أبهر الكل بما حققه وأجمع الكثيرون على كونه بطل الموسم بإمتياز، ليس كمدرب فقط وإنما كمربي عصامي وأخ نصوح ومؤطر شجاح بفلسفة التقرب والتواصل والإشتغال في صمت.
قبل شهور قليلة لم يكن معروفا سوى في بيته بطنجة حيث ترك صدى طيبا كلاعب سابق في صفوف الإتحاد، وعارف بشؤون الدار من بابها إلى محرابها، ووفي كبير للون الأزرق شاحبا كان أو لامعا، وهي من صفات المحبين واللاعبين والأبناء البارين بالنادي كعلاقة الولد مع أمه.
بدأ الموسم مساعدا للشهير بادو الزاكي وتعلم منه الإنضباط والمسؤولية، وساعده في تدبير المجموعة وإيصال الأفكار وتمرير الرسائل، لكن الحظ غاب والنتائج لم تساعد، فجاء الإنفصال المبكر عن الزاكي وتكليف لمرابط بدور الإطفائي ورجل الطوارئ مؤقتا إلى أن يتم العثور على مدرب جديد.
ولأنه عصامي وعاشق للتحدي جعل إدريس من المرحلة فرصة للتعريف بنفسه، فسارت معه الكرة وأنصفته النتائج ليحقق في ظرف وجيز مع الإتحاد ما لم يحققه أي مدرب لمدة أعوام.
لمرابط قاد كثيبته بهدوء وإنصات وتودد للجميع من الكبير إلى الصغير، فبادلوه الحب بالقتال والتضحية داخل الميدان، الشيء الذي أدهش المكتب المسير الذي وجد نفسه محرجا للموقف، فغض النظر عن البديل وزكى إبن الدار مدربا رسميا إلى آخر الموسم.
وبفعل خبرته كلاعب وإبن البيت وصديق الأنصار نجح لمرابط في رد الجميل لمن وضعوا ثقتهم فيه، وأهداهم الصدارة لدورات بسلسلة من الإنتصارات، ثم في النهاية رفعهم بأول لقب للبطولة الإحترافية عن جدارة، متغلبا على العراقيل ومطبات الفراغ ومحافظا على تماسك وتلاحم المجموعة.
هو التلميذ المبتدئ الذي لقن الأساتذة الدروس وحصل على ميزة التفوق أمامهم، ودخل التاريخ من أوسع الأبواب ليصبح عراب عاصمة البوغاز وإبن بطوطة كرة القدم.