لم يختلف الموسم الكروي عن المواسم السابقة بالنسبة للكوكب المراكشي، حيث عجز فرسان النخيل عن رسم الإحتفالية والركض نحو الصفوف الأمامية، بعد أن تحولوا إلى لقمة صائغة للخصوم خلال الشطر الأول من البطولة، فيما كان الشطر الثاني بدون طعم بدليل أن الفريق لم يسع إلا لتأمين البقاء، النتائج متواضعة بداخل الميدان وخارجه والأداء الراقي الذي كانت تنشده الجماهير المراكشية غاب، وأسطوانة الضائقة المالية المشروخة ترددت مرة أخرى، ورقصة المدربين حصلت في أربع مناسبات، فكانت الحصيلة متواضعة طيلة الموسم. 

4 مدربين في موسم واحد
دون سابق إنذار وبسبب النتائج السلبية وحالات الإستعصاء والتوقف عن الإنتصارات التي رسمت مسيرة فارس النخيل خلال الموسم المنصرم، تم الإنفصال عن المدرب حسن بنعبيشة قبل نهاية مرحلة الذهاب ليتم تعويضه بفؤاد الصحابي الذي وجد صعوبات في تدبير التركة الثقيلة من الهزائم والإنتدابات العشوائية التي بلغت 23 لاعبا دون أن يتحسن الأداء ليغادر الصحابي الذي خلفه أحمد البهجة فيما كانت مرحلة يوسف مريانة حاسمة لتأمين البقاء بعد أن حصد ثلاثة إنتصارات متتالية في الدورات الأخيرة والتي جعلته يتفادي السقوط قبل أن يمنى بهزيمة أمام الوداد الفائز باللقب في مباراة شكلية للفريقين.

أعطاب فارس النخيل
كاد فارس النخيل أن ينزل لقسم المظاليم بسبب أخطاء إدارية وتقنية إذ لم يجد مسؤولو الفريق غير شماعتي العوز المالي وإنهاك اللاعبين بسبب مشاركتهم في كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، فالكوكب الذي لم يمنح للاعبيه فترة راحة إسترجاع الطراوة البدنية قبل أن يدخل الفريق غمار البطولة، ظل يواصل تداريبه بالمدينة الحمراء قبل أن يرحل لمدة أسبوع فقط صوب أكادير بـ 40 لاعبا منهم الرسميون وآخرون خضعوا للإختبار، فكانت هذه العوامل دالة على غياب رؤية إستراتجية واضحة كادت أن تهوي بالفريق إلى الأسفل.

لعنة البداية 
مع إنطلاق المنافسات الرسمية خيم التواضع على نتائج الفريق وأدائه وسط ذهول الجمهور المراكشي التي رأى أن الكوكب طيف فريق ليس إلا، وفي الوقت الذي كان ينتظر أن تتحسن النتائج ويتجاوز الفرسان مرحلة الفراغ بشكل سريع، بيد أن النتائج السلبية توالت ليتسع فارق النقاط عن مقدمة الترتيب ولتكبر الهوة بين الفارس وأنصاره، وكان من نتائج 

ما سبق أن 
إرتفع الضغط على اللاعبين وعلى المدرب وكذا على المكتب المسير، إذ ظهر أن الفريق يغرق في أسفل الترتيب وهو ما عصف بالمدرب حسن بنعبيشة، قبل أن يتقرر إسناد المهمة لفؤاد الصحابي كرجل للمرحلة وهو الذي حوّل واقع الكوكب إلى مشرحة عدّد داخلها أخطاء قاتلة كادت أن تعلن عن موت سريع للفريق.
مدربو الكوكب كثيرا ما إصطدموا بإكراهات عديدة منها المادي والبشري والتقني وهم يتسلمون هدية سفينة الكوكب الغارقة التي تتلمس شط النجاة الذي لم يحصل إلا في الدورات الأخيرة بعد أن إنتــفض الأنصار وبدا أن فارس النخيل يواجه خصومه بمراكش كما لو أنه يلعب خارج الميدان بعد أن عزف الجمهور عن حضور المباريات مما إنعكس سلبا على معنويات اللاعبين.

دفاع مختل وهجوم عقيم
إستقبل الكوكب عددا كبيرا من الأهداف فكان دفاعه من أضعف الخطوط في البطولة مما جعل المدربين لايستقرون على حال في الحفاظ على توليفة قارة، ففي حراسة المرمى إستهل بنعبيشة الموسم معتمدا على الحارس أوزوكا فيما إعتمد المدرب الصحابي على الشاب بن التومي لدورات عديدة، أما المدرب أحمد البهجة فقد كلف محمد عقيد لحراسة عرين فارس النخيل وحين أصيب أقحم علاء المسكيني في مباراة وحيدة ليتم الاعتماد بشكل كامل على عقيد من طرف يوسف مريانة. الأخير فضّل اشراك الظهير الأيسر خالد السقاط في قلب الدفاع وزكرياء ناسيك في الرواق الأيسر فيما تم الإحتفاظ بالثوابت داخل رقعة الوسط المتكون من جمال أبرارو وجمال إمغري ومحمد الفقيه و«الجوكر» زايا الذي يلعب تارة مدافعا أيمن أو أيسر أو قلب دفاع أو لاعب وسط.  
وخيب هجوم الكوكب المراكشي أمال جماهير الفريق في الوقت الذي عجزت فيه العناصر التي تلعب في الخط الأمامي والمشكلة من المهدي الهاكي ويونس رشيد وياسين الذهبي ووسام البركة إلى جانب ظهور عابر لرضا الله الغزوفي ويوسف العياطي، غير أن ما ميّز الخط الأمامي للكوكب هو تأثر اللاعبين بالإصابات في الوقت الذي لازم فيه آخرون دكة الإحتياط بعد أن كانوا لاعبي طوارئ من قبيل ليثأر عبد الإله عميمي في الدورات الأخيرة لنفسه  بعد أن تم تهميشه لدورات. 

شبان الكوكب خارج الإهتمام
يعاب على الكوكب المراكشي إهماله لمنتوج مركز تكوين الفريق، ذلك أن تبرير الأطر التقنية القاضي بعدم إقحام شبان النادي يرجع للوضعية التي إحتلها فارس النخيل غير أن ظهور لاعبين من النادي كان خافتا حيث ظهر محمد الروحي والحارس بن التومي وسعد أكوزول فيما تم الإعتماد على خريجي أكاديمية محمد السادس من قبيل زكرياء ناسيك وفهد الضيفي ومحسن الصمايكي.
لكن من خلال التعاقدات التي أقدم عليها الكوكب يظهر أن الكوكب لايعول على لاعبي فريق الأمل خلال الموسم القادم بدليل أن مفاوضات جارية بين إدارة الكوكب وشباب بنجرير الصاعد للقسم الثاني لإستعارة محمد الروحي وياسين الجوبي والنوري وبوفضيل وبومكاي.