أكد وليد الركراكي أنه مرتاح للغاية للدرس الذي استفاده المنتخب المغربي من ودية موزمبيق التي كسبها الأسود بـ(1 – 0)، وأشار إلى أن ارتياحه نابع من قدرة اللاعبين على خلق فرص التهديد.. وهذا أمر جيد، وهو على صواب.. لكنه في نفس الوقت أمر يدعو إلى قلق كبير.

فالدروس المستفادة من كثير من المباريات التي خاضها أسود الأطلس في الفترة الأخيرة متشابهة، وتحتاج إلى حلول. فالإشكالية التي واجهها ويواجهها الفريق الوطني في مبارياته الأخيرة تكمن في الاستعصاء الذي يعيق اللاعبين عن التسجيل، وفي عدم قدرتهم على ترجمة الفرص المتاحة إلى أهداف.. وهنا تكمن الخطورة.. وقد حدث الاستعصاء إلى حد العجز أمام موزمبيق، وأمام الكونغو والبحرين وقبلها أمام بنين.. وأمام غيرها من المنتخبات التي لا تبدو أنها من العيار الثقيل.

وفي التصنيف الدولي الأخير لـ"الفيفا" ليوم 17 أكتوبر 2025، يتقدم المغرب على كل هذه المنتخبات بـ"سنوات ضوئية".. ومع ذلك وجد صعوبة بالغة في الفوز عليها، وبالكاد انتصر بهدف يتيم!! فالمنتخب المغربي يحتل المركز 12 عالميا، ومنتخب موزمبيق يحتل المركز 100، وبنين في المركز 96، والبحرين في المركز 90، والكونغو الديمقراطية في المركز 60.. أي أن منتخب المغرب متقدم كثيرا على كل هذه المنختبات في التصنيف الدولي، ومع ذلك لم نفز عليها جميعها بسهولة، بل تحقق الفوز بصعوبة بالغة وبشق الأنفس!

لهذا لا يجب على الركراكي أن يكون مرتاحا كما صرح بذلك، فهو ارتياح زائف، وغير مطمئن.. عليه أن يعمل جاهدا لفك الاستعصاء الذي يعاني منه المهاجمون.. قد يكون سوء الحظ ملازما للاعبين أحيانا، هذا صحيح، ولكن ليس دائما وليس كل الوقت.. وإذا كان اللاعبون يعانون من قلة التركيز، أو من سوء التنفيذ أو من التسرع الزائد أمام المرمى أو في منطقة العمليات.. على وليد أن يجد الحلول ويفك الألغاز.. فهذه مهمته وهذا دوره.. ليس عليه أن يكون مطمئنا ولا مرتاحا، فالقادم أصعب بكثير، وهو يدرك ذلك جيدا.