كان الأحد يوم حراس المرمى بامتياز في الدور ثمن النهائي لكأس العالم 2018 في كرة القدم، حيث قاد إيغور أكينفيف بلاده المضيفة الى ربع النهائي على حساب اسبانيا، ودانيال سوباشيتش كرواتيا على حساب الدنمارك، في مباراتين حسمتهما ضربات الترجيح.

وعلى ملعب لوجنيكي في موسكو، وقع المنتخب الاسباني مرة جديدة ضحية لعنة المنتخب المضيف التي تلاحقه في المسابقات الكبرى، بسقوطه 3-4 بضربات الترجيح أمام روسيا بعد التعادل 1-1، بينما تفوقت كرواتيا على الدنمارك 3-2 بالركلات نفسها، بعد تعادلهما بنتيجة 1-1 أيضا.

ويلتقي الفائزان في السابع من تموز/يوليو المقبل على ملعب فيشت الأولمبي في سوتشي، في ثاني مباريات الدور ربع النهائي الذي بلغته السبت الأوروغواي على حساب البرتغال ونجمها كريستيانو رونالدو، وفرنسا على حساب الأرجنتين ونجمها ليونيل ميسي.

وغداة خروج أفضل لاعبين في العالم في الأعوام العشر الماضية، أصبحت اسبانيا ثالث بطل للعالم يخرج من المونديال الروسي وذلك بعد ألمانيا المتوجة أربع مرات آخرها عام 2014 والأرجنتين بطلة 1978 و1986، وذلك على يد البلد المضيف وحارس مرماه أكينفيف الذي تصدى لضربتين ترجيحيتين للاسبانيين كوكي وياغو أسباس.

وواصلت اسبانيا التي أحرزت لقب 2010، السقوط تحت لعنة المنتخبات المضيفة في المسابقات الكبرى، لتخرج للمرة الرابعة في مواجهة من هذا النوع (بعد ايطاليا 1934 والبرازيل 1950 وكوريا الجنوبية 2002)، اضافة الى خروجها خمس مرات من كأس أوروبا في الظروف نفسها.

أما روسيا، فواصلت مسيرتها اللافتة في المونديال الحالي، وحققت انجازا تاريخيا جديدا ببلوغها ربع النهائي للمرة الأولى بعد انهيار الاتحاد السوفياتي (1991)، علما ان وصولها لثمن النهائي كان الأول منذ ذلك التاريخ أيضا.

ويعد بلوغ روسيا هذه المرحلة مفاجئا لكونها بدأت النهائيات كأسوأ المنتخبات ترتيبا في تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا) من بين المشاركين الـ32.

ونجحت روسيا في خطتها التكتيكية وجرت اسبانيا التي كانت صاحبة الاستحواذ والسيطرة، الى ركلات الترجيح. ولم تشهد المباراة فرصا كثيرة للتسجيل بسبب تكتل الروس في منطقتهم واعتماد الاسبان على اسلوبهم بالتمرير القصير لخلق مساحات، دون جدوى.

واستحوذ الاسبان على الكرة من البداية ونجحوا في افتتاح التسجيل بيد انهم فضلوا الاحتفاظ بالكرة وتمريرها عرضا بدل الضغط لزيادة الغلة، فدفعوا الثمن بحصول الروس على ركلة جزاء من إحدى الفرص النادرة التي سنحت لهم، وأدركوا من خلالها التعادل.

وكان خروج المنتخب الاسباني حزينا لأسباب عدة، منها انه كان من المرشحين لاحراز اللقب للمرة الثانية في تاريخه، كما ان الاقصاء أمام روسيا كان المباراة الأخيرة للمخضرم أندريس انييستا (34 عاما) مسجل هدف الفوز على هولندا في نهائي 2010، والذي اعلن اعتزال اللعب دوليا.

وقال إنييستا "أترك المنتخب بطعم مرير وصعب، لقد توقف مشوارنا لأننا لم نتمكن من التقدم خطوة أخرى، وان نكون في مستوى هذه الظروف".

ووجهت الصحف الاسبانية انتقادات لاذعة لـ "لا روخا"، منتقدة أيضا التغيير المفاجىء الذي أجرته الجامعة على رأس الجهاز التقني قبل يومين من المباراة الأولى، بإقالة المدرب جولن لوبيتيغي على خلفية الاعلان عن انتقاله الى ريال مدريد بعد النهائيات، وتعيين فرناندو ييرو بدلا منه.

وكتبت صحيفة "ماركا" الرياضية "ضربة قاضية في ثمن النهائي هي صفحة سوداء أخرى في تاريخنا"، متحدثة عن "فشل بالأحرف الكبيرة".

وفي مقابل الخروج الاسباني، واصلت كرواتيا بصعوبة مسيرتها الناجحة في هذا المونديال بعد أداء في الدور الأول طرحها كأحد المرشحين للذهاب بعيدا في مشوارها وحتى الترشح للقب أول في تاريخها.

وفي المباراة ضد الدنمارك، كانت الأخيرة البادئة بالتسجيل منذ الدقيقة الأولى، وتحديدا بعد 57 ثانية عبر ماتياس يورغنسن، لكن ماريو ماندزوكيتش أدرك التعادل في الدقيقة 4.

وخاض المنتخبان شوطين إضافيين لم تتغير خلالهما النتيجة، على رغم ان كرواتيا حصلت على فرصة ذهبية في الدقيقة 115 من خلال ضربة جزاء نفذها قائدها ونجم خط وسط ريال مدريد الاسباني لوكا مودريتش، الا ان الحارس الدنماركي كاسبر شمايكل كان له بالمرصاد وتصدى للمحاولة.

وقال مودريتش "كان الجو حارا جدا، ما جعلنا نعاني. كان من الصعب علي أن أهدر ضربة الجزاء لأني كنت أدرس طيلة الصباح كيفية التسجيل ضد شمايكل".

وتحدث الأخير عن "خيبة هائلة لكن مع فخر كبير بالأداء الذي قدمناه. كانت أمامنا فرصة وأعتقد أننا كنا الفريق الأفضل في الشوط الثاني"، مقرا بأنه من الصعب تلخيص "المشاعر التي تخالجنا بكلمات في هذه اللحظة".

ومع استمرار التعادل حتى نهاية الشوطين الاضافيين، احتكم المنتخبان الى ضربات الترجيح حيث كانت الكلمة لحارسي المرمى.

وأنقذ الحارس سوباشيتش قائده مودريتش بصده ثلاث ركلات ترجيحية نفذها كريستيان إريكسن ولاس شون ونيكولاي يورغنسن، بعدما كان قائد المنتخب وصانع ألعاب ريال مدريد الاسباني قد أهدر فرصة ذهبية لحسم النتيجة، بإضاعته ركلة جزاء قبل 5 دقائق من نهاية الوقت الاضافي، تصدى لها حارس الدنمارك كاسبر شمايكل.

وهي المرة الأولى تبلغ فيها كرواتيا ربع النهائي منذ عام 1998 حين فاجأت العالم بمشاركتها الأولى كدولة مستقلة، بوصولها الى نصف النهائي قبل الخروج على يد فرنسا المضيفة التي توجت لاحقا باللقب.

والمفارقة أن أفضل نتيجة للدنمارك في النهائيات ايضا كانت عام 1998 حين وصلت الى ربع النهائي قبل أن تخسر امام البرازيل (2-3).