منحة دسمة تغري القلاع الكروية العربية العريقة
الفتح يعبر أولى المسالك بلقاء الزمالك
النصر يمثل حلم السعوديين في مواصلة الريادة

تنطلق البطولة العربية للأندية اليوم السبت، إذ عادت بعد توقف دام 5 سنوات، وستنظم فوق أرض الكنانة بمصر نسخة ستكون من دون شك مغايرة عن سابقاتها، لا من حيث الجوائز التي وضعها الإتحاد العربي لكرة القدم، أو من حيث المنافسة بحضور أندية عربية من الطراز الرفيع، لذلك سيحاول تركي بن خالد رئيس الإتحاد العربي أن يكسب لهذه النسخة إشعاعا آخر، وبدء صفحة جديدة يتوخى من خلالها المنظمون نجاحا كبيرا على جميع المستويات.

بحثا عن  العالمية
يحلم الإتحاد العربي لكرة القدم يوما ما أن يجعل من هذه المنافسة ذات صيت عالمي، يضاهي أكبر المنافسات العالمية للأندية، والظاهر أن المشاكل التي تعتري هذه المنافسة جعلتها تفشل في تحقيق الأهداف المتوخاة، خاصة على  المستوى الدولي، فرغم أن أول نسخة كانت عام 1982، إلا أن الإتحاد العربي في تنظيمها في 25 مناسبات، لذلك يبقى هذا العدد قليلا مقارنة مع ضربة بداية تنظيمها، بسبب توقفها في العديد من المناسبات لأسباب مختلفة.
ويبقى الهاجس  المالي من أكبر المشاكل التي كان يعاني منها الإتحاد العربي فيجد أولا صعوبة في ضمان سيولة مالية كبيرة للأندية أكان على مستوى الجوائز المالية أو المستشهرين، وكذا على مستوى توقيت تنظيمها، ثم الأندية المشاركة، فغالبا ما كانت مجموعة من الأندية العربية الوازنة ترفض المشاركة فيها لعدم اعترافها دوليا، كل ذلك كان يعرقل سير المنافسة العادي، رغم أن مجموعة من النسخ لاقت نجاحا كبيرا.
بداية محتشمة
الزمن سنة 1982 والمكان العراق، والموعد ضربة بداية منافسة البطولة العربية للأبطال، وعرفت هذه النسخة مشاركة فقط ثلاثة أندية، وهي الشرطة العراقي والنجمة اللبناني والأهلي الأردني، وجرت البطولة في بغداد بنظام البطولة، وفاز بأول النسخة صاحب الأرض والجمهور نادي الشرطة العراقي، إذ انتصر  على النجمة بهدفين للاشيء، وتعادل في المباراة الثانية أمام الأهلي الأردني بهدفين لمثلهما، فيما فاز النجمة على الأهلي.
بعد النسخة الأولى المخيبة للآمال إستضافت الدمام السعودية النسخة الثانية سنة 1984، وكانت الآمال معلقة على هذه النسخة لتلقى النجاح، خاصة أنها عرفت حضور أكبر من النسخة الأولى بمشاركة أربعة أندية، وهي النادي القنيطري والإتفاق السعودي والرفاع البحريني والأنصار اللبناني وجرت بنظام الدوري واستطاع صاحب الأرض والجمهور أن يحسم اللقب، بعد أن تصدر الترتيب بـ 5 نقاط من انتصارين وتعادل واحد، وجاء النادي القنيطري في المركز الثاني بـ 4 نقاط من فوزين وتعادل والرفاع البحريني بنقطتين من خسارة وتعادلين، ثم العهد اللبناني في المركز الأخير لنقطة واحدة بخسارتين وتعادل.
بعيدا عن الخليج
تواصلت المنافسة بانتظام وأقيمت سنة 1985 بالعراق وفاز باللقب نادي الرشيد، فيما احتل اتحاد الحرش الجزائري المركز الثاني، وإذا كانت النسخ الماضية قد ذارت رحاها في دول الخليج، فإن نسخة 1986 نظمت لأول مرة خارجه، حيث انتقلت إلى تونس، وارتفع عدد المشاركين فيها إلى 5 أندية، وهي الرشيد العراقي بطل النسخة السابقة والترجي التونسي صاحب الأرض والجمهور، والهلال السعودي والعربي الكويتي والجيش السوري.
وفاز نادي الرشيد بلقب البطولة للمرة الثانية على التوالي، بعد أن جمع ثمانية نقاط من أربع انتصارات بدون أي خسارة، تلاه الترجي التونسي بخمسة نقاط، بينما حل الهلال السعودي ثالثا بأربعة نقاط، والعربي الكويتي رابعا بثلاثة نقاط، وجاء الجيش السوري في المرتبة الأخيرة الخامسة من دون نقاط بعد أن خسر في جميع مبارياته.
الرشيد يتفوق عربيا
تواصلت المنافسة بانتظام، ونظمت السعودية نسخة 1987، غير أن الجديد كان هو تزايد عدد المشاركين، حيث ارتفع إلى 8 أندية، بعد إجراء أدوار تمهيدية قبل الوصول لهذا العدد، وبالتالي تم توزيعهم إلى مجموعتين، تضم كل مجموعة 4 أندية، ويتأهل فريقين عن كل مجموعة إلى دور النصف.
وشارك في هذه النسخة كل من الرشيد والجيش العراقيين والنجم الساحلي التونسي ونادي فلسطين والإتحاد السعودي والترسانة المصري والعربي القطري وتيزي وزو الجزائري والهلال السعودي.
وتألق الرشيد العراقي وتخصص في خطف اللقب العربي، إذ توج للمرة الثالثة على التوالي، فانتصر في نصف النهائي على تيزي وزو الجزائري برباعية نظيفة، وفي النهائي على الاتحاد السعودي بهدفين لواحد، فيما احتل الافريقي التونسي المركز الثاني.
وكسرت الكرة السعودية شوكة الكرة العراقية في نسخة 1988، بعد أن استطاع الإتفاق السعودي أن يعيد اللقب إلى خزانته وحسمه لصالحه.
أبطال العرب في ضيافة المغرب
حطت البطولة العربية لأول مرة الرحال بالمغرب في نسخة 1989، فبعد تونس كأول بلد ينظم المنافسة العربية خارج الخليج، تشرف  المغرب بتنظيمه واحتضنت الدارالبيضاء المجموعة الأولى، فيما احتضنت مراكش المجموعة الثانية، وكانت الأنظار موجهة للوداد البيضاوي الذي كان مرشحا للفوز، خاصة أنه كان يضم لاعبين متألقين من طينة موسى نضاو وجيلالي فاضل وبنعبيشة والداوي وفخر الدين رجحي وغيرهم.
ممثل الكرة المغربية لم يضيع الفرصة وأبى إلا أن لا تخرج الكأس العربية من المغرب، وتسلق الأدوار إلى أن بلغ النهائي الذي أجري في مدينة مراكش، وسحق الهلال السعودي بحصة 3ـ1، فكان اللقب الأول للكرة المغربية على مستوى الأندية الفائزة بالبطولة، لينضم إلى الأولمبيك البيضاوي وأولمبيك خريبكة اللذين فازا باللقب العربي على مستوى الأندية الفائزة بالكأس.
توقف وانطلاقة
توقفت مجددا البطولة العربية لثلاث سنوات، حيث استأنفت عام 1992، ونظمت هذه النسخة في قطر، وعادت الكرة السعودية لتبسط سيطرتها مجددا، وفاز نادي الشباب باللقب وانتصر على العربي الكويتي بهدفين للاشيء في المباراة النهائية.
ونظمت تونس للمرة الثانية نسخة 1993، إذ لم تضيع مجددا الفرصة، حيث حسم اللقب نادي الترجي بعد فوزه على المحرق البحريني بهدف للاشيء في النهائي.
ولم تتخلف المنافسة طيلة فترة التسعينيات، وواصلت حضورها كل موسم، حيث سيطرت الكرة السعودية في هذه الفترة، ففاز الهلال السعودي بنسختي 1994 و1995 بعد انتصاره في النهائي على كل من الاتحاد السعودي بضربات الترجيح (4ـ3) بعد نهاية الوقت القانوني بالتعادل من دون أهداف، والترجي التونسي بهدف للاشيء، فيما نظمت في نسخة 1996 بمصر وفاز باللقب الأهلي المصري متفوقا على الرجاء 3ـ1، قبل أن تعود لتونس، ليفوز به اللقب الترجي التونسي منتصرا على الاهلي بهدف للاشيء، لتستمر المنافسة إلى غاية 2001، وفاز بها السد القطري، حيث ستدخل المنافسة عهدا جديدا منذ 2002.
بطولة أميرية
تغير إسم المنافسة وباتت تحمل إسم الأمير فيصل بن فهد، وكانت النسخة الجديدة عام 2002 التي نظمت في السعودية، وعرفت مشاركة 8 أندية ووزعت على مجموعتين، الأولى ضمت الاتحاد السعودي والملعب التونسي والقادسية السعودية والأولمبي الليبي، أما المجموعة الثانية فضمت الأهلي السعودي والمغرب الفاسي والنادي الإفريقي التونسي والأهلي البحريني.
وفاز الإفريقي على الاتحاد السعودي بـ 4ـ2، فيما فاز الأهلي السعودي على الملعب التونسي بهدفين لواحد، وكان الحوار سعودي وتونسي في النهائي، وحسمه الأول بعد فوز الأهلي على الإفريقي بهدف للاشيء.
واحتضنت أرض الكنانة مصر نسخة 2003 وعرفت مشاركة 10 أندية، ووزعت على مجموعتين، وشهدت الأولى حضور كل من الاتفاق السعودي، الرجاء البيضاوي، إنبي المصري، الرفاع البحريني والفيصلي الأردني، وتأهل عن هذه المجموعة كل من الاتفاق والرجاء، فيما عرفت المجموعة الثانية تواجد كل من الكويت الكويتي والزمالك المصري واتحاد الجزائر والجيش السوري والشرطة العراقي، وتأهل الكويت الكويتي والزمالك عن هذه المجوعة.
مباراة النصف الأولى حسم نادي الكويت بفوزه على الرجاء بثلاثية نظيفة، فيما حسم الزمالك مباراة النصف الثانية، وفاز على الإتفاق 3ـ1، وعاد نفس الفريق المصري ليحسم اللقب بعد فوزه على الإتفاق بهدفين لواحد، حيث توج الزمالك بأول لقب له في المنافسة.
منافسة برعاية جديدة
دخلت المنافسة مرحلة جديدة على المستوى التسويقي، فكان الهاجس المالي من الأمور التي كانت تقض مضجع المنظمين، وبالتالي جاءت شبكات تلفزيون العرب وصاحبها محي الدين صالح  كامل، وعرفت هذه النسخة مشاركة 32 فريقا، وجرت المباريات عبر أدوار تمهيدية إلى النهائي، بنظام الذهاب والإياب، وكان الراعي الرسمي يختار الأندية بحسب شعبيتها وقيمتها على الصعيد العربي، ورصد جوائز مالية مغرية مقارنة بالنسخ السابقة، وذلك بقيمة مليون دولار للفائز باللقب.
وكان النادي الصفاقسي التونسي أول فائز بالمنافسة في ثوبها الجديد على حساب الاسماعيلي المصري، حيث تعادل في الذهاب من دون أهداف، وفاز في الإياب بضربات اترجيح (4 ـ 2).
إستمرت المنافسة تحت رعاية شبكة راديو العرب، ورغم أن بعض الأندية العربية القوية كانت ترفض المشاركة، على غرار الأندية القطرية والمصرية، إلا أن المنافسة كانت تلقى نجاحا مهما، خاصة بمشاركة أندية المغرب العربي التي كانت تعطيها نكهة خاصة. 
وفاز اتحاد جدة السعودي بنسخة 2005 والرجاء في 2006 ووفاق سطيف 2007 و2008 ثم الترجي في 2009.
وتوقفت البطولة بعد انسحاب شركة تلفزيون العرب، إلى أن عادت سنة 2012، لكنها لم تشهد نجاحا كبيرا، حيث أحرز اللقب اتحاد الجزائر الذي فاز في النهائي على الكوكيت الكويت.
ويريد تركي بن خالد وبعد انتخابه رئيسا للاتحاد العربي لكرة القدم، أن يعيد الحياة لهذه البطولة في ثوب جديد، وينتظر من هذه النسخة الشيء