قدم المنتخب المغربي وبالتدريج إشارات إيجابية ومطمئنة في المباريات الودية الثلاث التي خاضها بين سويسرا وإستونيا قبل شد الرحال صوب روسيا.
إنتصاران وتعادل ولم تكن النتيجة هي الأهم بقدر ما كان الإطمئنان على الجاهزية والتناغم والقدرة على التفاعل مع مختلف المتغيرات الممكنة والإكراهات الطارئة ومنها إصابة نبيل درار التي فرضت تغيير كل الخطط.

أوكرانيا لقياس المناعة
مخطئ من اعتقد أن المنتخب الأوكراني هو أحد المنتخبات المتوسطة والمتواضعة بالقارة الأوروبية، بدليل أنه أياما قليلة بعد ودية الأسود تمكن من قهر المنتخب الألباني برباعية.
ورغم أن المباراة لم تحفل بالأهداف إلا أن الناخب الوطني خرج فيها بمكاسب بالجملة ومنها الإطمئنان على مناعة دفاعه وكذا القدرة على الإلتحامات القوية التي كانت العنوان الأبرز خلال هذه المواجهة والتي بدت نسخة مكررة لمواجهة المنتخب الصربي بطورينو الإيطالية.
ورغم أن الفريق الوطني عجز عن التهديف خلال هذه المباراة، إلا أنه قدم أداء مقبولا سيما على مستوى تكريس تفوقه على مستوى امتلاك الكرة وممارسة الضغط الحالي والحد من خطورة المنافس في مواقع متأخرة من الملعب.

لا خوف على النجاعة
ساد بعض القلق ومباراة أوكرانيا تنتهي بالبياض من مغبة استمرار عجز الفريق الوطني عن التهديف والشك في القدرة الهجومية للاعب خالد بوطيب والذي لم ينتج خطرا على معترك المنافس في آخر المباريات التي تقلد فيها رأس الحربة.
الأسود ومعهم هيرفي رونار سيكشفون عن وجه مغاير أمام المنتخب السلوفاكي والذي قبل مباراة الأسود كان قد أحرج المنتخب الهولندي وقدم مباراة متكاملة وقوية.
هدفان وضياع كم كبير من الفرص السهلة و تأكيد رونار على أنه بصدد تهييء ورقة غير التي توقعها الجمهور وهي ورقة الكعبي اللاعب البركاني والذي من نصف محاولة ولمسة أولى سيتمكن من التسجيل بمرمى المنتخب السلوفاكي، قبل أن يكرر بلهندة نفس المشهد بهدف ثاني ومقدما واحدة من أفضل مبارياته رفقة الأسود.

مرونة خططية
وبغض النظر عن الإنتصار المحقق أمام المنتخب السلوفاكي والذي تكرر أمام المنتخب الإستوني فإن أهم الملاحظات التي حملتها الفواصل الودية التي خاضها الأسود هي المرونة الخططية والقدرة على الإنصهار مع مختلف الأساليب الخططية وتنويع التكتيك من مباراة لأخرى، بل لمسنا داخل المباراة الواحدة إصرار رونار على تعديل الأوتار أكثر من مرة.
وبين 3ــ5ــ2 إلى 4ــ3ــ3 التي تتحول لـ 4ــ2ــ3ــ1 تعمد رونار من دون شك تمويه منافسيه وخصومه وجرهم لحيرة شديدة وكبيرة كي لا يكون الأسود كتابا مكشوفا وبالكامل.
كما أن غياب نبيل درار عن كل هذه المباريات كان سببا في فرض هذه المتغيرات الخططية والتي كان عنوانها الأبرز اللاعب أشرف حكيمي ونور الدين أمرابط اللذين تقمصا أدوارا غير تلك التي هي من صميم الإختصاص.

يقين وتشكيل مكشوف
ولو أن الإنتصار في مثل هذه المواعيد لا يمثل قيمة كبيرة إلا أنه على العكس من ذلك تماما فإنه معنويا يساهم في رفع روح اللاعبين وتعزيز روح الإنتصار بداخلهم.
لذلك يمكن القول أن مباراة تالين أمام المنتخب الإستوني جاءت باليقين وأكدت على حسن تحضير العناصر الوطنية وقدرتها على  البلاء الحسن في المونديال.
وتأكد ومن الآن التشكيل الرسمي المراهن عليه في المونديال، خاصة ذلك الذي سيستهل به المشوار أمام المنتخب الإيراني.
وبعدما كان الشك مرافقا للمركز الأيسر قبل أن يتأكد للجميع حسمه من طرف أشرف حكيمي على حساب منديل حتى لو غاب درار، إذ أن رونار يثق في أمرابط ظهيرا أيمن مزورا في هذه الحالة.
فإن المركز الآخر حسم بشأنه ويهم قلب الهجوم والذي على الأرجح سيتقلده اللاعب الكعبي على حساب بوطيب وهو ما أكدته مباراة إستونيا.