على غير العادة قدم عبد المالك أبرون رئيس المغرب التطواني إستقالته رسميا بالنظر للضغوطات التي عاشها طيلة هذا الموسم والمتمثلة في إغلاق صنبور الدعم على الفريق من طرف الجهات المسؤولة بالمدينة، وتركوا الفريق وحيدا يصارع البقاء، حيث عاش مسلسلا مثيرا كان الجميع يراهن على مغادرته لبطولة الكبار لكن المعجزة حدثت وحافظ الفريق على مكانته.
في هذا الحوار نحاول مع رئيس المغرب التطواني كشف بعضا من الحقائق التي أدت به إلى تقديم إستقالته ومغادرة الفريق الذي قاده منذ سنة 2005 وحقق معه الألقاب والإنجازات، بل عاش معه أزهى الفترات، وصنع لساكنة المدينة أفراحا إستمرت لسنوات، لكنه يقرر الرحيل ويترك الفريق لمن أراد.
حوار يرصد كل صغيرة وكبيرة حول وضع فريق كان من أبرز المهددين بالنزول لكنه حقق البقاء بمعجزة كبيرة، تابعوا التفاصيل. 
في هذا الحوار نكشف مع رئيس المغرب التطواني بعضا من فصول المعاناة التي عاشها الفريق وغياب الدعم الذي تسبب للفريق خسائر كثيرة، أبرزها العقوبات الصادرة عن الجامعة وكذلك الإتحاد الدولي لكرة القدم بسبب شكايات بعض اللاعبين.

ــ المنتخب: شكلت إستقالتك مفاجأة غير منتظرة خاصة في هذه الظرفية، هل هي إستقلالة رسمية أم مجرد تنبيه فقط ثم العودة مثل الإستقالات السابقة؟
أبرون: هي إستقالة رسمية لا رجعة فيها هذه المرة، لا أرى أن هناك مجالا للعودة في ظل الظروف العصيبة والصعبة التي عشتها هذا الموسم، في غياب تام للدعم الذي من المفروض أن نلقاه من المسؤولين بالمدينة، خاصة وأن الفريق ليس في ملكيتي، فأنا مجرد إنسان متطوع تقلد المسؤولية عام 2005 وحان الوقت للرحيل وترك المكان لمن يرى في نفسه القدرة على قيادته، لقد نفذ الصبر وفاض الكأس ولم يعد بمقدوري مواصله هذه المغامرة التي كانت جميلة في السنوات الماضية، حيث حققنا العديد من الألقاب والإنجازات، وأحمد الله أنه في عهدي عاشت الجماهير التطوانية كل الأفراح، حيث حلقت الحمامة على كل الواجهات محليا وعربيا وإفريقيا وعالميا، لذلك جاء حان وقت الرحيل.

ــ المنتخب: ولكن لماذا جاءت الإستقالة في هذه الظرفية بالضبط؟
أبرون: إستقالتي جاءت في الوقت المناسب لتمكين المكتب المسير من الإعداد للجمع العام في ظروف جيدة والعمل على تحضير الفريق والتعاقد مع المدرب واللاعبين، ما يعني أن هامش الوقت موجود للمكتب المسير حتى يمكن له تدبير المرحلة بشكل جيد بدون أن يكون هناك إرتباك، بالنسبة لي المهمة إنتهت، فأنا راحل وفي قلبي غصة ألم على فريق ضحينا من أجله ليكون في مصاف الأندية الكبيرة ليتوج بالألقاب، حتى أصبحت له سمعة عالمية مع الأسف حدث ما حدث حتى أن فريقنا كان في طريق النزول، وكادت أن تكون كارثة لو حصل ذلك، بحيث كنا نشعر بالغبن ونحن في عزلة تامة وكأن شأن فريق يمارس في البطولة الإحترافية ويسوق إسم مدينة كبيرة لا يهم أحدا، لم يعد هناك مجال للإستمرارية ما دامت النوايا إتضحت، وأن لا حياة لمن تنادي، بالإضافة إلى أن صحتي تدهورت جراء هذا الإجحاف الذي تعرضنا له وكأنه كان ممنهجا.

ــ المنتخب: عاش فريقكم موسما مهزوزا على جميع المستويات، وهو على كل حال موسم إستثنائي لم يسبق أن عاشه في السابق، هل يمكن الحديث عن مؤامرة حيكت ضد الفريق؟
أبرون: لا ليس إلى هذا الحد، الأمر يتعلق بإغلاق صنبور الدعم لا غير، يمكن أن تكون هناك حسابات خفية، لكن للأمانة أقول لكم بأن كل مكونات الفريق ليست لها عداوات مع أحد، بالعكس نحن نشتغل من أجل مصلحة المدينة وإعلاء صورتها على المستوى الوطني والحمد لله نجحنا في هذه المهمة، بحيث لم نكن ننتظر لا جزاءا ولا شكورا من أحد، كنا نشتغل بحس وطني كبير بلا مزايدات ولا مصالح ذاتية والتاريخ يشهد على ذلك، بدليل أننا حققنا إنجازات تاريخية، إستقالتي جاءت بناءا على معطيات واضحة وضوح الشمس، ليست فيها مزايدات ولا لي اليدين لأحد، الوضع لم يعد مسموحا بالإستمرارية وجاء القرار الأنسب.

ــ المنتخب: ما هي في نظرك الأسباب التي أدت إلى إغلاق صنبور الدعم عن فريقكم؟
أبرون: هذا سؤال لم نجد له جواب لحد الآن، وتمنيت أن تطرحوه على المسؤولين عن الشأن المحلي بالمدينة، أما نحن فلا نملك الجواب، لقد طرقنا جميع الأبواب وكاتبنا المسؤولين وعقدنا إجتماعات طارئة للتحسيس بخطورة المرحلة، لكن بدون جدوى، ماذا تريدون مني أن أفعل أكثر من هذا، بل حتى اللاعبون إنتفضوا عندما سجلوا فيديو في مستودع الملابس وطالبوا بحقوقهم، لقد كان الوضع ساخنا وقابلا للإنفجار في أية لحظة.

ــ  المنتخب: على ذكر الفيديو الذي سجله اللاعبون، هل فعلا كانوا مدفوعين من قبلكم لرفع درجة الإحتجاج على المسؤولين؟
أبرون: أقسم لكم بالله لم يكن لي علم بهذا الفيديو، وأنا أتواجد حاليا بالديار المفدسة لأداء مناسك العمرة، لقد كانت مبادرة شخصية من اللاعبين وتفاجأت بدوري لذلك، ولعل «الحكرة» التي أحسوا بها بعدم توصلهم بمستحقاتهم جعلتهم يعلنون عن مطالبهم وأراها في نظري مشروعة ومنطقية، صدقوني اللاعبون كانوا يخوضون مبارياتهم دون أن يتوصلوا بمستحقاتهم وكانوا رجالا لم يخذلوا المكتب المسير والجمهور وساكنة المدينة، ولعل الأفراح التي كانت تأتي بعد كل مباراة تؤكد عمق التلاحم بين كل المكونات، أليس هذا كافيا لكي يستيقظ المسؤولون من سباتهم العميق للبحث عن حل لأزمة الفريق؟ مع الأسف ظل الوضع على ما هو عليه، وقد يكون المستقبل أسوأ مما هو عليه الآن.
(يتبع)