أن يتخلف أشرف حكيمي عن موعد كروي، ولا يقدم ما هو معتاد على تقديمه من جهد بدني ومردود فني يؤثر بشكل مباشر في منظومة لعب باريس سان جيرمان، فهذا أمر وارد، لأن حكيمي في النهاية ليس آلك مبرمجة، إنه بشر يصاب كغيره بالإجهاد.

لكن أن تركب الصحافة الفرنسية على المردود المتوسط لأشرف حكيمي، قياسا بالمردود الهلامي الذي عودنا عليه، ولذلك أسباب وجيهة ومنطقية، وتقول أنه ضيع فرصة لدعم موقعه في سباق الكرة الذهبية، فهذا ما أعتبره شخصيا، قلة احترام واستعمال سيء لسلطة التأثير، وأكثر منه تشويه للحقائق، لأن حكيمي سيحاكم في المردود والأداء والألقاب على موسم كروي انتهى بنهاية كأس العالم للأندية، وكأس السوبر الأوروبي، هو حدث كروي يفتتح موسم 2025-2026.

نستطيع عند مطالعتنا للتحاليل التي قدمتها الصحافة الفرنسية لمباراة السوبر الأوروبي أمام طوطنهام الإنجليزي، أن نتفطن للنيات المبيتة في النيل من أشرف حكيمي، التي تظهر عند سرد الوقائع والإحصائيات، فعندما يتعلق الأمر بباريس سان جيرمان كفريق، يلتمس الإعلام الفرنسي لبطل أوروبا الأعذار في سلبية الأداء خلال فترات كثيرة من زمن المباراة، وعندما يأتي الحديث عن اللاعبين، كل منهم على حدة، فإن أشرف حكيمي يمنح أضعف نقطة، ويزيد الإعلام الفرنسي على ذلك، بأن حكيمي بهكذا أداء، يكون قد أضاع نقاطا في سباق الكرة الذهبية.
لن نختلف على أن أشرف حكيمي، بموازاة مع كل اللاعبين المؤثرين داخل الفريق الباريسي، قدم مباراة جد متوسطة، وبدا كغيره بعيدا عن مستوياته، فلم يكن الوحيد الذي أخطأ في التمرير، ولم يكن الوحيد الذي افتقد للقوة البدنية الإنفجارية لإنجاح الإختراقات، وعندما تطور للأفضل أداء الفريق الباريسي في الثلث الأخير من المباراة، تطور أيضا أداء حكيمي الذي وجد أخيرا مرتكزاته الفنية، وقد كانت الجهة اليمنى هي مرتكز الإنتفاضة الباريسية، ومنها جاء هدفا باري.

ويصبح مفهوما ومستصاغا هذا الترصد والإستقصاد من الصحافة الفرنسية اتجاه أشرف حكيمي، فقد دلتها حاستها الإعلامية، أن أشرف حكيمي بات يضايق عثمان ديمبيلي في سباق البالون دور، كما أنها لم تستسغ أبدا، أن يخرج حكيمي عن إجماع مستودع ملابس باريس سان جيرمان، ويقول أنه أكثر من يستحق الكرة الذهبية.
في كل الأحوال، واعترافا من الجميع بما قدمه أشرف حكيمي لباريس سان جيرمان في موسمه الإستثنائي والتاريخي، الذي جعله ثاني فريق فرنسي يتوج لعصبة أبطال أوروبا بعد مارسيليا وأول فريق فرنسي يتوج بالسوبر الأوروبي، فإنه يستحق من الإعلام الفرنسي الإشادة بما قدم، وإن لم يفعل، فليعامله فقط بالإحترام، وذلك أضعف الإيمان.