أسود الأطلس جاهزون لمونديال تاريخي
 

تنفيذا لأول بنود إتفاقية التعاون الإعلامي بين صحيفتي "المنتخب" المغربية و"أس" الإسبانية الموقعة يوم الخميس 22 مارس 2018 على هامش تكريم الزميلين بدر الدين الإدريسي رئيس تحرير "المنتخب" وطوماس رونسيرو رئيس تحرير "أس" الإسبانية من طرف جمعية أنصار ريال مدريد بتطوان، فقد بادر الزميل رئيس التحرير إلى كتابة مقالة حول تحضيرت الفريق الوطني للمشاركة في نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا، عمل الأستاذ الباحث وعضو "بينيا ريماطي" أحمد مغارة على ترجمتها للإسبانية وتم نشرها اليوم الأحد على الموقع الإلكتروني لصحيفة "أس" الإسبانية.
وقام الزميل طوماس رونسيرو رئيس تحرير صحيفة "أس" بالمقابل بكتابة موضوع عن المنتخب الإسباني ورهاناته خلال المونديال القادم، يعكف الأستاذ مغارة على ترجمته من الإسبانية إلى العربية، لينشر لاحقا بصحيفة "المنتخب" الورقية والإلكترونية على حد سواء.
ولمن يرغب في قراءة مقالة الزميل بدر الدين الإدريسي الصادرة بالإسبانية في صحيفة "أس" نقدم الرابط كما ننشر المقالة باللغة العربية:
قدم المنتخب المغربي وهو يخوض وديتيه التجريبيتين أمام كل من صربيا يوم الجمعة 23 مارس بالملعب الأولمبي لطورينو وأوزبكستان يوم الثلاثاء 27 مارس بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، لكل المغاربة إشارات مطمئنة للغاية ومعها رسائل قوية للمنتخبات المتنافسة معه في المجموعة المونديالية الثانية (البرتغال، إسبانيا وإيران)، عن مدى جاهزيته لرفع سقف الأحلام لمستويات عالية، إذ أن الطموح هو الذهاب لأبعد من الدور الأول في نهائيات كأس العالم بروسيا على غرار ما حدث في مونديال مكسيكو 1986، عندما حقق أسود الأطلس إنجازا تاريخيا، بكونهم أول منتخب إفريقي يتخطى عتبة الدور الأول.

            دينامية الأداء وسيرورة الفوز
طبعا لم يكن المطمئن في حصيلة المباراتين الوديتين أمام صربيا وأوزبكستان، هو الفوز،  برغم أنه يمثل عنصر تحفيز معنوي للمجموعة ككل، بل أيضا ما أبرزته الوديتان معا من دينامية على مستوى الأداء الجماعي ومن تطور مضطرد لأسلوب اللعب، وأيضا من استعداد ذهني وبدني وتكتيكي للمجموعة ككل من أجل أن تكون المشاركة في المونديال تاريخية بكل المقاييس، برغم أن مجموعة أسود الأطلس تضم منتخبات من عيار ثقيل.
ولأن المنتخب المغربي دخل الخط المستقيم الذي سيقود رأسا إلى كأس العالم التي يفتتحها يوم 15 يونيو القادم بمواجهة المنتخب الإيراني، فإن الناخب الوطني هيرفي رونار حرص على أن يضع كل اللاعبين الذين استدعاهم لوديتي صربيا وأوزبكستان في المحك، لقياس الجاهزية ولافتحاص القدرات الفنية والبدنية بخاصة وأن الرهان هذه المرة بمقاس عالمي، على اعتبار أنها الفرصة الأخيرة قبل تحديد اللائحة النهائية التي ستعسكر بسويسرا نهاية شهر ماي القادم تحضيرا للمونديال.

          الأسود أقوى من نسور صربيا
وعند مواجهته لمنتخب صربيا بالملعب الأولمبي بطورينو الإيطالية، فضل هيرفي رونار الإعتماد على التشكيل النموذجي الذي حقق التأهل لكأس العالم بتصدره لمجموعة إفريقية تفوق فيها على فيلة كوت ديفوار ونسور مالي وفهود الغابون، وهكذا أوكل لمنير المحمدي حارس مرمى نومانسيا مهمة حماية العرين، وللكابتانو المهدي بنعطية مسؤولية قيادة دفاع مشكل إلى جانبه من مروان داكوستا الذي عوض غانم سايس المصاب بنزلة برد، ونبيل درار وحمزة منديل، في وقت أمن كل من امبارك بوصوفة وكريم الأحمدي ويونس بلهندة خط الوسط، وتمركز في جبهة الهجوم كل من امرابط جناح ليغانيس وحكيم زياش وخالد بوطيب.
وبرغم الندية البدنية التي كشف عنها المنتخب الصربي وهو يسوق أسود الأطلس لخوض معارك ضارية على مستوى وسط الميدان، إلا أن منتخب المغرب نجح في فرض أسلوب لعبه الذي يتأسس على الضغط العالي والإسترجاع السريع للكرة وأيضا صياغة الهجمة السريعة والمنظمة.
وسينجح أسود الأطلس في التقدم بهدف حكيم زياش صانع ألعاب أجاكس الهولندي في الدقيقة 29 من نقطة الجزاء بعد اسقاط أمرابط في منطقة العمليات، من دون أن يتأخر نسور صربيا في العودة في النتيجة بهدف جميل في الدقيقة 37 عندما نجح طاديتش في ضرب العمق الدفاعي المغربي.
 وقبل نهاية الجولة الأولى بخمس دقائق، سيتمكن أسود الأطلس من استعادة التقدم بهدف ثان في برأسية جميلة من خالد بوطيب الذي استقبل كرة مثل الكافيار من الفنان زياش.

               البدلاء كسبوا الرهان
ونجح أسود الأطلس في العض بالنواجد على الفوز  المعنوي الرابع لهم على التوالي، عندما أجادوا تلجيم العناصر الصربية برغم ما ظهر على الظهيرين نبيل درار وحمزة منديل من اهتزاز في الأداء إما بسبب الإفراط في الثقة أو نقص في الجاهزية والتنافسية.
وكما كان متوقعا، فقد عمد هيرفي رونار في الودية الثانية أمام أوربكستان، إلى إتاحة الفرصة لكل اللاعبين المدعوين، فلم يحتفظ من التشكيل الذي واجه صربيا سوى بلاعبين هما الحارس المحمدي والمدافع داكوسطا، فيما أشرك كل من أشرف حكيمي مدافع ريال مدريد والحجام وغانم سايس وفيصل فجر وسط ميدان خيتافي وأمين حارث وسفيان أمرابط وزكرياء الأبيض وياسين بامو وأيوب الكعبي.
واعتمادا على نفس الأدوات التكتيكية التي تتأسس عليها منظومة اللعب، فقد فرض المنتخب المغربي على الأوزبكيين ضغطا عاليا أثمر هدفا مبكرا في الدقيقة الثالثة لأيوب الكعبي الذي بات الهداف الأسطوري لبطولة افريقيا للاعبين المحليين بتوقيعه في آخر نسخة لتسعة أهداف، والذي احتفل بأول مباراة رسمية له مع أسود الأطلس.
وأضاف المنتخب المغربي هدفه الثاني من رأسية جميلة لمروان داكوستا في حدود الدقيقة 42، لتنتهي الجولة الأولى بتفوق الاسود أداء ونتيجة، وهي ذات الحصة التي ستنتهي بها المباراة التي شهدت جولتها الثانية الكثير من التغييرات ما أثر سلبا على ايقاعها.

                وديتتان بمكاسب كبيرة
انتهت إذا الوديتان أمام صربيا وأوزبكستان بما يؤكد على النسق التصاعدي لأداء المنتخب المغربي ويعزز الثقة المكتسبة ويبرز حدة التنافس بين اللاعبين لربح مقعد في اللائحة المونديالية التي سيكشف عنها شهر ماي القادم والتي تأكد أن ما لا يقل عن 20 لاعبا فيها قد حجزوا مكانا لهم في المونديال، هذا إذا لم يضربهم فيروس الإصابات وهو ما لا يتمناه على كل حال الساحر رونار الذي يسافر لأول مونديال له كمدرب وهو يحلم بتحقيق  مزيد من النجاحات.

للإطلاع على الموضوع بجريدة "AS" الاسبانية المرجو الدخول على هذا الرابط:

https://as.com/opinion/2018/04/01/portada/1522591192_067048.html?id_externo_rsoc=whatsapp