يظهر منتخب مالاوي الملقب بالشعلة في أحسن احواله المالية والمعنوية بعد أن ربح المباراة الأولى أمام جزر القمر ليترجم بعدها خطة الإطاحة بالمنتخب المغربي من خلال العدة التي حضرها المدرب البلجيكي وبتوصية أعضاء الجامعة لإيقاف مد أسود الأطلس، صحيح أن مالاوي يحلم بهذا الإنجاز المثير الذي لا يعرفه المغاربة مطلقا لأنهم يدركون ان المباراة مربوحة، بينما هي أصلا موضوعة كالشعلة الحارقة.

إنتهى الجدل 
لم يعد قائما تعليق مشاركة منتخب مالاوي في الإقصايات الحالية لكأس إفريقيا 2019 بالكامرون بعد أن قرر الإتحاد المالاوي العودة إلى المنافسات بسبب غياب الموارد المالية  لدعم المنتخبين الأول والثاني في مارس 2017، وجاء قرار ذلك بعد أن توصل الإتحاد المالاوي إلى اتفاق مع الحكومة من أجل توفير كل السبل المالية الجديدة حتى يكون المنتخب جاهزا للإستحقاقات المقبلة والخاصة طبعا بالتأهل إلى المونديال الإفريقي بالكامرون، وكان مؤدى ذلك الإسراع في انتداب الناخب الأجنبي البلجيكي روني فان غينودين، علما أن مصاريف الناخب الأجنبي كانت أيضا من ضمن الموارد المالية المطروحة في سياق التمويل العام، ومن تم العودة السريعة إلى التباري كان مؤداها عودة منتخب الشعلة إلى الواجهة بفوز معنوي وجدير بالأهمية ضمن مجموعة المغرب.

الفوز الذي غير القناعات 
عندما توضحت الأمور وحقق منتخب مالاوي نقاط الطموح الكبير أمام جزر القمر بداعي انفراج السيولة المالية سارع الإتحاد المالاوي غلى عقد اجتماع مع الناخب البلجيكي من أجل إعداد خطة عمل تباشر التحضيرات الجدية للقاء المغرب مقابل طرح توصيات من بينها تجميع أفضل الاسماء الدولية التي بوسعها مناقشة أداء المنتخب المغربي الذي قدم في منظورهم أداء رائعا وكواحد من أفضل المنتخبات الإفريقية خلال مونديال روسيا وبخاصة عندما أحرج الإسبان وكاد يخلق المفاجأة، وهذه التصورات هي التي دعت الإتحاد والناخب إعداد خطة تقنية لمواجهة المغرب بأفضل الأسماء المتواجدة سواء بأندية مالاوي أو المحترفين، وهو ما تاكد بالملموس عندما اختار الناخب روني فيلقا من 25 لاعبا محليا قبل أن يطرح في الجانب الأهم أصحاب الخبرة الإحترافية بإفريقيا خاصة.

مواجهات مغربية صرفة 
ومن خلال تاريخ المواجهات بين الطرفين، يظهر المنتخب المغربي في أفضل حالاته الرقمية في المواجهات الثمانية التي إلتقى فيها مالاوي على صعيدي إقصائيات كأس العالم وكأس إفريقيا، وكان الفوز حليف المغرب في خمس مناسبات وخسر مرة واحدة بالرباط ذهابا عن إقصائيات كأس العالم 1994، وعاد بالتأهل مباشرة من العاصمة بلانطير، وحول هذا المعطى يتهيأ منتخب الشعلة ليكون هو الحصان الأسود بالمجموعة سيما وأن الناخب الوطني يستعجل أمر المواجهة أمام المغرب بدعم تقني من مدرب فريق وانديريز على أساس تحضير رجال الهجوم باكثر بديهة ورزانة في التعامل مع الفرص المتاحة.

كوموندو احترافي 
وبقراءة اللائحة العامة لمنتخب الشعلة مالاوي، يظهر الناخب البلجيكي أعيرته الإحترافية من صلب البطولتين الموزمبيقية والجنوب إفريقية بالنظر للكم الهائل الذي يحترف هناك من كل الخطوط وأكثرها طبعا من الوسط والهجوم، وهي دلالات تؤكد التباعد الكبير بين الأندية المالاوية العادية والأندية الموزمبيقية والجنوب إفريقية المعروفة في سجل المنافسات القارية لعصبة أبطال أفريقيا وكأس "الكاف"، ما يعني أن هذا الكشكول هو من سيناقش المغرب مع أهلية الوجوه المعروفة للمنتخب من فيصل نادي بولوتس متزعم البطولة المالية (5 لاعبين) وغريمه وانديريز (7 لاعبين) ، هذا في الوقت الذي تضم جنوب إفريقيا (5 محترفين) والموزمبيق (5 محترفين) وواحد من اليابان.

أسلحة مالاوي 
حتما سيعتمد المدرب روني على الوجوه التنافسية والأكثر حضورا على اعتبار أن البطولة المالاوية نشيطة، حيث وصلت دورتها العشرين في مقابل دخول المحترفين بالبطولة الجنوب إفريقية إلى الدورة الخامسة نسبيا على مستوى التنافسية ، وهو رصيد مهم مقارنة مع الهشاشة التنافسية التي يوجد عليها المنتخب المغربي من خلال انطلاق المباريات الأوروبية منذ شهر تقريبا والعطالة التي يوجد عليها بعض الدوليين المغاربة، وربما سيلعب المدرب البلجيكي على هذه الإحاطة البدنية من خلال السيطرة على أوضاع المباراة دفاعيا ومضادا، ومن خلال العناصر المؤهلة لشغل وصناعة اللعب الأمامي عندما يخطئ الأسود لإستغلال الفرص، ويظهر أن وسط المالاوي يبدو فعالا من خلال المناعة التي يشكل بها ستارا من أربعة لاعبين ومحاطا بسياج دفاعي أيضا وتوكيل المهمة لمهاجمين فقط أي بأسلوب 4 – 4 – 2 المعروف لدى الكرة البلجيكية.