يبدو المنتخب السلوفاكي جديرا بالمتابعة برغم أنه لا زال غائبا عن المونديال بنفس الإنطباع الذي تمثل في المنتخب الأوكراني الذي واجه الأسود الخميس الماضي. إلا أن نقطة الإختلاف التي تميزه عن الأوكران هو حضوره الإحترافي بمختلف البطولات الأوروبية الكبيرة. والسلوفاك الذي خرج مرفوع الرأس من الإقصائيات المؤدية لكأس العالم قدموا بلا شك مباريات رائعة لم يكتب لها النجاح.
مسار بلا فتات
في وقت مضى طويلا كان المنتخب السلوفاكي يقدم بتسمية تشكوسلوفاكيا قبل أن يعزل نفسه ويصبح مستقلا. إلا أن هذا المخاض الطويل من الحضور الدولي في الكؤوس الأوروبية والعالمية لم تشفع له ولو بقفزة إنجاز كبير يؤرخ له الريادة في المعسكر الشرقي. وبقراءة تاريخه، لم يستطع السلوفاك عبور محطة كأس العالم في تاريخه الكلي ولكنه فقط احتاج لإنجاز واحد اعتبر حلما كبيرا عندما وصل إلى كأس أوروبا للأمم عام 2016 وحقق إثرها عبورا إلى دور الثمن تحت إمرة مدربه جان كوزاك السلوفيني الأصل وهو المدرب الأوحد الذي حقق هذا الإنجاز وكان قريبا من التأهل إلى كأس العالم 2018.
منتخب الصرامة
عادة يشكل المنتخب السلوفاكي واحدا من المنتخبات الأوروبية الصلبة بمحرك الوقوف أمام أعتد المنتخبات الأوروبية في المناسبات الرسمية، لكنه سرعان ما يخرج خاوي الوفاض في أكثر الرهانات التي يبداها جيدا وينهيها على وقع الصدمة مثلما حدث له في مجموعته أمام أنجلترا وسكوتلاندا وسلوفينيا ومالطا وخرج بصعوبة من نهائيات كأس العالم رغم أنه إحتل المركز الثاني المؤدي إلى الملحق الأوروبي ولكنه لم يكن كافيا لتعدد أفضل الرتب الثانية لمنتخبات المجموعات الأخرى. ورغم ذلك كان هذا الخروج كبيرا في منظور جماهيره سيما بعد أن قدم وجها رائعا في كأس أوروبا 2016 بجيل رسمه المدرب السلوفيني على مقاس إختياراته.
كشكول من صناعة أوروبية
ويقراءة الكشكول السلوفاكي، يعتبر نموذجيا في الإختيارات التي يلجأ إليها المدرب ماك كوزاك سيما بعد أن تولى إختيار أفضل الوجوه التي تلعب بالبطولات الإيطالية والألمانية والإسبانية والتركية. ويرى المدرب أن أفضل ما وصل إليه كان من خلال قراءة الوجه الذي يرسمه المحترفون في البطولات الأوروبية لينساق معها أيضا في المنافسات القارية. ولعل وصوله لأول مرة إلى كأس أوروبا عام 2016 هو ما أعطاه هذا الإيحاء بتكريس ثقافة اللاعب الجاهز والأقرب محاكاة لجميع الأساليب والمدارس الأوروبية. ويظهر منتخب السلوفاك بالشكل الصارم والأداء الرائع المتصف بالطلاقة البنائية والهجومية في نفس الآن إعتبارا على أن مده الهجومي إكتسبه من إقصائيات كأس العالم التي سجل فيها 17 هدفا من عشر مباريات.
بروفة هولندية
وقبل أن يواجه أسود الأطلس، كان منتخب سلوفاكيا قد أحدث المفاجأة الودية وتعادل في مباراة قوية وصارمة مع منتخب هولندا بهدف لمثله وكان هو السباق إلى التسجيل عن طريق هدافه جاد نيميك وهداف فريقه دينامو بوخاريست الروماني. وهذا الإيحاء الذي يقدمه السلوفاك أمام هولندا في لقاء إنتهى بالتعادل، سيشكل أمام الأسود وجها مغايرا لإختلاف المدرستين كونه لم يلعب أمام المغرب قط وسيكتشف ذلك من خلال محكه الثاني بعد هولندا في وقت قدم مباراة سخية على كل الجبهات سيما في خطوطها الوسطية والهجومية التي تملك حقا طابعا هجوميا بإيعاز من العقلية الهجومية وليس الدفاعية فحسب.
سخاء هجومي ودفاع صلب
ويلعب المنتخب السلوفاكي بهوية المدافع والمهاجم معا قياسا مع ما راكمه من نتائج الإقصائيات الأخيرة للمونديال، إذ تلقت مرماه فقط 7 أهدف من عشر مباريات رغم أنه رقم مرتفع جدا قياسا مع خط هجومه الدي سجل 17 هدفا. بموازاة مع حضوره الوسطي الذي كان له أيضا دورا قياديا في البناء الهجومي وحتى الوصول إلى المرمى عبر نجومه المعروفة من قبيل هامسيك من نابولي ودودا نجم هيرتا برلين ولوبوتكا من صلطا الاسبانيي . وسترى كيف سيتعامل المدرب ماك مع المنتخب المغربي هل بنفس الأسلوب والأداء المبني على الفعالية الهجومية بأسلوب 4 ــ 3 ــ 3 التي يتعامل معها داما بأشكال من الإنقلابات البشرية والتوظيفية علما ان المدرب يلعب هاتين الوديتين أمام كل من هولندا والمغرب في إطار إستعدادات المنتخبين المذكوريتن في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأوروبية 2020.
هل يتغير التشكيل؟
من منطلق النزال الودي، عادة ما يغير المدربون أقنعة المنتخب لفسح المجال لوجوه أخرى من أجل الإحتكاك الدولي، ومع أن السلوفاك حققوا تعادلا رائعا أمام هولندا رغم أن الطرفان ليسا مؤهلان إلى المونديال، فقد يكون المدرب محتميا بنفس العناصر التي أشر عليها أمام هولندا حفاظا على إستقرار المجموعة مع إجراء بعض التعديلات البسيطة ولو أن المغرب في نظر مدرب السلوفاك مغاير تماما عن هولندا. ولكن يبقى النزال بروفة مثالية للسلوفاك دون الوقوع في الهزيمة وتمكين بعض الوجوه التي لم تلعب المباراة الأولى إلى الحضور الإستراتيجي أمام المغرب.