معتبرة إياه المفاجأة السارة التي تلقاها مدرب ريال مدريد تشابي ألونسو، بعد المهاجم غونزالو، كتبت صحيفة "ماركا" الإسبانية تقريرا، أوضحت فيه كيف نجح الشاب المغربي الإسباني تياغو بيتارش، في إقناع مدرب الريال بضمه للفريق الأول.
وجاء في التقرير: 
"في كرة القدم الحديثة، تظهر قصصٌ تتحدى كل منطق. قصة تياغو بيتارش (فوينلابرادا، 2007) واحدةٌ منها. في أقل من ثمانية أشهر، انتقل من لاعبٍ غير أساسي في فريق تحت 19 عامًا إلى مدربٍ للفريق الأول لريال مدريد. موهبةٌ على وشك التألق وتستحق المتابعة.
• صعودٌ صاروخيٌّ 
يبدو أكثر منطقيةً عند تحليل الوضع الحالي لريال مدريد. يحتاج فريق تشابي إلى تعزيزاتٍ في خط الوسط، وقد تكون بطاقته الرابحة الجديدة أقرب مما يتصور أحد. رأى المدرب، المولود في تولوسا، موهبته ونضجه فيه، ولذلك قرر ضمه إلى الفريق خلال فترة التحضير للموسم. لعب بيتارش في المباراة الودية المغلقة ضد ليغانيس، وضد تيرول، قد تتاح له فرصةٌ أخرى، هذه المرة في نظر جماهير ريال مدريد.
لم يكن ظهوره محض صدفة، والتوقيت مثالي. يمر ريال مدريد بوضع غريب في خط وسطه يجعل لاعبين مثله يكتسبون أهمية غير متوقعة. غادر مودريتش في نهاية كأس العالم، وكامافينغا مصاب في الجولة الأولى من الدوري، وسيغيب بيلينغهام حتى نهاية أكتوبر. في هذه الأثناء، يبحث تشابي عن صانع ألعاب لا يصل عبر سوق الانتقالات.
في ظل هذه الظروف الصعبة، وضع المدرب المولود في سان سيباستيان نصب عينيه نظام الشباب. بدأ بيتارش فترة ما قبل الموسم مع كاستيا ريال مدريد تحت إمرة أربيلوا، حيث لعب دورًا رئيسيًا في المباريات الودية ضد ماربيا وراسينغ دي فيرول. كانت 180 دقيقة بين المباراتين كافية لتلقي مكالمة من فالديبيباس. هناك، تحت قيادة تشابي، يبرز كلاعب محفز بآمال كبيرة.
• حرية بين الخطوط
في الثامنة عشرة من عمره، وبطول 1.77 متر، يُقدّم بيتارش نفسه كلاعب وسط مُترابط قادر على العمل كصانع ألعاب. إنه لاعبٌ يتأقلم تمامًا مع التشكيل. ثمة شيءٌ مميزٌ في طريقة فهم بيتارش لكرة القدم في سنّه الصغيرة. فبالإضافة إلى جرأته، يمتلك مهارةً لا تُقدّر بثمن تُمكّنه من التحكم في وتيرة اللعب. عندما يكون في الملعب، يتمتّع بهدوءٍ خاصٍّ ينعكس على بقية الفريق.
في خطة 4-3-3، يميل إلى التحرك بسلاسة بين الخطوط، ودائمًا ما يكون مُتقبلًا للتمريرات. علاوةً على ذلك، يتميز بقدرةٍ استثنائية على التكيف. إذا وُجدت مساحةٌ يُمكن استغلالها، يظهر هناك. إذا احتاج الفريق إلى عرضٍ واسع، يتحرك على الأطراف. إذا احتاج قلبا الدفاع إلى منفذٍ تحت الضغط، يتراجع إلى الخلف لاستلام الكرة. يُظهر مع الكرة أناقةً تجذب الانتباه، حتى عند توجيهها في التحولات الهجومية. شخصيةٌ لا تلين.
• المغرب يطرق بابه.
لم يمرّ بروزه مرور الكرام على المستوى الدولي. في أبريل الماضي، استدعاه المنتخب الإسباني تحت 18 عامًا للتدريب في لاس روزاس. قبل ذلك، أبدى المنتخب المغربي تحت 18 عامًا اهتمامًا بضمه. يحمل بيتارش جنسية مزدوجة بفضل جده المغربي الأصل. هذه المنافسة على لاعب شاب كهذا تُبرز أهمية إمكاناته.
يستحق ألفارو أربيلوا تقديرًا خاصًا في هذه القصة. كان قراره بضمه إلى فريق تحت 19 عامًا مخاطرة كبيرة، لكنها أثمرت شيئا أكثر من رائع. رأى لاعب ريال مدريد السابق إمكاناته وهو لا يزال في بداياته، وهي خطوة أساسية في رحلته نحو الفريق الأول. 
الآن، تتمثل خارطة الطريق في مواصلة اكتساب الخبرات والنمو مع ظهور فرص جديدة".