فرضت ألعاب القوى المغربية قانونها ضمن النسخة ال18 لألعاب البحر الأبيض المتوسط 2018 التي أقيمت بطاراغونا الاسبانية من 22 يونيو إلى 1 يوليوز، من خلال حصدها لثماني ميداليات ذهبية، واحتلال المركز الأول من بين 26 دولة شاركت في هذه الألعاب، فيما تمكن التنس والكراطي من التألق وانتزاع المعدن النفيس.

وتمكنت المشاركة المغربية من الوفاء بالتزاماتها في هذه الدورة، ونجحت في بلوغ الهدف الذي وضعته لنفسها قبل بداية الألعاب، وذلك بتجاوز عدد الميداليات التي فاز بها الأبطال المغاربة في ألعاب ميرسين 2013 بتركيا، بحصولها على 24 ميدالية منها 10 ذهبيات، 7 فضيات و7 نحاسيات، أهلتها لاحتلال المركز الثامن في الترتيب العام، بدلا من المركز ال12 في نسخة 2013.

وتعد ألعاب 2018 هي الأكثر نجاحا في تاريخ المشاركة المغربية في التتويج بالميداليات الذهبية، متقدمة على دورة 1987 بمدينة اللاذقية السورية عندما حصل المغرب على 9 ميداليات من المعدن النفيس.

وبدأت حكاية تاراغونا مع البطل الشاب في رياضة الكراطي عبد السلام أمكناسي الذي منح المغرب أول ميدالية في هذه الألعاب، وصمم أن يكون الذهب خير مايفتتح به الأبطال المغاربة ألعابهم المتوسطية.

وأوفى أمكناسي الذي تبارى في وزن أقل من 60 كلغ بالآمال التي عقدت عليه، وتجاوز بكل تفوق جميع الأدوار الاقصائية قبل أن يفوز في النهاية على التونسي عزوازي ناضر (2-0)، ويساهم في اذكاء حماس باقي الأبطال، وهو ما أعطى ثماره بفوز البطلة عائشة سياح بالميدالية البرونزية في وزن أقل من 50 كلغ، دقائق فقط بعد ذهبية أمكناسي.

وتميزت هذه الألعاب بإحراز المغرب لأول ميدالية في تاريخه في رياضة المسايفة، من خلال برونزية المبارز حسام الكرد الذي بات أول مغربي يفوز بميدالية في هذا النوع الرياضي.

وعندما يأتي دور ألعاب القوى، فلن يكون القادم إلا أروع، وهو ماتحقق بالفعل بتربع "أم الألعاب" المغربية على الريادة في سبورة الترتيب.

وخلق العداء المغربي سفيان البقالي الذي كان مرشحا فوق العادة، أجواء رائعة في بعثة المنتخب المغربي في اليوم السادس من خلال منحه المغرب ثاني ميدالية ذهبية، قبل أن يتمكن مواطنه يونس الصالحي دقائق فقط بعد ذلك من انتزاع ذهبية أخرى في مسافة 5000 متر.

ولدى السيدات لم تترك البطلتين رباب عرافي ومليكة عقاوي أي فرصة لمنافساتهما في مسافتي 800 متر و1500 متر، وتسيدتا على التوالي هذين السباقين.

وفي مسافة 5000 متر كانت الكلمة الأخيرة مغربية أيضا، بواسطة ذهبية كوثر فركوسي، مانحة للمشاركة المغربية الذهبية السادسة. و اتبع مواطنهما ابراهيم كعزوزي نفس المسار وأحرز ذهبية 1500 متر، فيما نال فؤاد الكعام الميدالية البرونزية.

وكان اليوم الأخير استثنائيا، حيث تمكن البطل المغربي محمد رضا العربي من الفوز بمسابقة نصف الماراطون، وتحطيم الرقم القياسي لألعاب البحر الأبيض المتوسط.

وأظهر لاعب كرة المضرب المغربي لمين وهاب أداء استثنائيا أيضا في اليوم الأخير، وأطاح بمنافسه من موناكو في المباراة النهائية بجولتين للاشيء (6-2 و6-3).

وأبى يحيى برابح إلا أن يختتم هذه الألعاب كما بدأها زميله أمكناسي عبد السلام بميدالية ذهبية، بحلوله أولا في مسابقة القفز الطولي مانحا المغرب الميدالية الذهبية العاشرة.

وعن أداء العناصر الوطنية في هذه الألعاب، عبر حسن فكاك المدير التقني للجنة الوطنية الأولمبية المغربية عن رضاه لهذه النتائج، مشيرا أن بعض الأنواع الرياضية حققت النتائج المرجوة، فيما الأنواع الأخرى لم تصل بعد إلى المستوى المطلوب، مشددا على أنه لايمكن مقارنة دورة بأخرى لأن المستوى يتطور باستمرار.

وأضاف أنه "على العموم نتوفر على مجموعة شابة تستطيع الدفاع عن الألوان المغربية في الاستحقاقات المقبلة".

وشارك 113 رياضي مغربي في 20 نوعا رياضيا في الدورة ال18 لألعاب البحر الأبيض المتوسط 2018.

واستحوذت ألعاب القوى على حصة الأسد بمشاركة 23 لاعبا تليها كرة القدم (18) والجيدو (10) والتيكواندو (8) والكراطي (7) والملاكمة (7) والمصارعة والغولف والفروسية (5) والكرة الطائرة الشاطئية (4) والسباحة والدراجة والكرة الحديدية (3) ورفع الأثقال والتنس والرماية (2) والمسايفة والجمباز (1).

وأقيمت ألعاب البحر الأبيض المتوسط في 16 بلدية في جهة تاراغونا وهمت 33 نوعا رياضيا شارك فيها 4000 رياضيا من 26 جنسية مختلفة، و 1000 حكما وممثلا دوليا، و1000 صحفي، و3500 متطوع وأكثر من 150 ألف متتبع.

وتنظم الدورة المقبلة سنة 2021 بمدينة وهران الجزائرية.