بين رونار وزياش الإختلاف و الخلاف أخد أبعادا مثيرة لطالما حذرنا من إمتدادها وتداعياتها على محيط الفريق الوطني.
الفجوة والهوة إتسعتا، والتراشق بين الطرفين عقد الأمور أكثر و لم يعد يتيح مجالات للتدارك والإحتواء، وفي نهاية المطاف الناخب الوطني يخرج على المكشوف ليؤكد أنه ما عاد يطيق الوضع و لن يقبل بحضور و تواجد اللاعب مستقبلا بعرين الأسود.
كيف تفاقم الخلاف؟ ولماذا تضخم ؟ ومن المسؤول عن مآله بهذه الطريقة؟ وما الحل لتطويقه؟ تابعوا الورقة التالية..

إختيار تقني أم خلاف مصطنع؟
منذ الوهلة الأولى وبالضبط شهر فبراير ومارس من السنة المنصرمة وبعد أول تعيين وأول إبحار لرونار بسفينة الفريق الوطني  لعباب أمواج المباريات بالقارة السمراء، قلنا أن السفينة لن تتسع لـلطرفين معا.
بدا والفريق الوطني يواجه الرأس الأخضر عبر فاصل 4 أيام في نزالين فاصلين لضمان التأهل لكأس إفريقيا للأمم 2017 بالغابون، مع تجاهل أي دور لزياش لا ببرايا ولا حتى بمراكش حيث زج به إحتياطيا لربع ساعة فقط، أن رونار لم يؤمن بملكات اللاعب التقنية وهو أمر مردود عليه كون زياش وقبل السفر للرأس الأخضر كان قد أذهل الجمهور في مباراة الكونغو الودية بطنجة وكان بحوزته 5 أهداف كهداف فعلي للمرحلة.أو أن رونار حمل قناعة وحكم قيمة مسبق عن اللاعب وغير مؤمن به داخل صلب مجموعة يريد أن يشيد أركانها على أساس متين من تصميمه وهندسته و هو الخيار الأقرب للواقع والتصديق.
كل هذه المقدمات بين توابل ما هو تقني خالص وما هو سلوكي وإنضباطي حاول رونار وضعها في خلاط كهربائي لتنتج لنا مادة مسمومة عنوانها خلاف مصطنع إنطلق بالتفاهات وسينتهي غاية في التعقيد وتشابك الخيوط.

دعوة فيها خبث كبير
ودون الخوض في تفاصيل ما سيحدث لاحقا ولا ما انتهت إليه الأمور بين الناخب واللاعب ومنها تجاهله في مباريات حاسمة ومنها مباراة الغابون الإفتتاحية برسم تصفيات كأس العالم ورد اللاعب بعدم الحضور في المباراة التالية برسم نفس التصفيات أمام كوت ديفوار، فما اعتبر بداية لمسلسل الشد والجذب بين الطرفين، ودون الخوض في هذه الجزئيات والتي فتحنا على مصراعيها أكثر من قوس وحذرنا من العواقب والتي ستظهر في خلاصة إقصاء زياش من قائمة المسابقة التي رهن لها مستقبله مع المنتخب المغربي على حساب هولندا وهي كأس إفريقيا للأمم، ستتعمق الفجوة وسيبرز الخلاف متجذرا في الأمور غير ذات الطابع المهاري ولا التقني ولا الكروي وتكرست فيما هو شخصي خالص.
وحين ينطق لاعب جهرا ردا على تصريح لناخب وطني كانت فيها تلميحات على إستمرار إقصائه، كونه لن يلبي دعوته مستقبلا وتوجه له بطاقة الدعوة مباشرة بعد هذا التصريح، فهذا هو صلب المشكل وسبب تفاقمه وبدا غير مفهوم أن تكون سياسة اليد الممدودة وهي تنطوي على خبث ومكر كبيرين لتوريط اللاعب.

تصريحات سممت الأجواء
كان بالإمكان حتى في خضم كل هذه التفاعلات أفضل مما كان، وكان بالإمكان إحتواء الخلاف ونسفه من المهد لو أن كل طرف تحلى بالحكمة و الكياسة ولزم قواعده و لم يخرج بتصريحات مسيئة للطرف الثاني.
لا رونار إحترم هيبة ووقار وكاريزما المنصب بكل الصلاحيات المفوضة إليه دونما حاجة لتبريرات قد تسقطه في المحظور ولا زياش تحلى بالهدوء ونأى بنفسه بعيدا عن إستفزازات الإعلام الهولندي الذي كان يتحين أشباه هذه المأدبات والفرص كي يعيث فيها فسادا وهرجا.
في نهاية المطاف سمعنا رونار يتحدث عن خروج اللاعب عن نص المجموعة، عن عدم تناسقه مع متطلبات المرحلة ورمى به نشازا بعيدا عن الفريق وسمعنا زياش يتحدى ويعلن العصيان للعرين الذي اختاره بالتضحيات مادام الثعلب قائما على شؤونه.

كهربة مجانية للمحيط
وحين يدخل اللاعبون على الخط بالسلبية والرعونة التي جسدها بالوضوح وعلى المكشوف المحترفان نبيل درار ويونس بلهندة بشكل قلص من منسوب الإحترام لكليهما وخاصة لدرار الذي نوهنا بمواقفه وتضحياته وحبه للقميص الأطلسي، كونه دخل وبشكل مجاني في مشاحنات مع جمهور قدم تضحيات غالية ليحضر وهو صائم مباراة ودية بلا نكهة، ونصب نفسه طرفا في إشكال بعيد عنه بل ضاعف من حجم الشبهات المحيطة بخلفيات غياب اللاعب.
وحين يوضع الجمهور موضع الإختيار والتعاطف ويعلن نفسه متعاطفا مع زياش ويصيح بإسمه، فهذا و إن كان سياقا مرفوضا في الظرف الحالي إلا أنه يعكس إلى أين بلغت القضية من منزلقات و منعرجات كان بالإمكان تفاديها بقليل من الحكمة.
وأخيرا حين يصرح الناخب على السريع أنه لا مكان لزياش معه و يهدد بالرحيل بسببه فهذا مؤشر على أن محرار التوتر في العالي فعلا.

لقجع على الخط
رئيس الجامعة راقب المشهد وإحترم الإختصاص والصلاحيات، لكنه إلى جانب شخصيات رياضية وسياسية لم يرقه ما شاهده على ملعب أكادير ولم يرقه أن يقع الإلتحام السلبي بين الجمهور وبعض المحترفين وهو أمر ينذر بالأسوأ في القادم من المباريات والإستحقاقات فكان لزاما عليه التدخل.
تدخل لقجع كان صريحا وواضحا وأعلن لأول مرة موقفه في النازلة التي آمن أنها مطلب جماهيري فقال أن اللاعب على إتصال دائم معه و سيحضر قريبا لصفوف الأسود وسيلبي الدعوة وهو ما يتعارض مع تصريحات هيرفي رونار .
لقجع آمن أن زياش مطلب جماهيري هذا من الجوانب المعنوية الشكلية، لكنه كمتتبع وخبير كروي خلص لحقيقة أن زياش يملك حقه ومكانه بصفوف الفريق الوطني وبالأفضلية على بعض محترفي أوروبا.