يبدو أن التيار قد انقطع بشكل كبير بين وزارة الشباب والرياضة والجامعة الملكية المغربية الرياضة للجميع على خلفية الرسالة التي كان قد وجهها وزير الشباب والرياضة إلى نزهة بيدوان رئيس الجامعة الملكية المغربية الرياضة للجميع يرد من خلالها على طلب الحصول على الدعم المالي المرتبط بالبرنامج السنوي لهذه الجامعة.
وكان السيد رشيد الطالبي العلمي قد أورد في رسالته الجوابية ليوم 3 شتنبر 2018 ما يفيد بأن الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع تنظم أنشطة رياضية متنوعة هي من اختصاص جامعات رياضية أخرى، وأورد على ذلك أمثلة رياضة الترياتلون التي تدخل ضمن الرياضة الأولمبية ورياضة كرة السرعة والتشوك بال، علما بأن هذه الرياضات غير مدرجة ضمن النظام الأساسي لجامعة الرياضة للجميع.
ودعا وزير الشباب والرياضة جامعة الرياضة للجميع إلى تحديد اختصاصاتها كإجراء ملزم لترتيبها ضمن الجامعات الرياضية المستوفية للشروط الضرورية وفق الأحكام المنصوص عليها في القانون 30-09 المتعلق بالتربية البدنية والرياضة.
ودعا السيد الوزير جامعة الرياضة للجميع إلى ملاءمة نظامها الأساسي مع النظام الأساسي النموذجي للجامعات، ودعاها إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة من أجل إعادة تحديد أهداف الجامعة وفق فلسفة الرياضة للجميع كما هو متعارف عليه دوليا وقاريا.
وفي جوابها على رسالة وزير الشباب والرياضة قالت الجامعة الملكية المغربية الرياضة للجميع من خلال كاتبها العام السيد محمد نعمة أن جامعته أحدثت يوم 5 أكتوبر 2009 بمبادرة من وزارة الشباب والرياضة واستجابة لما جاء في الرسالة الملكية الموجهة للمناظرة الوطنية حول الرياضة سنة 2008 بالصخيرات.
وذكرت الرسالة الجوابية للجامعة الملكية المغربية الرياضة للجميع بالكم الهائل للمبادرات التي أشرفت عليها من أجل نشر ثقافة الرياضة لدى عموم المواطنين بتوافق كامل مع الوزارة، ومن خلال ذلك أشار إلى ارتباط الجامعة بفلسفة الرياضة للجميع، وعرجت الرسالة على برنامج القافلة الوطنية الرياضة للجميع التي جابت جميع جهات المملكة منذ انطلاقتها من مدينة العيون يوم 20 نونبر 2016 واستفاد منها ما لا يقل عن 300 ألف مواطن ومواطنة من مختلف الفئات العمرية، معظمهم من المناطق النائية والأحياء المهمشة.
وبخصوص تأطير وتنظيم رياضة ترياتلون كرياضة تنافسية فقد ذكرت الرسالة بأن الجامعة الملكية المغربية الرياضة للجميع عهد إليها منذ تأسيسها بالنهوض بهذه الرياضة وتعميمها في أوساط الشباب المغربي بتوصية من الوزارة بالنظر إلى أن المغرب لم يكن يتوفر آنذاك على جامعة تشرف على هذا النوع الرياضي.
وذكرت الرسالة بالإنفتاح القوي لهذه الجامعة على مختلف الفاعلين الرياضيين العالميين وما أصبحت تمثله رياضة ترياتلون بالمغرب داخل المؤسسات الدولية والقارية.
أما بخصوص ملاءمة النظام الأساسي للجامعة الملكية المغربية الرياضة للجميع مع النظام النموذجي للجامعات الرياضية، فقد ذكرت الرسالة السيد الوزير بأن الجامعة وضعت بالفعل مشروع نظامها الأساسي بمصالح الوزارة منذ أكثر من سنة، وعندما لم تتوصل بأي رد بعثت رسالة تذكيرية يوم 22 غشت 2017، رغبة منها في اعتماد هذا النظام في أول جمع استثنائي ينعقد قبل انطلاق الموسم الرياضي الأخير.
وخلال الإجتماع الذي انعقد بين المصالح المختصة بالوزارة وأعضاء الجامعة طلب من هذه الأخيرة التقيد حرفيا بجميع نصوص النظام الأساسي النموذجي، بينما كان ممثلو الجامعة يرون ضرورة الأخذ بالإعتبار خصوصية هذه الجامعةك.
ومن أجل تجاوز هذا الإختلاف تقول رسالة الجامعة على مستوى تأويل النصوص وتلافيا لكل تأخير للمصادقة على النظام الأساسي للجامعة، أودعت هذه الأخيرة بتاريخ 19 فبراير 2018 مشروعين إثنين أحدهما ينسخ حرفيا النظام الأساسي للجامعات  والآخر يأخذ بعين الإعتبار خصوصيات الرياضة للجميع، تاركة حرية الإختيار بينهما لمصالح الوزارة، لكن برغم مرور 7 أشهر عن هذه المراسلة وأكثر من سنة على الكتاب الأول، فإن الجامعة ما زالت تنتظر قرار الوزارة في الموضوع.
وانتهت الرسالة إلى تسجيل نوع من الإستفهام بالقول: «لا ندري إن كان التقصير كله غير مقصود أم هو تمهيد لموت بطيء كان مقررا لهذه الجامعة عقابا لها على ديناميتها وانجازاتها».
وأضافت الرسالة أيضا: «ألم يكن من الأجدر إخبار الجامعة عند بداية الموسم بنية الوزارة عدم تخصيص أية منحة لها حتى تعمل على تسريح الموظفين في الوقت المناسب، في إطار احترام أحكام قانون الشغل وكذا التوقف عن التزود بحاجياتها من الممونين الذين يطالبونها اليوم بمستحقاتهم».