شدد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جاني انفانتينو الجمعة، على ضرورة احترام مبادئ النزاهة في اختيار مضيف كأس العالم 2026، وذلك في كلمة أمام الجمعية العامة للكونفدرالية الافريقية للعبة ("كاف") التي عقدت في المغرب، المرشح لاستضافة المونديال.

وكانت المملكة تأمل في ان تعلن الجمعية تأييدا عريضا للترشيح المغربي الخامس لاستضافة المونديال، الا ان هذه الخطوة لم تكتمل في ظل تشديد الفيفا على ضرورة البقاء على الحياد، أقله علنا.

وقدم المغرب ترشيحه لاستضافة المونديال بصفته ترشيحا للقارة بأكملها، سعيا لمونديال "افريقي" ثان بعد جنوب افريقيا 2010. وتتنافس المملكة على استضافة مونديال 2026، مع ملف ترشيح مشترك أميركي كندي مكسيكي.

وقال إنفانتينو أمام الجمعية العامة الـ 40 التي انعقدت في الدار البيضاء "في الماضي كانت ثمة علامات استفهام كثيرة بخصوص طريقة الترشيح واختيار البلد المضيف".

وأكد الرئيس السويسري للفيفا ان الأخير وضع قواعد واضحة وشفافة، و"سنعمل على أن يكون الاختيار نزيها حتى يصفق الجميع للبلد الفائز".

أضاف "أدعوكم الى ان يكون المسار بأكثر طريقة صحية ممكنة"، معتبرا ان "مصداقية" الاتحاد الدولي هي على المحك في هذا المجال.

ويعول المغرب على نيل دعم الدول الافريقية لاستضافة العرس العالمي، لاسيما وان رئيس الكونفدرالية الافريقية أحمد أحمد لم يخف دعمه للملف المغربي، ودعا سابقا كل الدول الافريقية الى تأييده.

الا ان المسؤول القاري أكد أمام الجمعية العمومية، انه سيكون لأعضاء الكونفدرالية الافريقية الحرية في اختيار من يريدون لاستضافة المونديال.

وأوضح "قلت للجميع إننا نعيش في جو ديمقراطي ولكل الحق في التصويت للملف الذي يريده (...) لدي موقفي، اللجنة التنفيذية تدعم موقفي، لكن القرار يعود لكم".

وفي ختام اجتماعات الجمعية العامة، أعرب أحمد عن اعتقاده بأن "افريقيا يجب ان تربح" في عملية اختيار مضيف مونديال 2026، والذي سيقام بمشاركة 48 منتخبا للمرة الأولى (بدلا من 32 حاليا).

وفي مؤتمر صحافي لاحق، أكد أحمد ان ثمة "إجراءات" لعملية اختيار البلد المضيف، متحدثا عن وجود "متطلبات على صعيد الأخلاقيات، على مستوى القوانين، ويجب على الجميع احترامها".

أما وزير الرياضة المغربي رشيد الطالبي العلمي، فاعتبر ان القارة الافريقية "جاهزة لكأس العالم 2026".

ومن المقرر ان يشارك الأعضاء 211 في الاتحاد الدولي للمرة الأولى، في عملية التصويت لاختيار البلد المضيف لمونديال 2026، والتي ستجري في 13 يونيو المقبل عشية انطلاق منافسات مونديال روسيا 2018. وكان الاختيار في المرات السابقة يقتصر على أعضاء اللجنة التنفيذية.

وأتى الاجتماع الافريقي بعد أيام من مذكرة وزعها الفيفا على أعضائه مؤرخة 26 يناير، وفيها يدعوهم الى "الامتناع عن الإدلاء بتصريحات مكتوبة أو شفوية (...) بشأن المرشحين"، وألا "يعطوا انطباعاتهم الشخصية حول أحقية" ملف أو آخر.

وشددت المذكرة على ضرورة ان تكون عملية اختيار البلد المضيف "أخلاقية، شفافة، موضوعية، وغير منحازة"، مذكرا الأعضاء بضرورة "رفض كل محاولات التأثير (...) والهدايا أو الدعم بهيئة برنامج تنمية".

واعتبر انفانتينو ان هذه المذكرة تهدف الى طي صفحة الماضي، معتبرا ان ثمة "أسئلة حول الاجراءات" طرحت في عمليات الاختيار السابقة.

وأحاطت بعمليات اختيار البلدان المضيفة لكأس العالم شبهات فساد ورشى، وتكشفت بعض فصولها في إطار الفضائح التي هزت الاتحاد الدولي منذ العام 2015.

وفي كلمة موجهة الى انفانتينو، قال رئيس الجامعة الملكية المغربية فوزي لقجع الجمعة ان الهدف الأساسي من احتضان المغرب لبطولات، مثل بطولة افريقيا للاعبين المحليين (تختتم في 4 فبراير)، هو "المساهمة في تطوير كرة القدم، وهو هدفنا الأساسي والمستقبلي والمستمر".

وفي جانب آخر، تطرقت الجمعية العمومية الى وضع الكرة الافريقية.

وشدد أحمد على ان الكاف ستقدم "أحدث الامكانات" للمنتخبات الافريقية المشاركة في كأس العالم 2018 في روسيا (المغرب، مصر، تونس، نيجريا والسنغال). كما أشار الى العمل على تعزيز كرة القدم النسائية، وإقامة حدث مرتبط بهذه المسألة في المغرب في مارس المقبل.