لا تشعر بأنه يحرس العرين فقط، بل هو قائد على رقعة الميدان، يوجه خط دفاعه وينبه الجميع ويغضب أثناء ارتخاء رفاقه.
عبد الرحمان الحواصلي الحارس الأمين والصفقة المميزة لحسنية أكادير يواصل رحلة التألق أينما حل، وأضحى قطعة لا غنى عنها في تشكيلة المدرب الأرجنتيني ميغيل أنخيل غاموندي.
الحواصلي الخلوق والمتواضع والهادئ تحدث عن حظوظ فريقه في المنافسة على اللقب، وكيف يقارن حسنية هذا الموسم بالموسم الماضي، والرسالة التي وجهها للجماهير السوسية، لنكتشف ذلك.

1 – عمل كبير للمدرب وتحسن في المنظومة الدفاعية
نوه حارس الحسنية الأمين عبد الرحمان الحواصلي كثيرا بالعمل الذي يقوم به المدرب الأرجنتيني ميغيل أنخيل غاموندي بعدما انصهرت المجموعة مع فكره وطريقة اللعب الذي يعتمدها في المباريات، الحواصلي وفي مقارنة مع المواسم السابقة أشاد بالمنظومة الدفاعية الحالية للفريق السوسي والانطلاقة الرائعة، حيث يتصدر الترتيب وفي هذا الصدد يقول حارس الحسنية:
«هذا الموسم أمامنا تحدي كبير في معالجة الأخطاء السابقة، سجلنا عشرة أهداف ولم تتلق شباكنا إلا هدفا واحدا في البطولة وهذا ما نطمح إلى مواصلته، حيث أن الفريق كان يتلقى العديد من الأهداف ويسجل مثلها، لكن الصورة ستكون مختلفة اليوم والمنظومة الدفاعية تحسنت وأول المدافعين هو المهاجم، وعدم تلقي الأهداف لا يعزى فقط للحارس، بل للمنظومة الدفاعية ككل وللعمل الكبير الذي يقوم به المدرب ميغيل غاموندي، حيث أضحى فكره الآن واضحا على طريقة لعب الحسنية».

2 – مرارة الإقصاء  
بالرغم من كون حسنية أكادير قد حقق انتصاره الثالث على التوالي وبذات الحصة بثلاثية نظيفة، إلا أن ذلك لم ينس اللاعبين مرارة الإقصاء التي لا زالو يشعرون بها بعد الخروج من كأس العرش وفي الوقت الممدد من عمر مباراة شباب خنيفرة.
الحواصلي وعقب الخروج بالنقاط الثلاث أمام فارس الفوسفاط تحدث عن هذا الأمر وما يشعر به رفاقه رغم الإنتصارات والنتائج الباهرة في البطولة الإحترافية لكونهم أرادوا الذهاب بعيدا في منافسات الكأس الفضية والتتويج بها لما يتوفر عليه الفريق من مجموعة جيدة، وقال:
«مباراتنا أمام أولمبيك خريبكة كانت من أجل رد الإعتبار وكنا ملزمين بالإنتصار لمواصلة الصدارة، حيث كنا نلعب تحت ضغط الإقصاء من كأس العرش، إذ أثر فينا، وانتظر الجميع ردة فعلنا في الدورة الماضية أمام الراسينغ، وفي مباراة السبت الماضي أمام الفريق الخريبكي ونجحنا ولله الحمد في تجاوز العقبات والعودة للتركيز في مباريات البطولة، حقيقة كنا نطمح للوصول للمراحل النهائية لكأس العرش لكن لم يتحقق لنا ذلك ونعتذر لجماهيرنا، وقد عوضنا ذلك بمواصلة الإنتصارات في البطولة و الآن نحن في الصدارة».

3 – من حقنا أن نحلم لكن لن نقدم وعودا
سرعان ما سلط الضوء على حسنية أكادير مع ختام رابع دورات البطولة الاحترافية اتصالات المغرب، والتي أنهاها بقيادة البطولة والتحليق بالصدراة وحيدا بعشرة نقاط، حيث فض الشراكة مع الرجاء، وهذا ما حرك الجماهير التي أصبحت تطمع بالمزيد وترى أن اللقب من الممكن تحقيقه، هنا يقول حارس الفريق السوسي:
«مرت الآن أربع مباريات ونحن في الصدارة، صحيح من حقنا أن نحلم لكن لن نقدم وعودا للجماهير، نحن نلعب كل مباراة على حدا وهادئون ولا نفكر في رمي الضغط علينا، فهذه سوى بداية، ونأمل في مواصلة ما بدأناه حتى النهاية، كما قلت نناقش مباراة بمباراة، وبالميدان وجب دائما تحقيق الفوز، وخارجه العودة بأكبر قدر ممكن من النقاط حتى نظل مع ثلاثي المقدمة واللقب لا يشغلنا ونركز في عملنا».

4 – الحسنية الواقعي أفضل من الفرجوي
هذا ما أثبتناه في أكثر من مرة خلال الموسم الماضي وكل المدح الذي تلقاه الفريق السوسي على أسلوب لعبه الهجومي لم يشفع له في أن يخطف مقعدا إفريقيا لكون النتائج لم تبتسم له في نهاية المطاف، وهي النقطة التي سلط عليها الحارس عبد الرحمان الحواصلي الضوء لكونه يدري جيدا كيف كان الفريق وكيف أصبح الآن بعدما تم معالجة العديد من الأشياء ومراكز الخصاص التي كانت تعاني منها غزالة سوس، وأوضح قائلا:
«أتمنى أن ننتصر ولا نؤدي جيدا لحصد النقاط، إذ بالعودة للموسم الماضي ففريق الحسنية كان يسجل كثيرا، لكن شباكه كانت تتلقى العديد من الأهداف رغم أن الجميع يتحدث عن أسلوبه الهجومي، إلا أن العبرة بالخواتيم، حيث أنهى الفريق الموسم الماضي في المركز الثامن .
الأمور مختلفة الآن والفكر الأرجنتيني طغى على أسلوب حسنية أكادير الذي بات يلعب بشكل واقعي أكثر منه فرجوي، لأن في نهاية المطاف ما يهم هو النتائج وليس فقط الفرجة، ونأمل أن نسير على هذا الدرب حتى النهاية».

5 – الفريق البطل يجب أن كون وراءه جماهير
لم يفوت حارس غزالة سوس المناسبة دون توجيه رسالة لأنصار وعشاق الحسنية الذين بدأ حلمهم يكبر شيئا فشيئا بعدما أضحى فريقهم متزعما للبطولة الإحترافية، لكن كما أشرنا إليه في العدد السابق  بأن النتائج لا تعكس حقيقة المدرجات التي أضحت مهجورة لفريق يبصم على بداية واعدة، تحفة مركب أكادير الكبير لا ينقصها إلا تزيين مدرجاته بجماهير «الحمراء والبيضاء»، كما كان عليه الحال في السابق، فماذا قال الحواصلي عن هذه النقطة:
«لا يمكن أن نواصل هذه الرحلة والإنطلاقة الجيدة دون دعم ومساندة جماهيرنا، وهنا أود أن أقول شيئا، لكي تصبح بطلا وجب أن يكون وراءك جمهور كبير، هكذا هي المعادلة ونحن في أمس الحاجة إليها، صحيح أن الجماهير غاضبة علينا بعد الإقصاء من منافسات الكأس الفضية لكن اللاعبون كذلك غاضبون من عدم حضورهم لمبارياتنا.
الحضور الجماهيري يضغط علينا بشكل إيجابي لتقديم مستوى أفضل والتركيز بشكل أكبر، ويضعط على الفريق المنافس أثناء المباريات، وبدون الجمهور لن نتمكن من مواصلة ما بدأناه، وهنا دعوة للجمهور السوسي بأن يحضر للملعب لمساندتنا إلى النهاية، وأتمنى أن يؤكدوا الحضور في الدورات القادمة».