غادر أسود الأطلس كأس العالم 1970 بالمكسيك، الأول لهم عبر التاريخ برؤوس مرفوعة وبشهية مفتوحة للعودة مجددا إلى أجواء المونديال لكسب مزيد من النقاط في سلم العالمية.
ولم يكن الفريق الوطني الذي رسم الدهشة في محيط مونديال المكسيك ليتغير كثيرا على مستوى العناصر، باستثناء من ألزمهم عامل السن بإعلان إعتزال اللعب دوليا، لذلك سيكون الإصرار كبيرا على تحقيق التأهل الثاني تواليا لأرفع المنافسات الكروية كونيا.


الأسود يصيبون جماهيرهم بالرعب
إفتتح الفريق الوطني المغربي مباشرة بعد عودته من الألعاب الأولمبية التي أقيمت سنة 1972 بميونيخ، مشوار التصفيات المؤهلة لكأس العالم التي تقرر إقامتها سنة 1974 بألمانيا الغربية بمواجهة أسود التيرانغا في الدور الأول، وكم كانت المفاجأة كبيرة والفريق الوطني ينهي يوم 19 نونبر 1972 مباراة الذهاب أمام المنتخب السينغالي متعادلا بلا أهداف، فقد تصور الكثيرون على أن المنتخب المغربي سيغادر تصفيات المونديال من الباب الخلفي، إلا أن عزيمة أصدقاء أحمد فرس ستكون أقوى خلال مباراة الذهاب بداكار ليتمكن أسود الأطلس يوم 3 دجنبر 1972 بالفوز على أسود التيرانغا بميدانهم بهدفين لهدف واحد (سجل للفريق الوطني الغزواني وبيتشو).
وسيجد الفريق الوطني في طريقه خلال الدور الثاني المنتخب الغيني، وانتهت مباراة الذهاب بكوناكري يوم 11 فبراير 1973 متعادلة بهدف لكل منتخب (سجل للأسود بيتشو) وبعدها بـ 15 يوما سيعود الفريق الوطني لملاقاة المنتخب الغيني في مباراة العودة ليكون الفوز حليف الفريق الوطني بهدفين نظيفين حملا بصمة الأسطورة أحمد فرس.


أسقطنا الفيلة برباعية
ثالث أدوار التصفيات المونديالية ستحمل الفريق الوطني لمواجهة فيلة كوت ديفوار، وفي لقاء الذهاب يوم 20 ماي 1973 بأبيدجان سينجح الفريق الوطني من انتزاع التعادل بمعقل الفيلة بهدف لهدف (سجل للفريق الوطني اعسيلة) وخلال مباراة الإياب التي استضافها ملعب سانية الرمل بتطوان يوم 3 يونيو 1973 سيضرب الفريق الوطني بقوة ليسقط الفيلة برباعية مقابلة هدف واحد (سجل للفريق الوطني فرس هدفين ـ الشريف وبيتشو)، وبذلك يتأهل الفريق الوطني للدور النهائي الذي تقرر إجراؤه على شكل بطولة مصغرة بمشاركة المنتخبين الزامبي والزاييري.
لم يكن أحد ليصدق أن الفريق الوطني سيتلقى يوم 21 أكتوبر 1973 في افتتاح البطولة الثلاثية المصغرة والتي ستعلن عن المتأهل عن القارة الإفريقية لنهائيات كأس العالم 1974 بألمانيا الغربية هزيمة ثقيلة بسقوطه بأقوى حصة على الإطلاق منذ فجر الإستقلال بخسارته بلوساكا يوم 21 أكتوبر 1973 برباعية نظيفة أمام الرصاصات النحاسية، إلا أن هذه الخسارة لم تثن من عزيمة أسود الأطلس، إذ في مباراة الإياب التي أجريت يوم 25 نونبر 1973 بملعب سانية الرمل بتطوان سيتمكن الأسود من الفوز على المنتخب الزامبي بهدفين نظيفين وقعهما كل من مغفور وفرس.
وسيكون يوم 9 دجنبر 1973 وصمة عار في جبين كرة القدم الإفريقية، ففي هذا التاريخ بالذات تحول الفريق الوطني إلى الزايير (الكونغو الديمقراطية حاليا) لمواجهة هذا الأخير في ثالث مباراة له عن البطولة التأهيلية المصغرة، وفي مباراة غريبة الأطوار استبيحت فيها كل القوانين الكروية سيسقط الفريق الوطني مهزوما بثلاثية نظيفة، لم تكن بفعل قوة فهود الزايير ولكن بفعل تآمر الحكم الغاني جورج لامبتي الذي تجاوز كل الحدود وأغمض عينيه عن أخطاء فادحة، إذ يذكر الكل أن لاعبي الزايير تعمدوا خشونة واضحة ضد حارس مرمى المنتخب الوطني آنذاك الشاوي ليوقعوا أحد أهدافهم الثلاثة.


الحكم لامبتي ذبح الأسود من الوريد إلى الوريد
هذا الحادث المؤسف وكل التداعيات السلبية لمباراة شوهت صورة كرة القدم الإفريقية، إستنفر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التي قدمت احتجاجات قوية اللهجة للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم وللإتحاد الدولي لكرة القدم وطالبتها بفتح تحقيق في الأحداث اللارياضية وفي الإجهاز العلني على قوانين كرة القدم التي ميزت المباراة أمام الزايير بكينشاسا، إلا أنه مع الصمت المطبق الذي إلتزمته الكاف والفيفا قرر المغرب الإنسحاب من آخر مباراة عن هذه البطولة الثلاثية المصغرة والتي كان مقررا أن يستضيف خلالها الأسود يوم 16 دجنبر 1973 المنتخب الزاييري، ليفشل بذلك أسود الأطلس في العودة مجددا إلى أجواء المونديال فاسحين المجال للمنتخب الزاييري ليكون هو ثاني ممثل لكرة القدم الإفريقية في المونديال عن طريق التصفيات، وللأمانة فقد أضاع كل الأشياء الجميلة التي حققها الفريق الوطني بمونديال مكسيكو 1970، فقد تجرع المنتخب الزاييري هزائم ثقيلة ومرة أساءت لكرة القدم الإفريقية.