•عبأوا الرشاش ليردوا على صعقة زياش
• نراها شكلية ويرونها مصيرية.. فكيف تدبر القضية؟
التأهل قبل سفر لوساكا الشاق تحقق، وما خطط له الناخب الوطني من حسم الأمور كاملة في العاصمة تحقق، لذلك في سياق الوصف تعد هذه المباراة «شكلية» ومكملة لمشوار الأسود التصفوي، فهل يتمرد الناخب الوطني مثلما لمح على هيكل التشكيل التقليدي؟ أم تراه ينتصر لقناعاته الراسخة ومعها الإنتصار لمنطق تثبيت الهيكل، فيعلن عن حضور القوة الضاربة لمواجهة الرصاصات النحاسية؟
العلامة الكاملة رهان الفريق الوطني في المباراة السابعة، بينما زامبيا خططت لربح بقية النزالات ومعها ربح المسافات للحاق بوصافة الأسود ولعب الملحق..
• مول المليح باع وراح
قد نكون توقعنا وحدسنا على هامش القرعة وقد تغير نظام التأهل بعدما اتسعت رقعة المشاركين في المونديال لتلامس ربع منتخبات الكرة الأرضية، إلا نصادف عناء في التأهل مجددا لكأس العالم، إلا أنه لا أحد منا توقع أن يكون المسير بهذا الشكل اليسير، وأن يحسم الفريق الوطني تأشيرة التأهل قبل 3 جولات من نهاية التصفيات.
مثلما لا أحد توقع أن يعلن الأسود أول سفراء أفريقيا في المونديال الثلاثي المشترك، ومعها تكون زامبيا بهذا الرصيد الهزيل والتموقع المتأخر داخل المجموعة.
قبل موقعة لوساكا الفريق الوطني في الصدارة بفارق مريح عن ملاحقيه، وزامبيا ما عادت تحلم سوى بحرق المسافات سعيا خلف الوصافة التي تقودها صوب ترياق الملحق؟
• علامة كاملة وأرقام شاملة
بالخمسة ولأول مرة في تاريخ الفريق الوطني يعبر لكأس العالم كأقوى حصة في طريق التأهل، إنتصرنا بالثلاثة على ليبيا في طريق التأهل للمكسيك والأربعة على الكونغو في ملحق اللحاق بقطر والخمسة أمام النيجر.
علامة كاملة ب6 انتصارت ونسبة متوحشة من الأهداف و استقبال هدفين فقط لاغير، كان لمنتخب زامبيا شرف أن يكون واحد من الذين زاروا مرمى بونو في موقعة الذهاب في أكادير.
وبما أنه التنقل الأول خارج المغرب في هذه التصفيات، فالرهان كبير جدا على أن تتواصل نفس العلامة رغم حسم تأشيرة التأهل، كي لا يعتمد الفريق الوطني مستفيدا من خوضه المباريات السابقة كلها في ملعبه وعلى أرضه، مثلما أن الركراكي راغب في تعزيز ترسانة الأرقام القياسية التي يعشقها منذ تولى مقاليد الأسود بنصر آخر تواليا، أو على الأقل الإبقاء على السجل خاليا من الهزائم.فأي مقاربة وأي تدبير لموقعة نراها شكلية ويراها الزامبيون مصيرية.
• الرصاصات وغدر زياش
لئن احتاج الزامبيون وقتا طويلا كي ينسوا مرارة الإطاحة بحلم أسطورتهم كالوشا بواليا، وقد حالت رأسية عبد السلالم لغريسي قبل 30 عاما بينها وبين تحقيقه لمداواة جراح طائرتهم التي هوت وقضى معها جيل موهوب من لاعبيهم، فقد عادوا ليشربوا من كأس مرار الأسود قبل عام وبضعة أشهر فقط، حين كانوا يحلمون بالتأهل وعبور دور المجموعات في الكان، وقد واجهوا في ثالث مباراة الأسود من دون الركراكي الموقوف يومها على ذمة ما عرف بقضية «مبيمبا» وعوضه غريب أمزين، إلا أن الفريق الوطني اغتال حلمهم بهدف قاتل وقعه حكيم زياش، هدف غريب الأطوار رمانا للصدارة ومواجهة جنوب أفريقيا بدل مصر، وأطاح بزامبيا وانتشل كوت ديفوار من غرفة الإنعاش لتتأهل ثالثة وتتوج بعدها بطلة للقارة.
زامبيا تعبأت برشاشاها ورصاصات نحاسية دقيقة التصويب لرد الإعتبار لكل هذه القصص مع الفريق الوطني، ومعها مواصلة التفوق التاريخي لزامبيا كلما واجهت الأسود في لوساكا وتعزيز فرص الوصافة والملحق والرهان على المقعد المونديالي، مثلما أن الإنتصار على الأسود أصحاب ريادة التصنيف القاري وضيافة الكان يعني لهم الكثير.
• راديكالية التغيير
لو نحن سايرنا فكر الركراكي فاليقين هنا كبير في أن ما روج له في التصريحات باعتماد تشكيل جديد هو مجرد مزايدات وتنويم للخصم، ولو سايرنا المنطق فالتغيير لن يكون أيضا راديكاليا شموليا على التشكيل، ولو حدث فلن يطال أكثر من 3 لاعبين من الذين واجهوا النيجر.
الركراكي عودنا علي هذا، وكلما لجأ لتغيير الهيكل إلا وتهتز المنظومة وترتعش، لذلك إنبرى واصطف ليكون ضمن خانة المدربين التقليديين الذين لا يغيرون.
ومع ذلك سيتغيب حكيمي بالقوة القاهرة، وهنا سننتظر ما إن كان سيعوضه بشيبي أم الهلالي الذي يواصل شم الريحة منذ حضر أول معسكر؟
يقينا أن الركراكي حتى لو نظر للمحمدي بديلا في هذه المباراة، وهو احتمال ضئيل، فإنه قال سابقا أن بونو حارس الكان يهمه أن يلعب مع كل المدافعين كي تترسخ أوتوماتيزمات يرغب تثبيتها وترسيخها القوي.
لن يغير بلعمري ولن يغير متوسط الدفاع، والترشيحات تقول أنه سيعود للاعبين موندياليين: أوناحي الذي سيبدأ من حيث انتهى بالرباط والنصيري المضغوط بتوهج إكمان وربح الكعبي لرسمية الحربة الهجومية، وقد يطال التغيير الثالث بن صغير ليترك مكانه للخنوس طالما أن صيباري ربح نقاطا كبيرة في افتتاح الملعب العاصمي.
موقعة لوساكا التي نراها شكلية ويراها الزامبيون مصيرية، هي اختبار مختلف تماما عن الذي ألفناه أمام منافس مهووس بالثأر وتنقل استثنائي ضمن باقة المشوار المغلق.
إضافة تعليق جديد