تستضيف العاصمة الإماراتية أبوظبي في الفترة ما بين 6 دجنبر و16 من الشهر ذاته فعاليات النسخة 14 من كأس العالم للأندية، حيث موعد جديد مع أكثر البطولات الكروية الدولية إثارة للجدل، وتكريس محتمل للهيمنة الإسبانية على اللقب بحضور حامله والمرشح الوحيد للتتويج ريال مدريد.
الفيفا تتشبت وتعد بتغيير النظام
رغم القيل والقال وكثرة السؤال فالإتحاد الدولي لكرة القدم أبدى تشبته ببطولة العالم للأندية نهاية كل عام، وأصر على الإبقاء عليها كتظاهرة حية تجمع أبطال القارات الست، والذين يتبارزون عادة على الدرع فوق البساط الأسيوي.
الفيفا رد على المنتقدين خاصة من أوروبا الداعين إلى حل المسابقة لعدم أهميتها وضعف تسويقها وسوء منتوجها، وأجابهم بأن الدراسات قائمة بشأن تلميع الصورة وتحسين المردود والإنتاج، وذلك بتغيير النظام الحالي ورفع عدد الأندية المشاركة من 7 المعمول به حاليا إلى 24.
البطولة سترتدي حلة جديدة بدء من سنة 2019 بحضور 12 فريقا أوروبيا و5 من أمريكا الجنوبية وفريقين من قارات آسيا وإفريقيا وأمريكيا الجنوبية إضافة إلى ممثل عن البلد المنظم، سيتبارزون في نظام المجموعات أولا في مواعيد وأمكنة تُحدد لاحقا.
الإمارات في الواجهة للمرة الثالثة
النسخة 14 ستحمل تنظيما إماراتيا للمرة الثالثة في تاريخ البلد الخليجي، إذ سبق له أن إحتضن بطولتين متتاليتين عامي 2009 و2010 وفاز بهما برشلونة الإسباني وأنتر الإيطالي.
أبوظبي وبعدما فاز ملفها على ملفات البرازيل، اليابان، الهند وفق تصويت اللجنة التنفيذية للفيفا، تزينت وأعدت العدة لإقامة تظاه رة ناجحة على كافة الأصعدة، وهي التي إختمرت الكثير من التجارب وتوفقت فيها إلى حد الإبهار.
وستُقام المباريات على ملعبي الشيخ زايد وحمزة بن زايد حيث جمالية الهندسة وجودة العشب والمرافق، مع ضمانات بحضور جماهيري غفير يزين العرس ويرتقي به إلى سلم النجاح.
هيمنة إسبانية ومطاردة برازيلية
جردا لتاريخ المسابقة وسجل الأبطال يظهر أن الكرة الإسبانية تتسيد منصة التتويج، متبوعة بالكرة البرازيلية التي كانت سباقة لحصد الألقاب قبل أن تتراجع في العقد الأخير لزحف فرسان الماطادور.
فمن أصل 7 مشاركات سابقة حصلت الأندية الإسبانية على 5 ألقاب لتكون في الصدارة، ويأتي برشلونة في القمة ب 3 كؤوس متبوعا بريال مدريد بكأسين، ثم الأندية البرازيلية ب 4 ألقاب حققها كورينتيانز صاحب الثنائية وأنترناسيونال وساو باولو بتتويج وحيد لكل منهما.
وهيمن الإسبان بشكل كبير جدا على منصة البطولة في آخر 8 سنوات، مع إحتكار مطلق في آخر ثلاث نسخ والتي عرفت تتويج ريال مدريد مرتين وبرشلونة مرة واحدة.
ريال مدريد يتأهب لدخول التاريخ
سيعادل ريال مدريد بأبوظبي رقم غريمه التقليدي برشلونة في عدد المشاركات في كأس العالم للأندية (4 مرات)، ويتطلع أيضا لمعادلة رقمه في عدد الألقاب البالغ 3.
فالملوك يخططون بشكل لا ريب فيه لإنتزاع اللقب العالمي وتصدر سجل الأبطال إلى جانب البلوغرانا، ورفع الغلة الإسبانية إلى 6 ثمرات توسع الفارق مع المطاردة إلى البرازيلية إلى لقبين.
لكن رفاق كريستيانو رونالدو وإن ظفروا بالغنيمة سيدخلون التاريخ كأول فريق يحافظ على لقبه ويعانق الكأس في نسختين متتاليتين، وهو الإنجاز القريب والمحتمل جدا نظرا لثقل ووزن المرينغي وغياب منافس حقيقي عملاق يربك ويزعج مخططات القلعة البيضاء.
حضور عربي قوي ومحترم
سيكون الحضور العربي في الدورة المقبلة قويا ومحترما، ليعزز التمثيلية العددية بأكثر من فريق التي شهدتها عدة نسخ سابقة في عدة دول بدءا من الدورة الأولى بالبرازيل سنة 2000.
الجزيرة الإماراتي سيحمل على عاتقه مسؤولية تشريف البلد المنظم، ويعول على لاعبيه بقيادة المايتسرو امبارك بوصوفة للبصم على مشاركة مميزة تدفع بسفينة أبوظبي إلى المربع الذهبي حيث ريال مدريد في الإنتظار.
زملاء «بوص» سيقصون شريط البطولة في اللقاء الإفتتاحي ضد أوكلاند سيتي صاحب المشاركات القياسية (9 مرات)، وفي حال العبور سيصطدمون بأواوا الياباني بطل آسيا في مهمة تبدو صعبة لكنها غير مستحيلة.
الأولى للوداد بأي صورة؟
إلى جانب الجزيرة الإماراتي يحضر الوداد الرياضي كثاني ممثل عربي، والسفير المغربي والإفريقي الوحيد في هذا الحدث العالمي الذي لا يتواجد فيها إلا العمالقة وأبطال القارات.
الوداد سيوقع على رابع مشاركة مغربية في الموندياليتو بعد مشاركتين للرجاء البيضاوي ومشاركة للمغرب التطواني، لكنه الحضور الثاني للأندية الوطنية بقبعة بطل إفريقيا وليس ببطاقات دعوة.
الفرسان الحمر بمعنويات عالية وبطاريات مشحونة يرغبون في التوقيع على مشاركة إستثنائية ومثالية، ويطمحون للفوز في اللقاء الأول على باتشوكا المكسيكي على الأقل، حتى يضمنوا التواجد في المربع الذهبي ومن بعده النهائي أو لقاء الترتيب.
180 دقيقة لصناعة الأمجاد
من حسن حظ الوداد أن القرعة جنبتهم ملاقاة أقوى فريق وهو ريال مدريد في الأدوار الأولى، وعبدت لهم طريق مواجهته في المباراة النهائية إن هم تخطوا عقبتين مكسيكية وبرازيلية.
180 دقيقة فقط ويصنع المدرب عموتة ورجاله المجد ويعادلوا إنجاز الغريم الرجاء البيضاوي بمراكش سنة 2013، لكن هذه المدة الزمنية ستمر عاصفية وحارقة على الوداديين الذين سيجدون أمامهم بطلي الكونكاكاف وأمريكا اللاتينية.
باتشوكا الخصم الأول سيلعب المونديال لرابع مرة ومشاركاته السابقة سيئة حيث كان يغادر مبكرا، وحتى وضعيته الآنية لا تخيف إذ يعاني من التواضع وغياب الإستقرار وضعف النتائج، وخير دليل إحتلاله المرتبة 12 في البطولة المكسيكية.
وفي حال تجاوز الوداديون الإمتحان الأول سيجدون في الإختبار الثاني سؤالا برازيليا صعبا، يحمله غريميو البرازيلي بطل أمريكا الجنوبية والذي سيرتدي بدوره قميص المكتشف للمسابقة، وثقة أصدقاء بنشرقي كبيرة وأحلامهم عالية لكتابة التاريخ بأبوظبي والدفاع عن سمعة النادي والوطن.