قدم أولمبيك أسفي موسما متناقضا كما هي عادته في السنوات الأخيرة، حيث لم يكن مستواه مستقرا، وتأرجح بين الإيجابي والسلبي، قبل أن يضمن بقاءه في الدرجة الأولى وتفادي الهبوط لقسم الظل، وتميز موسم القرش بإجرائه نهائي كأس العرش لأول مرة في تاريخه، لكنه فشل في حسمه أمام المغرب الفاسي، كما قاده مدربان، إذ كانت البداية مع هشام الدميعي، ثم جاء بعده أمين بنهاشم.
إستقرار تقني
قرر مسؤولو أولمبيك أسفي الحفاظ على المدرب هشام الدميعي، وكان هذا القرار طبيعيا بحكم النتائج الإيجابية التي سجلها مع القرش، وكذا نجاحه في تفادي الهبوط للدرجة الثانية، كما استطاع أن يكون مجموعة في المستوى قدمت مباريات جيدة بالبطولة.
وراهنت إدارة أولمبيك أسفي على الدميعي من أجل إعادة الفريق  إلى الواجهة، وتجنب السيناريو الذي بات يكرره الفريق في السنوات الأخيرة، إذ غالبا ما يتعذب في الدورات الأخيرة قبل أن يضمن مكانه ويتفادى النزول، لذلك تحمل إبن مراكش مسؤولية كبيرة لتكريس النتائج التي سجلها في بداية تجربته. 
ضاع الحلم
مر أولمبيك آسفي بمحاداة إنجاز كبير، بعد أن بلغ نهائي كأس العرش وسطر لنفسه مشوارا رائعا، فكانت كل مكونات الفريق العبدي تراهن لدخول تاريخ الأندية المتوجة بالألقاب، وتسلق القرش المسفيوي المراتب وتجاوز الأدوار، ذلك أن البداية كان من الدور 32 أمام أولمبيك مراكش، عندما فاز عليه ذهابا بمراكش 4ـ1، وفي الإياب 7ـ1، وواجه الإتحاد القاسمي في الدور 16، وفاز عليه ذهابا 2ـ1 وبهدف للاشيء في الإياب، وانتصر ذهابا في دور الربع على الفتح بثلاثية وانهزم في الإياب بنفس النتيجة، قبل أن يتأهل بضربات الترجيح 4ـ2.
ووصل القرش إلى دور النصف وواجه من خلاله الدفاع الجديدي في مباراة شبه محليه واستطاع أن يحسم بطاقة التأهل، بعدما انهزم في الذهاب بأرضه بهدف للاشيء، لكنه استطاع أن يفوز في الإياب بنفس النتيجة، قبل أن يحسم المباراة بضربات الترجيح (3ـ0)، ليواجه في النهائي المغرب الفاسي، حيث كانت كفة القرش مرجحة خاصة أن الفريق الفاسي يمارس في الدرجة الثانية، لكن ذلك لم يشفع له ليحقق مبتغاه، إذ فاجأهم النمور، حيث انتصروا بهدفين لواحد، لتضيع فرصة ثمينة على الأولمبيك للقبض على أول لقب في تاريخه.
الدميعي خارج القلعة
أصاب ضياع لقب كأس العرش مكونات أولمبيك آسفي بكثير من الإحباط، خاصة أن كل المكونات كانت غير مستعدة لضياع اللقب، لذلك أدى المدرب هشام الدميعي ثمن ذلك، حيث تعرض لانتقادات كثيرة.
والواقع أن خسارة النهائي أمام المغرب الفاسي لم تكن وحدها سبب تعرضه للإنتقادات، بل أن نتائج الفريق في البطولة هي الأخرى لم تكن مستقرة، فكان دافعا ليتم الطلاق بين الطرفين وغادر الدميعي القلعة المسفيوية وهو الذي بدأ مشواره مع الفريق في نهاية الموسم قبل الماضي ومكنه من ضمان البقاء، لذاك كان من الطبيعي أن يواصل مشواره، قبل تتوقف مسيرته بعد نهائي كأس العرش.
بن هاشم والمهمة الصعبة 
كان على المكتب المسير لأولمبيك أسفي البحث عن مدرب جديد خلفا لهشام الدميعي، والأكيد أن مهمة المدرب الجديد لم تكن سهلة، حيث كان أمام فريق مكلوم على المستوى النفسي لضياع لقب مهم، كما أن النتائج لم تكن جيدة وكان يحتل المراكز الأخيرة.
واختار مسؤولو أولمبيك أسفي التعاقد مع أمين بنهاشم ليقود الفريق إلى نهاية الموسم، فواجه تحديا صعبا جراء المسؤولية التي كانت ملقاة على عاتقه والتي تتمثل في إنقاذ القرش من النزول للدرجة الثانية، علما أن هاجس بنهاشم كان هو عدم تكرار تجربته مع جمعية سلا، عندما تعاقد معه في وسط الموسم، لكنه فشل في الحفاظ على مكانته بالدرجة الأولى وعاد سريعا لقسم الظل، فيما كانت تجربته الأخيرة ناجحة، وصعد باتحاد طنجة للدرجة الأولى.
وتحقق الأهم
بدأ المدرب أمين بنهاشم رحلته بنتائج إيجابية في الدورة العاشرة، إذ كان  مطالبا بالمصالحة مع الإنتصارات كخطوة أولى، وتجاوز الضغط، فسجل ثلاثة انتصارات متتالية وبنفس النتيجة، أي بهدف دون مقابل على الفتح الرباطي وبعده على الكوكب المراكشي ثم أولمبيك خريبكة، ثم عاد في مباراته الرابعة بتعادل ثمين أمام الوداد بهدف لمثله.
وكان لهذه النتائج مفعولا إيجابيا كبيرا على الفريق، فعادت الثقة للجميع، واستطاع أن يهرب من المنطقة المكهربة التي كانت تهدده، وتوالت نتائجه الإيجابية، لينجح القرش المسفيوي في ضمان بقائه بالدرجة الأولى مبكرا، وتفادي الدخول في متاهة حسابات الدورات الأخيرة.