للناس فيما يعشقون مذاهب، وللاعبين عشق خاص للتميز والإنفراد، ليس فقط باللعب وإنما ب«اللّوك» والمظهر الذي يسهرون عليه أحيانا بدقة أكثر من حرصهم على التداريب وتصحيح العيوب.
«خالف تعرف» لا تنطبق على نجوم الرياضة وكرة القدم خاصة، وإنما يخالفون المعتاد في منافسة شديدة على جذب الأنظار وخلق موضة ينساق وراءها المعجبون ويحاكيها الشباب، وتتصدر العناوين أحيانا قبل عناوين أجواء التباري والمباريات.
فنجوم كرة القدم في كل مباراة أو بطولة يطالعونا بتسريحات مجنونة وقصات شعر غريبة تثير الجدل وتجذب إهتمام المصورين والمهوسين، ولعلنا نتذكر قصات الإنجليزي ديفيد بيكهام والبرازيلي رونالدو والنيجيري تربو ويست والكولومبي فالديراما الغريبة، والتي أبوا إلا أن يظهروا بها في كؤوس عالمية سابقة.
أسرار كثيرة وراء قصات شعر اللاعبين، فمنهم من حاول من خلال قصة شعره لفت الأنظار أو من أجل «اللوك والإستايل» أو لكونه مغرما بنجم ما فحاول تقليده أو للتسلية، كما دخل عامل التفاؤل والتشاؤم في قصات الشعر.
يعتبر ديفيد بيكهام واحدًا من أبرز لاعبي كرة القدم في التاريخ الحديث، الذي يهتم بقصات شعره المختلفة، والتي إستطاع من خلالها جذب جميع وسائل الإعلام في العالم، وحاول عدد كبير من الشباب واللاعبين تقليد النجم الإنجليزي.
فظهر بيكهام بعدد كبير من قصات الشعر منذ بدايته مع مانشستر يونايتد عام 1996 وحتى 2014، والتي جاءت لأسباب عديدة، من أهمها الظهور «بإستايل» مختلف أو من أجل إعلان ما، لذلك يعتبر «بيكهام» اللاعب الوحيد في العالم الذي جرب جميع قصات الشعر. 
ويأتي البرتغالي كريستيانو رونالدو كواحد من عشاق التميز والمدمنين على الحلاق، وتأتي أغلب قصات شعره من أجل الظهور ب»نيولوك» جديد فقط، إلا في بعض الأحيان القليلة التي حاول فيها الدون توصيل رسالة للعالم، والتي ظهر بها في إحدى المباريات بالليغا وتشير إلى السلام والهدوء للمحارب بعد المعركة، ومن أغرب ردود الفعل حول قصة شعر «كريستيانو» هو تصريح مصفف الشعر الخاص به حينما قال بأنه يتمنى أن يذهب كريستيانو للتدريب أكثر مما يأتي عنده، إلى جانب التصريح المستفر لرئيس الفيفا السابق جوزيف بلاتير الذي أشار أن عميد المنتخب البرتغالي ينفق أموالا أكثر من الأرجنتيني ليونيل ميسي على تصفيف شعره.
وهناك عدد من قصات اللاعبين أزعجت إدارة وجماهير النادي، وهو ما حدث مع نيمار لاعب برشلونة، والذي طالبت إدارة فريقه بالتعقل في قصات شعره خاصة على الأقل في الأشهر الأولى للاعب مع البلوغرانا، وهو الأمر الذي وافق عليه نيمار.
ولم يختلف الحال كثيرًا لدى هداف ميلان الإيطالي المنحدر من أصول مصرية ستيفان شعراوي بعد أن غضب رئيس الوزراء الإيطالي السابق والرئيس السابق للنادي سيلفيو برلسكوني، وذلك وفقًا لما أعلن عنه سيباستيان موسيلو مصفف الشعر الخاص بلاعبي ميلان، وهو الأمر الذي رفضه شعراوي وإعتبره تدخلا في خصوصياته.
أما السلوفاكي مارك هامسك لاعب نابولي الإيطالي فتصنف قصة شعره ضمن قائمة الأغرب في التاريخ بعد أن قص شعره على شكل سحلية.
ويعتبر الفرنسيون من بين عشاق التسريحات العجيبة، ويضم منتخب الديكة عدة أنواع من القصات بدءا من تسريحة أولفيي جيرو، وأنطوان غريزمان، وباكاري سانيا وماتيو ديبوشي وفالبوينا، وأغرب الأنواع ما يتميز به بول بوغبا الذي لا تكاد تمر مباراة دون أن يظهر بلوك جديد وألوان غريبة ورسوم عجيبة، ويعتبر من بين أكثر اللاعبين في العالم حرصا على المظهر وأكثرهم إرتدادا على مصففي الشعر.
ويحرص الأفارقة بدورهم على التميز سواء بتلوين شعرهم بألوان خضراء وحمراء، أو كتابة أرقام وشعارات كما يفعل منذ سنوات عميد المنتخب الغاني أساموا جيان، إلى جانب إتباع بعضهم لخطوات وتسريحات نجوم أوروبيين يعشقونهم ويتابعونهم داخل وخارج أرضية الملعب.
لاعبو شمال إفريقيا لا يخلقون أشياء إستثنائية ويعتبرون عادة من هواة التقليد الأعمى أحيانا، وترى الكثير منهم يقلد هذا النجم البرازيلي أو الإنجليزي، ويتردد قبل كل مباراة على الحلاق لوضع تسريحة شعر يتميز بها وتظهره كعارض أزياء أو نجم «ستايل»، غافلا أنه لاعب كرة القدم بالدرجة الأولى وغير مسموح له بالتهاون أو تفادي ضرب الكرة بالرأس مثلا لعدم إرباك وإفساد ما قام به لشعره خلال وقت ليس بالقصير قبل اللقاء.
هذا ويعد الخليجيون الأكثر صرامة فيما يتعلق بموضة «الشعر والتسريحات»، إذ فرضت إتحادات الكرة في كل من الإمارات والسعودية في السنوات الأخيرة عقوبات مالية وإنضباطية على اللاعبين الذين يبالغون في العناية بشعرهم ويقومون بقصات مثيرة وعجيبة منافية للشعائر الدينية حسبهم.