في ملاعب رانكاغوا الشيلية، يلمع اسم جديد في صفوف "أشبال الاطلس"، ضمن منافسات كأس العالم للشبان المقامة بالشيلي، عثمان معما، لاعب المنتخب الوطني. شاب يلعب بعقل ناضج،بمهارة عالية وبذكاء تكتيكي.

فكيف سطع نجم معما؟

ابن مدينة آليس الفرنسية، نشأ في محيط فرنسي، لكنه اختار حمل قميص المغرب دون تردد. انطلقت حكايته من أحياء بسيطة، قبل أن تقرر عائلته إدخاله ناديا صغيرا سنة 2011، ليبدأ أولى خطوات الحلم.

موهبته كانت واضحة منذ الصغر. في 2016، ضمه نادي مونبوليي الفرنسي إلى أكاديميته الشهيرة، وهناك صقلت مهاراته وتكون وعيه الكروي. لم يمر وقت طويل حتى صار أحد أبرز المواهب في الفئات السنية، فسجل وصنع وأقنع كل من شاهده.

موسم 2021-2022 كانت الانطلاقة الحقيقية لمعما، بينما في موسم 2023-2024 شكل لحظة التعارف مع الجماهير بعد تألقه مع الفريق الرديف. تألقه لفت أنظار أندية أوروبية كبرى مثل فرايبورغ الألماني ويوفنتوس الإيطالي، قبل أن يظهر لأول مرة في قائمة الفريق الأول لمونبوليي يوم 9 نونبر 2023 أمام نيس الفرنسي.

وفي ماي 2024، دخل عثمان التاريخ بخوضه أول مباراة رسمية في الدوري الفرنسي ضد موناكو، حيث قدم أداء لافتا رغم مشاركته لثلاثين دقيقة فقط، وخلق ثلاث فرص خطيرة. لكنه، كما في كل قصص الكبار، عرف أيضا وجه المعاناة: الإصابات التي أوقفت بدايته الزاهرة لفترة قصيرة.

لم تمنعه العثرات من مواصلة الطريق. التحق بصفوف المنتخب المغربي للشباب في شتنبر 2023، وسجل ضد بلجيكا هدفا أكد موهبته، قبل أن يتعرف عليه الجمهور المغربي أكثر في كأس إفريقيا الأخيرة، حين فاز بجائزة رجل المباراة ضد كينيا.

وقع بعدها عقدا احترافيا مع واتفورد الإنجليزي لمدة أربع سنوات، ليفتح لنفسه أبواب الاحتراف في أحد أقوى الدوريات.

في مونديال الشيلي الحالي، بصم معما على أداء راق: تمريرة حاسمة ضد إسبانيا، هدف خرافي بمقصية أمام البرازيل، وتمريرات دقيقة أمام كوريا الجنوبية. أداء يعكس مزيجا من السرعة والمهارة والذكاء التكتيكي، جعل منه أحد أبرز مفاجآت البطولة.

فهل يفاجئ معما أمريكا الليلة؟