عبر الناخب الوطني هيرفي رونار عن إرتياحه وسعادته بعد تجاوز عقبة الكامرون، وفك المغرب لعقدة الأسود غير المروضة، ولم يترك قائد أسود الأطلس الفرصة تمر دون أن يرد بقوة على كل من انتقد مجموعته مؤخرا، في الوقت الذي فتح رشاشه على من وصفهم بالسلبيين.
رونار تحدث عن مجموعة من القضايا التي تهم حاضر ومستقبل المنتخب المغربي الأول، وفي مقدمتها عودة العميد المهدي بنعطية لعرين أسود الأطلس، وكذلك السبب وراء إلحاحه على تواجد بوصوفة ودرار داخل الفريق الوطني، ناهيك عن إنتظاره حسم نجم ألكمار الهولندي أسامة الإدريسي أمر اللعب رسميا مع الأسود.

ــ كيف تقرأ الفوز الذي حققه المنتخب المغربي على حساب الكامرون؟
رونار : شكرا على تهانيكم، أظن بأن أولئك الذين يعبرون عن عدم رضاهم، وعدم إقتناعهم بخصوص مردود المنتخب المغربي سيتذكرونني جيدا، أتمنى أن يفتحوا أعينهم ليعرفوا بأن هذا الفريق له مؤهلات جيدة، وأن يكونوا من ورائه لا أن ينتقدوه طوال الوقت وأقصد بعض السلبيين داخل إذاعاتهم وجرائدهم، كونوا أذكياء واستخدموا شيئا من التوازن من وقت لآخر، أظن بأن لكم أسبابكم وأنا أعرفها.
أمام الكامرون كانت لدينا معادلة صعبة، حيث كان علينا خلق اللعب، وفي نفس الوقت الحذر من الهجومات المضادة، وهذا تأكد في الشوط الأول حين ضياع الكرة في مناطق حساسة، حيث كدنا أن ندفع الثمن، في الشوط الثاني ضغطنا عاليا، ونجحنا في افتتاح التسجيل بواسطة زياش اللاعب الرائع.
نعرف الكامرون جيدا فهم أقوياء بدنيا، وكما قلت ضياع الكرة في نصف ملعبك يعني الخطورة، بالنظر لسرعتهم على مستوى الهجومات المضادة، كرة القدم ليست سهلة، وفي إفريقيا الأمور أصبحت صعبة بدليل أن مدغشقر ضمنت تأهلها للنهائيات، وهناك دول في القارة تشتغل بجد كموريتانيا.
الجمهور المغربي يطالب أن نكون دائما في القمة لكن هذا صعب ففي بعض الأحيان يحدث ألا تكون في المستوى، مثلما حدث أمام جزر القمر، أظن بأن المهم هو التأهل لكأس إفريقيا، أنا سعيد باختياري للإشراف على المنتخب المغربي، وأشكر كل اللاعبين لأنهم كانوا في المستوى، وبدونهم المدرب لا يساوي أي شيء.

ـــ دخول بوفال كان حاسما في المباراة، واللاعب عبر عن إحباطه لغيابه عن المنتخب المغربي في فترة سابقة؟
رونار: أتحمل كامل المسؤولية في عدم حضوره للمونديال معنا، وذلك راجع  للخطأ الذي إرتكبه وهو يعرف ذلك، من الجيد التوفر على إمكانيات جيدة لكن يجب إحترام المجموعة، أقولها وأكررها دوما أي لاعب لا يتماشي مع حالتنا الذهنية لن يبقى معنا، سواء أعجبكم الأمر أم لا.
المشكل الذي كان يعاني منه المنتخب من قبل له علاقة  بطريقة التفكير والتعامل، اليوم بوفال كان في المستوى طيلة الأسبوع، وننتظر أن يتابع على نفس النهج، لأنه يقوم بأشياء ليس بإمكان لاعب آخر أن يقوم بها.

ـــ بماذا خاطبت اللاعبين بعد الأداء الباهت أمام جزر القمر؟
رونار: أبدا لم أغير من لهجتي وخطابي مع اللاعبين، لا أهتم بما تقوله الصحافة، وهذا ليس تنقيصا من العمل الذي تقومون به، لكنني لا أريد الإنصات للعديد من الآراء، لأنني أثق كثيرا في عملي، سأطرح أمامكم موضوع المدرب الفرنسي ديشان قبل وأثناء نهائيات المونديال، تعرفون ما كتب وما قيل عنه، وكثيرا من ذلك جانب الصواب ووصل حد التجريح، لكنه في الأخير توج بكأس العالم، الأهم من كل هذا هو التأهل لنهائيات كأس إفريقيا والبصم على مشاركة جيدة، لأن هدفنا هو المنافسة على اللقب. 
أنا أواصل عملي بالطريقة التي أراها صالحة لتدريب المنتخب المغربي، وسأحرص على عدم تغيير الإستراتيجية، المهم من كل هذا هو الحفاظ على أجواء جيدة داخل المجموعة والرفع من معنويات اللاعبين، لكي يثقوا أكثر في مؤهلاتهم.
أن أنتقدهم أمر سهل للغاية، ولكن أن أدفعهم ليثوروا على أنفسهم ويقدموا أفضل ما لديهم، فهذا ما أبحث عنه دائما.

ــ بنعطية يعود من جديد للمنتخب المغربي، كيف جاءت عودته لأسود الأطلس بعد طول غياب؟
رونار: كان لي حديث مع بنعطية كما تعلمون، بعد قدوم بونوتشي إلى جوفنتوس الفريق أصبح يملك عددا كبيرا من المدافعين، لقد خاض 4 مباريات كأساسي في البطولة الإيطالية من أصل 12، وأتيحت لي فرصة مشاهدته في عصبة أبطال أوروبا أمام يونغ بويز السويسيري عندما تنقلت لإيطاليا.
يلعب داخل فريق لديه طموحات كبيرة، يملك 5 مدافعين في الفريق، وبنعطية حظي بدقائق لعب مهمة.

ــ لمباراة الكامرون لم تستدع من جديد اللاعب المهدي بوربيعة، كيف تفسر غياب لاعب ساسولو؟
رونار: بوربيعة لاعب جيد، إستعنت به خلال المبارتين أمام جزر القمر، لأننا عانينا من إصابة بعض اللاعبين، أحرص على متابعة مبارياته، وعدم حضوره لا يعني أنه خارج مفكرتي أو غير مهم بالنسبة للمجموعة، قد أفسح أمامه المجال من جديد في المرحلة المقبلة.

ـــ وماذا عن اللاعب أسامة الإدريسي الذي وجهت له دعوة الحضور دون أن يشارك أمام الكامرون؟
رونار: يجب إقناع الإدريسي، لا أشك في عدم رغبته اللعب مع المغرب، سيكون مستقبل المنتخب المغربي، وأنا أقوم بدوري كي يبقى مع المغرب، رغم أنني سأرحل عن المغرب يوما ما، هناك لاعبون شباب آخرون يتألقون رفقة أنديتهم بإمكانهم الحضور مع المنتخب المغربي في القادم من الأيام.

ـــ داخل الرجاء يتألق بانون وكذا الزنيتي، لماذا لا يحظيان كثيرا بإهتمامك؟
رونار: بإمكاني وضع 23 لاعبا فقط في ورقة المباراة، هناك 3 مدافعين مهمين، بنعطية، داكوسطا وكذا سايس، إذا كنتم ترون أن بانون أفضل فذاك رأيكم، أعرف اللاعب جيدا، وبخصوص الزنيتي تابعته خلال نهائيات بطولة إفريقيا للاعبين المحليين بشكل يومي، يتوفر على مميزات خاصة، لكن دائما ما يجب أن نختار، بالنسبة لي أستدعي التكناوتي لأنه صغير السن ويمثل المستقبل هذا كل ما في الأمر.

ـــ وماذا عن وضعية بوصوفة وكذا درار اللذين يعانيان من قلة التنافسية ويحضران مع المنتخب المغربي دوما؟
رونار: سأقول وأكرر دوما أنني أتوفر فقط على 23 لاعبا بإمكاني وضعهم في ورقة المباراة، اللاعبان معا مهمان بالنسبة لمجموعتي، سنرى في الأيام المقبلة إن كنت محقا أم لا، لم تتبق سوى مباراة وحيدة في مارس في التصفيات أمام مالاوي، ولا أريد تركهما.
3 سنوات وأنا متواجد في المغرب تقريبا، قمت بأشياء جيدة، تأهلنا للمونديال بعد 20 سنة من الغياب وحضرنا نهائيات كأس إفريقيا، وترتيبنا تحسن كثيرا على المستوى العالمي، هناك من يجد صعوبة في فهم ضرورة تواجد بوصوفة ودرار بيننا، لكنني أتحمل كامل المسؤولية في ذلك.