزاء كان من الممكن أن تغير أشياء كثيرة في فيزيونومية المباراة، أن يحصل من الكاف على رد واضح على التشكي، وما يترتب عن ذلك من قرارات رادعة، فإن شيئا آخر غير هذا، سيضع موتسيبي في معترك المواجهة، لأنه ما بهكذا شكل يعامل بلد أوصله لرئاسة الكاف، ودعمه بالإستضافات والتناظرات التي مهدت للإستفاقة، ولو أن المغرب يفعل كل ما يفعله اتجاه قارته وفاء بالتزامات وتعهدات لا يحيد عنها ولا يتملص منها.
على موتسيبي، أن يدرك جيدا، أن الكيل قد فاض، والسيل بلغ الزبى، وما عاد هناك مجال لمزيد من الطعنات والتكالبات، فإما أن يكون رئيس الإصلاح والتقويم وإبادة الفساد وإسقاط الفاسدين والمتلاعبين، أو يترجل ويترك رئاسة الكاف لمن يملك الشجاعة لتنظيف بيتها من الأوساخ.
إضافة تعليق جديد