كما توقعنا، وكما تعددت توجساتنا ونحن نشاهد عبر معاناة منتخبنا الوطني في هدم الكتل الدفاعية الصلبة للمنافسين، جاءت المباراة الإفتتاحية أمام جزر القمر بحمولات تكتيكية، ما كان إيجابيا فيها أن الفريق الوطني فاز، ضمن أول ثلاث نقاط له في دور المجموعات، وخطا بالفعل الخطوة الأولى على درب الألف ميل، الذي لا نتمنى له نهاية لخط السير غير المباراة النهائية.
كما كان منتظرا، بل وبديهيا، أن يلعب منتخب جزر القمر اللقاء الإفتتاحي أمام منتخب يصنف بأرقامه المرشح الأقوى للظفر باللقب، منتخب يلعب على أرضه وأمام جماهيره، بالكتلة المنخفضة، وفي ذلك يجيد ربط الخطين ببعضهما، فلا تظهر فراغات.
وحيال هذا التصريح التكتيكي من كوزان مدرب المنتخب القمري، كان أسود الأطلس ومدربهم وليد الركراكي، على علم بما يتوجب القيام به، البحث عن طريق لشق الطريق وإسقاط الجدارات، والمفترض أن تكون التجارب الكثيرة مع المنتخبات المتراجعة، كيف نتفادى وجع الهجوم الذي لا يأتي بالحلول.
ومن دهشة أصابتني شخصيا، ووليد يقرر اللعب برحيمي رأس حربة بدلا من الكعبي والنصيري، إلى ضربة الجزاء المهدرة، إلى الإصابة التي تعرض لها سايس فأخرجته من المباراة، شعرنا أن ما أصبح خصما لنا، إختيارات وليد، تمرد الحظ، والمجازفة باللعب بمدافع زجاجي.
يحسب للأسود، أنهم مع بداية الجولة الثانية، باستبدال أوناحي الذي لا يرقص على إيقاعات المطر، بالزلزولي الذي أخذ له مكانا في الرواق الأيسر، وتحول الصيباري للوسط، كتفوا من ضغطهم، ونوعوا من نمط التوغل، لينجح إبراهيم في تخصيب الهجوم العقيم، بتسجيل هدف هو الأول له منذ تسعة أشهر، ثم أعقبه النيزك الجميل الذي أطل به الكعبي في الليلة الماطرة، لحظة كانت بالفعل آسرة في مباراة عامرة بالمشاعر.
لو إعتبرناها ضريبة البداية المضغوطة، التي يكون فيها الفوز أغلى ما هو مبحوث عنه، لقلنا بلا تردد أن الفريق الوطني بدأ الكان بأجمل صورة. ولو كان من سمات البطولية أن يبدأ الفريق البطل المشوار متدرجا في الأداء، لاعتبرنا أن وضع الرجل الأولى على سلم الإرتقاء، قد تم بنجاح، يبقى أن نحصي ما كان من هواجس أطلت بها المباراة، لعل أبرزها، ما نعنيه من كرات يرمى بها في ظهر الدفاع، عندما نكون في حالات الهجوم المكتف والضاغط، ويقتضي ذلك التقدم كثيرا بالخطوط.
طوينا إذا صفحة مباراة جزر القمر، وفي أفقنا تلوح مباراة نسور مالي، والقبض على النسور سيكون بلا شك أصعب من العوم في جزر القمر.
إضافة تعليق جديد