يختبر مدرب المنتخب الإنكليزي غاريث ساوثغيت شبانه أمام العملاق الإسباني الباحث عن استعادة أمجاده، السبت على ملعب "ويمبلي" في مستهل مشوار البلدين في النسخة الأولى من عصبة الأمم الأوروبية لكرة القدم.

والتزم ساوثغيت بمبدأ الاعتماد على الشبان بعد النجاح الذي حققه في يوليوز الماضي بالوصول الى نصف نهائي مونديال روسيا قبل الخروج على يد كرواتيا 1-2 بعد التمديد، بعدما تقدم منتخب "الأسود الثلاثة" بهدف منذ الدقيقة الخامسة للمباراة.

وخاض ساوثغيت كأس العالم بثالث أصغر تشكيلة في النهائيات الروسية، وحافظ على هذه المقاربة في الاستحقاق الأول من بعد المونديال، مضيفا الى تشكيلته لاعبي مانشستر يونايتد لوك شو وليفربول جو غوميز.

وفي عمر الـ28 عاما، سيكون فابيان ديلف أكبر لاعبي ساوثغيت في المباراة الأولى لإنكلترا ضمن منافسات المجموعة الرابعة للمستوى الأول من عصبة الأمم الأوروبية، ثم في اللقاء الودي المقرر الثلاثاء مع سويسرا، فيما خرج المخضرمون غاري كايهل وجيمي فاردي وآشلي يونغ من تشكيلة الـ23 لاعبا التي خاضت المونديال.

وغاب شو (23 عاما) عن المنتخب منذ الخسارة الودية أمام ألمانيا (صفر-1) في 22 مارس 2017، ولم يشارك في نهائيات 2018 في روسيا.

وعاد أيضا الى المنتخب أيضا زميل غوميز في ليفربول آدم لالانا (قبل أن يضطر للانسحاب بسبب إصابة في الحصة التدريبية الأولى)، وجيمس تاركوفسكي من بيرنلي، بينما استدعى ساوثغيت للمرة الأولى حارس مرمى ساوثمبتون أليكس ماكارثي.

وأشار ساوثغيت بعد الاعلان عن تشكيلته الى "أننا نأتي للتو من المشاركة في بطولة ناجحة. لم يحصل تغيير كبير خلال هذه الفترة لاننا بلغنا نصف النهائي (في المونديال) وأقيمت ثلاث مراحل فقط في الدوري المحلي".

وأضاف "أجرينا محادثات ناضجة مع جايمي فاردي، غاري كايهيل وآشلي يونغ في ما يتعلق برغبتنا بالتطلع الى اللاعبين الشبان. على أي حال، قمنا بخمسة تغييرات ونشعر بأن هذا الأمر كاف. لكننا لن نراوح مكاننا".

وأوضح "لوك شو لا يزال في الثالثة والعشرين، جو غوميز في الحادية والعشرين، وبالتالي خفضنا معدل الأعمار بشكل إضافي. نعي تماما الإثارة حول لاعبين شبان آخرين لكن قد يكون الأمر مبكرا لعدد منهم".

وراهن اللاعب الدولي السابق على عنصر الشباب منذ توليه مهام تدريب المنتخب الأول عام 2016، وأبعد لاعبين مخضرمين أبرزهم المهاجم واين روني والحارس جو هارت.

وفي تصريحات على هامش حصة تدريبية للمنتخب الأربعاء، أكد ساوثغيت أنه لا يعتزم تبديل استراتيجيته في الفترة المقبلة. وأوضح "أعتقد أن لدينا تشكيلة قوية. نحن في مطلع موسم جديد ونظرنا الى العديد من اللاعبين خلال الأعوام الماضية (...) قررنا أنه نظرا للطريقة التي نرغب باعتمادها (في اللعب) ونوعية اللاعبين الذين نرغب في العمل معهم، كان ثمة بعض اللاعبين الذين لا يلائمون هذا النموذج".

أضاف "على الأرجح لن نعود للتفكير بلاعبين كانوا هنا (في المنتخب) سابقا (...) لذا فالمجموعة المقبلة (من اللاعبين الجدد) الذين سنبدأ بمتابعتهم، هم لاعبون على الأرجح في الفئات العمرية الأصغر".

وأكد أنه سيمنح اللاعبين الناشئين فرصتهم مع المنتخب الأول عندما "أشعر أنهم جاهزون (...) عندما تقوم بترفيع لاعبين من الشبان عليك أن تكون حذرا فعلا لجهة السرعة التي تقوم فيها بذلك، لأنك تريد أن تمنحهم الوقت للمشاركة في المباريات، تريد أن تستدعيهم، أن تشركهم في التمرين وتجعلهم يتأقلمون".

وسيكون الهدف الكبير التالي لساوثغيت قيادة بلاده الى نهائيات كأس أوروبا 2020 ومن ثم محاولة الفوز باللقب على الأراضي الإنكليزية لأن مباريات نصف النهائي والنهائي ستكون على ملعب "ويمبلي" في هذه النسخة التي ستوزع مبارياتها على 12 مدينة وملعبا حول أوروبا.

وشدد حارس المنتخب جوردن بيكفورد على أنه "علينا المحافظة على وتيرتنا. أعتقد أن دوري الأمم الأوروبية تشكل فرصة جيدة حقا لإنكلترا ضد منتخبات من المستوى الرفيع في العالم، ونريد الفوز على هذه الفرق".

وشاءت الصدف أن تكون كرواتيا في المجموعة ذاتها لانكلترا، وستكون الفرصة سانحة بالتالي أمام رجال ساوثغيت لتحقيق ثأرهم عندما يلتقي المنتخبان في 12 تشرين الأول/اكتوبر، لكن على لاعبي "الأسود الثلاثة" التفكير أولا بلقاء السبت ضد إسبانيا التي تبدأ بدورها مرحلة اعادة البناء مع مدرب جديد بشخص لويس انريكي بعد خيبة الخروج من الدور الثاني للمونديال على يد روسيا المضيفة (بضربات الترجيح بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي).

وستكون مباراة السبت المواجهة الأولى على صعيد المسابقات بين إنكلترا وإسبانيا منذ نهائيات كأس أوروبا 1996 حين فاز "الأسود الثلاثة" بين جماهيرهم بضربات الترجيح بعد التعادل سلبا.

وتواجه المنتخبان وديا في ست مناسبات منذ النهائيات القارية التي توجت بلقبها ألمانيا على حساب تشيكيا بعدما أقصت الإنكليز في دور الأربعة، وفازت إسبانيا أربع مرات مقابل هزيمة وتعادل كان في المواجهة الأخيرة بينهما في 15 نونبر 2016 حين كانت إنكلترا متقدمة 2-صفر حتى الدقيقة 89 قبل أن تتلقى هدفين في اللحظات الأخيرة.