بعد ظهور كل لائحة جديدة للمنتخب المغربي ترتفع الأصوات بين مؤيد ومعارض لاختيارات الناخب الوطني هرفي رونار.
لكن الملاحظ أن الثعلب الفرنسي له قناعات خاصة أتفق معها تماما وتتمثل في ما يلي:
1ــ المحافظة على لحمة المجموعة وعلى الثوابت.
أظن أن رونار يفكر كثيرا في كأس أمم إفريقيا القادمة، وبما أنه سيخوض مع المنتخب الوطني خمس مباريات فقط قبل إعلان اللائحة المشاركة في كأس أمم إفريقيا 2019 (لقاءان مع جزر القمر ذهابا وإيابا، ثم الكاميرون وتونس وأخيرا الملاوي في شهر مارس)، فإنه يبحث عن الإنسجام داخل المجموعة وكذلك على أن يكون مستودع الملابس خاليا من كل المشاكل الممكنة والتي قد تؤثر سلبا على المردود العام للمجموعة.
وهو ما يفسر استدعاءه لبوصوفة ولو أنه بدون فريق، لطالما أنه يرى فيه لاعبا محوريا خلال كأس أمم إفريقيا القادمة.
بالنسبة لرونار هناك لاعبين أساسيين لا يمكن التخيل أنه سيستغني عنهم عنهم إلا إذا حدث ما يفرض ذلك: 
المحمدي وبونو في الحراسة.
حكيمي، منديل، درار ومزراوي في الأروقة الدفاعية.
بنعطية، داكوسطا، سايس وأيت بناصر في قلب الدفاع.
الأحمدي، بوصوفة، فجر وبلهندة في الوسط الدفاعي.
زياش، حارث وأمرابط في الأجنحة الهجومية وصناعة اللعب. 
وأخيرا بوطيب والنصيري في قلب الهجوم.
وهذا يعني أن 19 لاعبا يشكلون النواة الصلبة لأسود الأطلس من وجهة نظر رونار وهو شيء إيجابي، لأن الكل في الماضي كان ينادي بضرورة الثبات في تشكيل المنتخب الوطني.
وتبقى مطلق الصلاحية لرونار في تقوية هذه النواة، بلاعبين جيدين، لكن كذلك منضبطين تقنيا وفكريا، ولا يزعجهم أبدا الجلوس في مقاعد الإحتياط. 
2ــ اللائحة الرسمية التي ستخوض لقاء جزر القمر تضم فقط 18 لاعبا، وهذا يعني أن 8 لاعبين ممن نادى عليهم رونار في لائحة 26 لاعبا سيجلسون في المدرجات.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الفائدة من استدعاء لاعب في 32 عام من عمره (لم يسبق له التواجد في اللائحة) ووضعه في المدرجات وأعني به نبيل الزهر.
هذا بالإضافة إلى وجود لاعبين جيدين في مركز نبيل الزهر وهم زياش، أمرابط وحارث.
كذلك ما الفائدة من إستدعاء بوفال والقادوري وهما اللذين لا يريدان الجلوس في كرسي البدلاء أو حتى الإنضباط والإنصياع لأسلوب لعب رونار، حيت كانت لهم صدامات من قبل مع رونار لأحد هذين السببين، أليس من الأفضل تركهما في فرقهما؟
وكما يلاحظ المتتبع الرياضي، فإن رونار دائم البحث عن الطائر النادر، كل مرة يضيف إلى النواة لاعبين جدد لرؤيتهم عن قرب ومعرفة مدى قدرتهم على الإنصهار داخل المجموعة، والأمثلة كثيرة (بامو، بنشرقي، أزارو، بوربيعة).
3ــ أنا لا أتفق مع من يهاجم رونار بسبب المناداة على الحداد، لأن دور الناخب الوطني هو تشجيع اللاعبين للرفع من مستواهم وإعطائهم الدعم المعنوي الكافي، خصوصا وأن رونار يعرف جيدا إمكانيات الحداد، كما أنه يعرف جيدا أنه لن يشركه في لقاء جزر القمر (كما سبق الذكر 8 لاعبين سيجلسون في المدرجات).
في نظري الشخصي اللاعب الذي تم نسيانه من طرف المدرب الفرنسي هو أسامة طنان والذي بدأ يسترجع حيويته ومستواه المعهود.
4ــ في اعتقادي الشخصي، فإن شهر نونبر القادم سيعطي الجمهور فكرة واضحة عن التشكيل الذي سيعتمد عليه رونار مستقبلا، حيث هناك مواجهتان قويتان مع الكاميرون وتونس، وهما معا من السواعد الكبرى في القارة الأفريقية، ما يفرض على أسود الأطلس الظهور بمستوى يطمئن المغاربة قبل الدخول في الرهان الإفريقي.