دخل المغرب الفاسي مرحلة جديدة من تاريخه التسييري بعد أن بدأ خطواته الأولى نحو التحول إلى نظام الشركات الرياضية بشكل قانوني، عقب نهاية الجمع العام الإنتخابي الأسبوع الماضي الذي أسفر عن انتخاب محمد بوزوبع رئيسا جديدا للفريق. 
يمثل هذا الإنتخاب مرحلة جديدة ترتكز على التسيير المحكم والانفصال عن الأزمة المالية السابقة كما يفتح الباب أمام امتلاك شركة رياضية قانونية تمنح الفريق إمكانيات مالية أكبر، وتتيح فرصة جذب المستثمرين والمعلنين.

• مرحلة انتقالية صعبة

لم تكن مرحلة الإنتقال سهلة بل امتدت لسنوات طويلة عانى خلالها الفريق من العبث التسييري، وتعرض الجمهور الرياضي لنكسات متكررة، يبقى السؤال الأهم الذي يطرح نفسه: كيف تم الوصول إلى الوضع الحالي؟ ويليه سؤال لا يقل أهمية: ما هي أهداف الفريق للفترة المقبلة؟

• شركة غير قانونية وأسهم منخفضة القيمة
بعد نهاية الجمع العام لموسم 2020 ـ 2021 أعلن الرئيس الأسبق إسماعيل الجامعي عن تأسيس شركة رياضية للمغرب الفاسي، وتوزيع الأسهم بطريقة غريبة إذ منحت الشركة الرياضية 70% من الأسهم، بينما منحت للجمعية الرياضية  30% مع تقييم السهم الواحد بمليون سنتيم، ما يعني أن رئيس الفريق السابق استثمر 670 مليون سنتيم للإستحواذ على 67% من أسهم الشركة.

وقد ترددت على مدى السنوات الثلاثة الماضية أقاويل حول عدم قانونية الشركة الرياضية، وأن تقييم الأسهم لم يكن موضوعيا، ولم يأخذ بعين الإعتبار القيمة التاريخية للفريق.
وفي تصريح صحفي قبل نحو عامين صرح رئيس العصبة الإحترافية عبد السلام بلقشور بأن شركة المغرب الفاسي الرياضية غير قانونية. 

وبسبب الضغط الجماهيري قرر إسماعيل الجامعي تقديم استقالته من رئاسة الجمعية مع الإستمرار رئيسا للشركة الرياضية ومع ذلك فإن الديون الثقيلة التي تراكمت على الفريق دفعت الجامعي إلى تفويت نصف الأسهم لصالح محمد بوزوبع الذي تولى الموسم الماضي مع أحمد الجامعي إدارة الشركة الرياضية، وإنقاذ الفريق من أزمة مالية خانقة، حيث ضخ بوزوبع 5 مليارات سنتيم مقابل 2مليار سنتيم لأحمد الجامعي، ما أدى إلى تسديد نصف ديون الفريق البالغة 11مليار سنتيم، وتسيير الفريق في الموسم الماضي الذي تمكن خلاله من المحافظة على مكانته في البطولة الإحترافية الاولى وإنهاء الموسم في المركز الثامن.

• خلافات وتدخلات حاسمة

في بداية الصيف الحالي أعلن محمد بوزوبع نيته في تولي رئاسة الجمعية الرياضية، وتصحيح مسار الشركة الرياضية بما يليق بقيمة الفريق، وفتح الباب أمام المستثمرين بحيث لا يكون التسيير حكرا على أشخاص محددين.
وقد لاقت هذه الدعوة صدى إيجابيا من جميع مكونات الفريق، والشارع الماصاوي، الذي نظم وقفات احتجاجية ضد الرئيس السابق بينما واجه بوزوبع مقاومة من المكتب السابق الذي تأخر في اتخاذ إجراءات الدعوة لعقد الجمع العام الإنتخابي.
لكن تدخل رئيس العصبة الإحترافية عبد السلام بلقشور خلال حفل قرعة البطولة الإحترافية كان حاسما، حيث أكد أن الأولوية لمن يمتلك المال والرؤية الصحيحة للإستثمار في الفريق. 
وبعد ساعات من هذا التصريح أعلن الرئيس السابق هشام شاقور استقالته، وتم عقد الجمع الإنتخابي الذي انتهى بانتخاب محمد بوزوبع رئيسا للفريق.

• هل ينجح بوزوبع في مهمته؟

لنجاح أي رئيس يجب توفر عدة شروط منها: محیط نقي، أرضية سليمة للعمل، ورغبة موحدة لجميع الأطراف.
وعند إسقاط هذه الشروط على الوضع الحالي في المغرب الفاسي، نجد أنها متوفرة، ليحظي بوزوبع بدعم واسع من الرؤساء السابقين والمسيرين، وحتى من بعض الذين كانوا على خلاف معه كما يحظى بدعم الشارع الماصاوي بشكل كامل، بل أن من الإيجابيات التي شهدها الجمع العام الإجماع على لائحة المكتب الجديد، الذي يضم أسماء معروفة بالكفاءة.
وفي أول تصريح له أكد بوزوبع أن باب المغرب الفاسي مفتوح للجميع وأنه لا يمكن استبعاد أي شخص وحدد أهداف الفريق بالمنافسة على المراكز الأولى والمشاركة في الألقاب مع العودة إلى المنافسات الإفريقية اعتبارا من الموسم بعد القادم.
ويعد هذا التصريح منطقيا، وطبيعيا لفريق يسعى للعودة إلى مساره الطبيعي بعد التعافي من الأزمات التي عانى منها. 

• خطوات قادمة قبل حفل توقيع الشراكة

من المتوقع أن يعقد حفل توقيع الشراكة الرياضية بين الجمعية الرياضية والشركة الرياضية قبل نهاية الشهر الجاري، بحيث تمتلك الشركة 60% من الأسهم مقابل 40% للجمعية الرياضية.
وخلال الأسبوع الماضي، تم اتخاذ إجراءات تتعلق بإعادة من يملك الأسهم الرياضية أسهمه للجمعية الرياضية، حيث استجاب لذلك الثلاثي رضا الزعيم، والفيلالي، والحوات الذين كانوا يملكون سهما واحدا، بينما ما زال النقاش جاريا بشأن الأسهم التي يملكها أحمد الجامعي: هل ستعود للجمعية؟ أم سيتم شراؤها من قبل الرئيس الجديد محمد بوزوبع؟
ومن المقرر أن يشرف على حفل توقيع الشراكة رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، كما سيتم الإعلان عن بدء الأعمال في أكاديمية المغرب الفاسي.