حقق المنتخب المغربي فوزا جديدا بعدما أطاح بمنتخب موزمبيق (1 – 0) خلال الودية التي جمعت الفريقين بملعب طنجة الكبير، وقادها الحكم الموريتاني موسى ضيوف.  

وكان من الطبيعي، خلال هذه المباراة، أن يبادر الناخب الوطني إلى إيجاد الحل الأمثل في اختياراته البشرية وتحديد تشكيلة لاعبيه، وخصوصا على مستوى الخط الدفاعي الذي يعاني من غياب ركيزتين أساسيتين وقويتين، ويتعلق الأمر بالثنائي أشرف حكيمي الظهير الأيمن ونايف أكرد محور الدفاع. لهذا جاء الخط الدفاعي في هذه المباراة، من حيث القدرات البشرية، مخالفا لكل ما تعودنا عليه في المباريات الأخيرة.. إذ عاد غانم سايس بعد غياب دام أزيد من سنة ونصف، وعاد كذلك نصير مزراوي الذي غاب عن المباريات الست الأخيرة لأسود الأطلس.. كما تعزز هذا الخط الدفاعي بالوافد الجديد أنس صلاح الدين الظهير الأيمن لأيندهوفن الذي حمل قميص الفريق الوطني المغربي لأول مرة.

وهكذا جاءت تشكيلة الفريق الوطني على الشكل التالي: ياسين بونو في حراسة المرمى، نصير مزراوي، غانم سايس، جواد يميق وأنس صلاح الدين في خط الدفاع. سفيان أمرابط، نائل العيناوي وعز الدين أوناحي في وسط الميدان. ثم إبراهيم دياز، عبد الصمد الزلزولي وأيوب الكعبي في خط الهجوم.

ولم يستطع المنتخب المغربي أن يخفي جموح رغبته في التسجيل المبكر، لذلك ظهرت منه بوادر الضغط والاندفاع مع بداية المباراة عبر الكتلة المتقدمة، وهو ما اضطر منتخب موزمبيق للتراجع دفاعا عن منطقته.. لكن مع ذلك استطاع المنتخب المغربي أن يسجل هدف السبق في وقت مبكر جدا عبر أوناحي من تسديدة مركزة من خارج منطقة العمليات في الدقيقة 7.

واستمر الضغط المتقدم من أسود الأطلس بحثا عن هدف ثان يعززون به تفوقهم، لكنهم ظلوا يصطدمون بدفاع صامد مرة، وبسوء التنفيذ وعدم التركيز مرة أخرى.. وقد كان بإمكان الكعبي وحده أن يسجل في 3 مناسبات سانحة للتسجيل خلال الشوط الأول، لكنه لم يكن محظوظا.

ويجب الاعتراف أن المنتخب المغربي وجد صعوبة بالغة في فك شفرة الدفاع الموزمبيقي مرة ثانية للتوقيع على الهدف الثاني.. إذ ضاعت كل محاولات التهديد التي قام بها خلال الشوط الأول دون أن يستغل أيا منها، وهو ما يؤكد أن الاستعصاء في التهديف مسمتر، وأن السلاسة في ترجمة الفرص إلى أهداف لم تتحقق بعد.. فالضغط حاضر، والاستحواذ واضح، والسيطرة على مجريات اللعب لا يمكن إنكارها.. لكن الإشكالية في التنفيذ وفي ترجمة الفرص المتاحة إلى أهداف.

وخلال الشوط الثاني واصل المنتخب المغربي بحثه المستمر على هدف ثان عبر نفس الأسلوب في الأداء وفي الضغط المتقدم.. وكان من ثمار هذا الضغط أن حصل الأسود على ضربة جزاء في الدقيقة 55، انبرى لها الكعبي ولم يسجل، حيث سدد الكرة في العارضة.

وبحث الناخب الوطني وليد عن حلول أخرى، فأدخل إكمان بدل الزلزولي والنصيري بدل الكعبي في الدقيقة 62.. وكاد إكمان أن يفعلها ويسجل هدفا بتسديدة قوية في الدقيقة 65، تصدى لها حارس المرمى.

وتوالت هجمات المنتخب المغربي بشكل حازم، وزاد حماس الأسود بدخول الثنائي الهجومي إكمان والنصيري، وزادت الخطورة بشكل واضح، وارتفع الضغط أكثر، لكن ظل اللاعبون يصطدمون إما بسوء الحظ وإما بقوة الدفاع الموزمبيقي.. وهو ما يعني أن الإستعصاء ظل ملازما للأسود خلال الشوط الثاني أيضا.

وأجرى وليد الركراكي تغييرين جديدين في الدقيقة 73، حيث دخل إلياس أخوماش بدل إبراهيم دياز، وإسماعيل صيباري بدل سفيان أمرابط، رغبة في ضخ دماء جديدة في صفوف الأسود، وبحثا عن أوراق بشرية وتكتيكية جديدة. لذلك دخل أيضا محمد الشيبي بدل مزراوي، وبلال الخنوس بدل أوناحي.. لكن لم تتغير النتيجة، إلى أن أعلن حكم المباراة عن نهاية المباراة بفوز صغير لأسود الأطلس (1 – 0).