بحصيلة تقنية كارثية أنهى المغرب التطواني موسمه الكروي في المرتبة 12 برصيد 34 نقطة حصدها من 9 فوزا و7 تعادلات و14 هزيمة، موسم دراماتيكي بكل المقاييس، إذ انتظر الفريق حتى الدورة 29 من عمر البطولة الوطنية ليضمن بقاءه بصعوبة بالغة عندما فاز على أولمبيك أسفي على أرضية ملعب سانية الرمل بتطوان، هذه النتائج الكارثية لا توازي طموحات جماهيره التي لم تعد ترضى بأن يلعب فريقها أدوارا ثانوية، لكن خلال الموسم المنتهي إختلفت فيه الأمور وعاش الفريق في دوامة أزمة مالية خانقة ساهمت برحيل مجموعة من اللاعبين المميزين لإنعاش خزينته.
والحديث عن المغرب التطواني وحصيلته هذا الموسم يحيلنا عن الكثير من المتناقضات وعلى مسيرة تميزت في غالبها بمراحل من المد والجزر على مستوى النتائج، وعاش الفريق لحظات جد صعبة وعاكسه الحظ في بعض الأحيان على مستوى البطولة الوطنية الإحترافية اتصالات المغرب، ولم تكن بداية نتائجه في الحسبان بعدما وضيع العديد من النقاط كانت في المتناول، نتائج جعلت الأنصار يضعون أياديهم على قلوبهم وأدخلتهم مرحلة الشك حتى الدورة 29 لينجو الفريق من مخالب النزول بأعجوبة.
الإستقرار التقني ودعم الصفوف
كعادته كان المغرب التطواني واحد من الفرق المرشحة للمنافسة على لعب أدوار طلائعية والمنافسة على لقب البطولة الوطنية الإحترافية في نسختها السادسة، باعتباره الفائز بلقبين له في ظرف ثلاث مواسم وأيضا بسبب الإستقرار الذي راهن عليه سواء على مستوى طاقمه التقني بتجديد الثقة في المدرب الاسباني سيراج لوبيرا وباقي طاقمه، وكذلك من خلال الإحتفاظ ببعض العناصر الأساسية (أبرهون - الميموني- الخلاطي - اليوسفي - نعيم - سلمان ولد الحاج - كروش - الموساوي - لكحل..) التي حققت الإستثناء في المواسم الأخيرة، بل إن الفريق دعم صفوفه بعناصر لم تكن أهلا للثقة التي وضعت فيها (حجي - بوموس - الاسماعيلي - التسولي) ولم يقدموا ما كان منتظرا منهم نظرا لمحدودية إمكانياتهم التقنية بالرغم من التجربة الكبيرة التي راكموها في البطولة الوطنية باستثناء المهاجم ياسين الصالحي الذي لعب 10 مباريات واستطاع تسجيل 5 أهداف ليكون اللاعب الوحيد الذي قدم ما كان منتظرا منه، وبهذه الترسانة البشرية راهن التطوانيون على الذهاب بعيدا في البطولة إلا أن الأمور ستنقلب رأسا على عقب.
بيع نجوم الفريق
نظرا للضائقة المالية الخطيرة التي كان يتخبط فيها المغرب التطواني ورغم مناداة الجماهير التطوانية بعدم التفريط في ركائز الفريق، إلا أن إدارته كانت لها رأي آخر، حيث فضلت بيع نجوم الفريق من بينهم المدافع أنس لمرابط وعبد العظيم خضروف اللذين إلتحقا بالوداد البيضاوي ولاعبون إنتهت عقودهم من دون أن يفلح الفريق في تجديدها ويتعلق الأمر بالمهاجم يونس الحواصي الذي إلتحق باتحاد طنجة وزميله يونس بلخضر الذي إنتقل للوداد البيضاوي، في حين تم تسريح كل من المدافعين بلال زريوح الذي إنضمى للمغرب الفاسي ثم شباب خنيفرة ويوسف بوشتة الذي حمل ألون مولودية وجدة، وأمام استحالة إيجاد مخرج للأزمة المالية سيقوم الفريق بإعارة مرة أخرى لاعبين من العيار الثقيل وهم مابيدي الذي إلتحق بالبطولة الليبية وبالضبط بنادي الأهلي الليبي وياسين الصالحي الذي دخل تجربة البطولة الإماراتية الممتازة بقميص الظفرة، وأمام هذا النزيف لم يستطع الفريق التطواني إيجاد لاعبين بمواصفات عالية ليعطي الأولوية للاعبين الشباب الذين ما زال ينقصهم الشيء الكثير لحمل قميص الفريق، هذا التفريط سيتدفع الحمامة من خلاله فاتورة غالية كادت أن تعصف به إلى الهاوية.
إنطلاقة خاطئة 
كان من المفروض أن يواصل المغرب التطواني مسيرته الناجحة على غرار المواسم السابقة وتأكيد أحقيته بنيل لقبين للبطولة الوطنية الإحترافية في مناسبتين وكان يدرك جيدا أن هذا الموسم لن يكون سهلا لكون عدة أندية هيأت نفسها بشكل جيد وأعلنت صراحة منافستها على الدرع مثل الوداد البيضاوي والدفاع الجديدي والرجاء البيضاوي ونهضة بركان واتحاد طنجة، لذلك كان من الصعب منافسة هذه الأندية التي عززت صفوفها بلاعبين جيدين.
البداية كانت خجولة لكون الفريق كان في طور اكتشاف الموسم وحصل على نتائج غير مستقرة وضيع العديد من النقاط سواء داخل ميدانه أو خارجه وبذلك يكون الفريق قد خالف كل التوقعات وتأكد بالملموس بأن هناك العديد من الأشواك والمعطيات التي سيجدها في طريقه، لقد حاول المدرب الإسباني لوبيرا تصحيح الأخطاء وإعادة الفريق إلى السكة الصحيحة لكنه فشل وزادت المتاعب دورة بعد أخرى وتوترت الأعصاب بين اللاعبين والمدرب، وما زاد من حجم صعوبة المأمورية للمجموعة ككل كثرة الأخطاء الفردية، ففي كل مباراة كانت هناك هفوة قاتلة بخط الدفاع وإهدار الفرص في منطقة الخصوم كنتيجة حتمية لارتباك كبير بسبب انعدام الإنسجام وتعنت النتائج، لكن مع مرور الدورات سيحقق الفريق التطواني في مرحلة الذهاب نتائج لابأس بها، إذ حقق الفوز في 6 مباريات (خريبكة - بركان - الجيش - القنيطرة - تادلة - طنجة) وتعادل في4 (الكوكب - خنيفرة - أسفي - الفتح) وانهزم في 5 مباريات (الوداد - الحسيمة - الجديدة - الرجاء - أكادير).
حلم يبتعد
بدأ حلم المنافسة على اللقب يبتعد دورة بعد أخرى بعد أن تراجعت نتائج الحمامة مجددا ولم تعد تقو على مقارعة الفرق الكبرى لتدمن الهزائم أدخلت الشك للأنصار والمحبين الذين طالبوا في أكثر من مرة برحيل المدرب لوبيرا، لكن الإدارة التقنية كانت لها رأي آخر وتشبتت به حتى الدورة 26.
إياب كارثي بكل المقاييس
في فترات من بطولة الموسم المنتهي تراجع عطاء عدد من اللاعبين بشكل ملفت للانتباه وخاصة تورط المغرب التطواني خلال مرحلة الاياب في سيل من النتائج السلبية بعدما توالت الهزائم، وبخصوص عريضة فمن أصل 15 مباريات في الاياب انهزم الفريق في 9 (الكوكب - خريبكة - الوداد - بركان - الجديدة - القنيطرة - الرجاء - طنجة - أكادير) وتعادل في 3 (خنيفرة - الجيش - الفتح) وفاز في 3 (الحسيمة - تادلة - أسفي)، وبهذه النتائج جاءت مرحلة الإياب كارثية بكل المقاييس جمع فيها الفريق 12 نقطة في 15 مباراة كانت كافية لتدخله ضمن خانة الفرق المهددة بالنزول.
المركز 12 بعد جهد جهيد
بصعوبة بالغة استطاع المغرب التطواني الحفاظ على مكانته ضمن الكبار ولم يتأت له ذلك إلا في الدورة ما قبل الأخيرة، عندما فاز بصعوبة بالغة على ضيفه أولمبيك أسفي بهدف واحد لصفر تحت قيادة الثنائي جمال الدريدب وأمين الرباطي الأذن عوضا المدرب لوبيرا الذي تم إقالته مباشرة بعد الهزيمة الثقيلة أمام الرجاء البيضاوي برسم الدورة 26 من البطولة الوطنية الإحترافية اتصالات المغرب.
الأرقام في الميزان
حصل المغرب التطواني خلال الموسم المنتهي على 34 نقطة ضمنت له البقاء ضمن الكبار، وقد جمعها من 9 فوز و7 تعاملات و14 هزيمة سجل خط هجومه 30 هدفا ودخلت مرماه 37 هدفا، داخل الميدان من أصل 15 مباراة فاز 7 مباراة وتعادل 2 مباريات وانهزم في 6، وخارج الميدان من أصل 15 مباراة فاز في 2 مباريات وتعادل في 5 وانهزم في 8. وكان بإمكان الفريق أن تكون وضعيته أحسن بكثير لو تم تغيير المدرب لوبيرا في الوقت المناسب.
مستقبل غامض ومصير مجهول
مستقبل غامض ذاك الذي ينتظر المغرب التطواني بسبب الأزمات الخانقة التي تلقي بظلالها القاتمة على كاهل  الفريق الذي يعيش حاليا وضعا مقلقا ومعقدة على كافة المستويات، خاصة على المستوى البشري، إذ تعرض الفريق للموسم الثالث على التوالي للإستنزاف وفرط في أجود لاعبيه، وعلى المستوى المادي يعاني المغرب التطواني من أزمة مالية خانقة سيكون لها تأثير كبير على مستقبله إذا لم تتحرك الجهات المسؤولة لإيجاد الحلول المناسبة.