لئن كان هناك فريق عانى ويعاني الكثير من الويلات بسبب آفة الشغب التي تتربص بكرة القدم الوطنية، فإنه بالتأكيد فريق الرجاء البيضاوي، الذي تأكد بالملموس أنه يذهب باستمرار ضحية إما لانقسامات وسط فصائل مناصريه، وإما لوجود مؤامرات يحبكها من يهمهم أن لا يكون الرجاء في القمة.
الكل يذكر أن الصراع الدموي بين فصائل المناصرين خلال الموسم الماضي، هو ما سرع بإقفال مركب محمد الخامس وحكم على الرجاء بإجراء مباريات من دون جمهور، وهذا الموسم أيضا يتكرر ذات السيناريو ولكن في ظروف مختلفة، فالرجاء ينافس على لقب البطولة ويحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى جماهيره ليحقق المبتغى والرجاء.
الغريب أن مباراة مراكش التي حل خلالها الرجاء ضيفا على الكوكب ستكون وبالا على الفريق الأخضر في لحظة مفصلية وحرجة، فخلال هذا اللقاء الذي أنهاه الرجاء متعادلا وخسر خلاله نقطتين ستندلع أعمال شغب وتخريب ممن وصفهم رئيس الفريق سعيد حسبان بالمدسوسين والمسخرين من أجل الإجهاز على الفريق وخدمة أجندات تشتغل في السر، ما جعل لجنة التأديب تسارع إلى فرض عقوبة الويكلو لمباراة واحدة هي التي خاضها الرجاء بالأمس أمام أولمبيك خريبكة، كما فرضت على إدارة الرجاء تأدية مبلغ مهم من أجل تعويض ما لحق من أضرار بمقاعد مركب مراكش، قدرت بحوالي مليون درهم.
إلى جانب هذه الخسارة المالية في وقت عصيب يجتازه الرجاء، كانت هناك خسارة أعمق وأعظم هي خسارة النقاط، فالرجاء ما بين مباراة مراكش أمام الكوكب ومباراة الأمس أمام أولمبيك خريبكة يكون قد خسر بالتمام والكمال 5 نقاط قد يكون لها وقع كبير على سباق التنافس على لقب البطولة.
فمن قصد عن عمد أو عن غير عمد الإساءة للرجاء، وصل بالفعل إلى هدفه لأن ما يجنيه الفريق الأخضر من خراب لا يمكن أن يعوضه أي شيء، حتى تلك الشعارات التي تقول أن الرجاء في الدم؟